مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

73 غارة.. هل شلت ضربات أميركا وبريطانيا قدرات الحوثيين؟

12-01-2024

عالميات

|

سكاي نيوز

أثارت الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أهداف لجماعة الحوثي في اليمن، تساؤلات بشأن تأثيرها على قدرات الحوثيين، وتبعاتها خلال الفترة المقبلة، ومدى مساهمتها في زيادة التصعيد بالمنطقة، أو كونها تمثل ردعا وزيادة للأمن البحري في البحر الأحمر.

 

ونفذت طائرات حربية وسفن وغواصات أميركية وبريطانية ضربات في أنحاء اليمن خلال الليل ردا على هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران على السفن في البحر الأحمر، في اتساع لنطاق الصراع الإقليمي الذي أشعلته الحرب الإسرائيلية في غزة.

 

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان أن هذه الضربات المحددة "رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يغضوا الطرف عن الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر".

 

 

 

 

ويعتقد محللون عسكريون ومراقبون، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الضربات الأمريكية والبريطانية "تحذيرية أكثر من كونها فارقة في شل قدرة الحوثيين"، لكنها تمثل في ذات الوقت "رسالة ردع" لمنع تفاقم الهجمات على السفن العابرة بالبحر الأحمر، محذرين في ذات الوقت من "رد الفعل" الحوثيين عليها بما يتضمن ذلك شن "هجمات مؤثرة" على أهداف أمريكية وبريطانية.

 

كان الحوثيون شنوا واحدة من أكبر الهجمات في البحر الأحمر حتى الآن، الثلاثاء الماضي، إذ قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن ثلاث مدمرات أمريكية إلى جانب طائرات أمريكية من طراز إف-18 وسفينة حربية بريطانية، أسقطت 18 طائرة مسيرة وعدة صواريخ أطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

تفاصيل ضربات التحالف

 

فجر الجمعة، نفذت قوات القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، بالتنسيق مع بريطانيا، وبدعم من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين، ضربات مشتركة على أهداف الحوثيين لإضعاف قدرتها على الاستمرار.

وقال مسؤول أميركي كبير إن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر الثلاثاء، كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أعطى الضوء الأخضر للمضي قدما في تنفيذ الضربات، على الرغم من أن الاستعدادات كانت مستمرة منذ بعض الوقت.

كما أشار مسؤول في البنتاغون لسكاي نيوز عربية إلى أن الأهداف المدرجة على لائحة القصف الجوي مناطق في صنعاء ومرفأ الحديدة، وتتمثل في مراكز تصنيع مسيرات ومخازن أسلحة.

وقالت "سنتكوم" إن "هذا العمل المتعدد الجنسيات استهدف أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".

أكدت قوات القيادة المركزية الأمريكية أنه "لا علاقة لهذه الضربات بعملية حارس الازدهار"، وهي تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة تعمل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

اعتبرت شبكة "سي إن إن"، أن هذه الضربات تعد مؤشراً على القلق الدولي المتزايد بشأن التهديد الذي يتعرض له أحد أهم الممرات المائية في العالم.

كما أشار موقع المونيتور الأمريكي، إلى أن هذه الهجمات هي الأولى منذ عام 2016 التي تستهدف فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر جماعة الحوثيين، حيث تأتي في وقت يشهد توتراً إقليمياً شديداً مع اقتراب الحرب بين إسرائيل وحماس من 100 يوم.

وقال مسؤول أمريكي لصحيفة فايننشال تايمز، إن الضربات تهدف لإضعاف القدرة العسكرية للحوثيين والدفاع عن سفن الشحن الأمريكية والدولية وحمايتها في البحر الأحمر، وهو ممر شحن حيوي للتجارة العالمية، لكنها اعتبرت أنها ستثير مخاوف من تصعيد أوسع في المنطقة.

في حين، ذكرت مصادر مطلعة لسكاي نيوز عربية أن الولايات المتحدة أبلغت الحوثيين قبيل تنفيذها ضربات جوية على مواقع لهم في اليمن.

وأوضحت المصادر أن الحوثيين تبلغوا بالضربات، في إشارة على ما يبدو إلى نية الولايات المتحدة تقليل الأضرار وعدم استنفار رد فعل يفاقم التصعيد في البحر الأحمر.

وفي ذات السياق، أوردت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن مسؤول دفاعي أميركي ومصدر مقرب من الحوثيين، أن ميليشيات الحوثي قامت بالفعل قبيل الضربة، بنقل بعض الأسلحة والمعدات المهمة، بينما وضعت الصواريخ الباليستية قي مخابئ في مدينة صنعاء ذات الكثافة السكانية العالية.

وقال متحدث عسكري باسم الحوثيين إن 73 ضربة أدت إلى مقتل خمسة من مقاتلي الحركة وإصابة ستة.

استمرار هجمات الحوثيين

 

بدوره، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الولايات المتحدة أظهرت قدرا كبيرا من ضبط النفس في الرد على الهجمات المباشرة على السفن التجارية والبحرية الأمريكية، وبالتالي كانت هجمات الليلة الماضية هي الشيء الصحيح الذي يجب القيام به لكنه تأخر".

 

واعتبر "ملروي" الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أن "لكل بلد الحق في الدفاع عن النفس وحرية الملاحة في المياه الدولية، ومع ذلك، فجزء من الدفاع الجيد هو المبادرة بالهجوم".

 

لكن المسؤول العسكري الأمريكي السابق أشار إلى أنه على الرغم من ذلك "فمن المرجح أن تستمر هجمات الحوثيين, ولكن ينبغي أن نتوقع المزيد من تلك الهجمات، وربما مواقع القيادة والتحكم الأمريكية"، مضيفًا: "من غير المرجح أن تنخفض هجمات الحوثيين ما لم تتمكن الولايات المتحدة من تدمير مخزوناتهم من الأسلحة ومنع إيران من إعادة إمدادها مجددًا".

 

وتابع: "نأمل أن يكون لدى الحوثيين قدرة أقل على مهاجمة سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر رغم كل ذلك؛ لضمان استقرار حركة التجارة الدولية وأمن المنطقة".

تأثير محدود

 

بدورها، حددت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، تبعات الضربات العسكرية ضد الحوثيين في عدد من النقاط قائلة إن:

 

الضربات الجوية تهدف إلى ردع الحوثيين عن أي عدوان إقليمي آخر وعرقلة قدراتهم، مثل إطلاق الصواريخ، لجعلهم أقل تهديدًا مباشرًا للأمن البحري في المنطقة.

ومع ذلك، يعتمد هذا الأمر على نطاق وحجم العملية، فإذا تحولت هذه الضربات إلى هجمات رمزية على المستودعات أو غيرها من البنية التحتية التي يمكن إعادة بنائها بسهولة، فسيكون لها تأثير محدود.

من غير المرجح أن تضع هذه العملية حداً كاملاً لأنشطة الحوثيين لعدة أسباب:

أولاً: لقد أصبحوا مع مرور الوقت أداة في يد إيران، وبغض النظر عما يحدث، فسوف يتبعون توجيهات طهران.

ثانياً: قد لا يستجيبون للردع التقليدي المحدود؛ ولن يقنعهم أي شيء أقل من العمليات الكبرى لتدمير قدراتهم بالكامل وتعطيل شبكاتهم بالتخلي عن مسار عملهم.

ثالثاً: من المشكوك فيه أن تتمكن الولايات المتحدة وبريطانيا في ضربة واحدة أو بضع ضربات من تحقيق الهدف المطلوب، لكن ما لن يحدث نتيجة لذلك هو حرب واسعة النطاق مباشرة مع إيران؛ وقد يأخذ الحوثيون فترة راحة قصيرة لاستعادة بنيتهم التحتية، ولكن ما لم يكن الردع متسقًا ومشاركًا بعمق، فمن المرجح أن يعودوا عاجلاً أم آجلاً.

لهذا السبب، يجب أن تكون الإستراتيجية أكثر بكثير من مجرد بضع ضربات.

في حالة إيران، ستكون النية هي الاستمرار في اختبار الخطوط الحمراء الأمريكية مع توسيع نطاق نفوذها، والهدف النهائي هو جعل الوضع صعبًا للغاية بحيث تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا للانسحاب من المنطقة والتخلي عن جهودها لإعادة السيطرة، وربما أدركت الولايات المتحدة أن الدبلوماسية ليست الحل مع الحوثيين.

انتظار رد الحوثيين

 

ومن بيروت، أوضح أستاذ العلاقات الدولية والسياسات الخارجية خالد العزي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "إذ لم يرتدع الحوثيين بعد الضربات الأمريكية والبريطانية، فمن المتوقع أن تكون هناك ضربات من التحالف أقوى وأشد".

 

وأشار إلى أنه من المتوقع كذلك أن يكون هناك ردًا حوثيًا على تلك الضربات سواء في استهداف شاحنات بحرية جديدة، أو ضربات لمواقع عسكرية أمريكية وبريطانية، مضيفًا أنه "في ظل هذه المناوشات يبدو واضحًا الإرباك الاستراتيجي الإيراني في المواجهة، خاصة مع استهداف أهداف لحزب الله، ثم ضربات ضد الحوثيين".

 

وهذا ما ذهب إليه الخبير الأميركي المتخصص في شؤون الأمن القومي، سكوت مورغان، الذي قال في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "يجب أن توقع هجمات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة بعد وقت قصير من هذه الضربات، كما أن الحوثيين قد يستخدمون ذلك لتعزيز سلطتهم في اليمن".

 

وأشار مورغان إلى أنه "قبل الضربة كان الحوثيون قادرين على نقل بعض المعدات العسكرية إلى داخل صنعاء، وبالتالي لم تتأثر بشكل كبير قدراتهم العسكرية"، موضحًا أن الأمن البحري بات بحاجة لإعادة نظر بشكل عاجل لمنع خروج الوضع عن السيطرة.

 

كما أكد عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق دونالد ترامب، والمحلل السياسي الأمريكي جبريال صوما، لموقع سكاي نيوز عربية أن "سياسة الولايات المتحدة ما زالت ترمي إلى عدم توسيع رقعة الحرب إلى خارج غزة، لكن في الأيام القادمة سوف نرى فيما إذا كانت هذه السياسة قائمة أم حدث تطور آخر".

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما