19-09-2023
Enooma Stars
|
INDEPENDENT عربية
مي ابراهيم
مي ابراهيم
"زوروني كل سنة مرة"، على هذا النحو دعا الفنان الراحل سيد درويش عشاقه ومحبيه في واحدة من أشهر أغنياته قبل أكثر من قرن من الزمان، لنلبيها في مئوية وفاته ونزور بيته الواقع في قلب القاهرة، وتحديداً في منطقة جزيرة بدران بحي شبرا العريق، ذلك البيت الذي كان وجهة لرموز الفن المصري في مطلع القرن الـ20، وخرجت منه أشهر أعمال صاحبه الراحل.
السيد درويش البحر، أو كما يعرفه الناس باسم شهرته "سيد درويش"، هو أحد رواد النهضة الموسيقية في مصر والعالم العربي، إذ أدخل أشكالاً جديدة للغناء لم تعرف في الساحة الفنية من قبل أبرزها المسرح الغنائي.
ولد في مارس (آذار) من عام 1892 بالإسكندرية (شمال العاصمة)، والتحق في طفولته بمعهد ديني تابع لمسجد المرسي أبوالعباس الشهير ليبدأ في حفظ القرآن وتجويده، ليظهر لاحقاً اهتمامه بالموسيقي، وليبدأ في الغناء، وليلتحق بأعمال متعددة، إلا أن حبه للموسيقى سيطر عليه وبدأ تعلمها منذ ريعان صباه. كانت انطلاقته في عالم الفن عندما استمع إليه مصادفة الأخوان أمين وسليم عطاالله ولفت نظرهما جمال صوته، وكانا من أصحاب الفرق المسرحية في هذا الوقت ليصطحباه في رحلة فنية كانت نقطة التحول الكبرى في حياته، إذ تعلم كتابة النوتة الموسيقية والعزف ليظهر أول أدواره الموسيقية بعنوان "يا فؤادي ليه بتعشق"، وتبدأ مسيرته الفنية.
انطلق من بعدها إبداع سيد درويش في مجال الفن والموسيقى ليصبح أحد مجددي الموسيقى العربية التي نقلها من الشكل التطريبي الذي كان شائعاً إلى آفاق جديدة على رأسها التعبير. فحسب الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب "فإن الغناء في مطلع القرن الـ20 كان يعتمد على الكلمة وصوت المطرب بشكل رئيس، فأضاف سيد درويش العنصر الثالث
للأغنية، وهو اللحن، مما أحدث ثورة ونقلة نوعية في طبيعة الأغنيات".
فنان الشعب
عرف سيد درويش بفنان الشعب، فعلى رأس إبداعاته الأغنية الوطنية التي قدمها بصورة جديدة، وربما للمرة الأولى بهذا المفهوم. فله إنتاجات غزيرة في هذا الشأن على رأسها النشيد الوطني المصري الحالي الذي لا يزال يردده الناس بلحن سيد درويش الذي وضعه قبل أكثر من 100 سنة.
عن إبداع سيد درويش في الأغنية الوطنية يقول حفيده الفنان محمد درويش لـ"اندبندنت عربية"، عاش سيد درويش في وقت كانت مصر فيه تحت الاحتلال، وعاصر ثورة 1919، مما ألهب حماسه الوطني ليبدع كثيراً من الأغنيات الوطنية التي لا تزال باقية حتى الآن. وقد أدخل ريتم المارش في الألحان الوطنية، وهو يضيف الحماس للأغنية بعكس الملفوف أو المقسوم. وتعد أشهر الأغنيات الوطنية التي قدمها "مصرنا وطنا سعدها أملنا، وقوم يا مصري، وأحسن جيوش في الأمم جيوشنا، ويا مصر يحميكي لأهلك، إضافة إلى أوبريت شهرزاد الذي كان كثير من ألحانه وطنياً، وكان هذا من أسباب نجاحه". يضيف، "في الثورات المعاصرة كان الناس يرددون ألحان سيد درويش الوطنية التي أبدعها قبل ما يقرب من قرن من الزمان، وهذا أكبر دليل على قيمتها وتأثيرها الوطني على مدى كثير من السنوات والأحداث والمواقف".
أعمال لم تظهر للنور
يضيف الحفيد "ما ظهر من أعمال سيد درويش ويعرفه الناس لا يتجاوز 30 في المئة من إنتاجه، وباقي أعماله محفوظ لدينا، فهناك 26 رواية محققة لسيد درويش لم تظهر للنور بأزجال ونوت موسيقية ونص درامي لا ينقصها سوى الإنتاج. فالناس لا يعرفون مسرحيات لسيد درويش غير شهرزاد والباروكة والعشرة الطيبة".
وأشار إلى أنه من الضروري أن تلتفت الجهات المسؤولة إلى هذا التراث المجهول، لأنه لا يخص تراث عائلة سيد درويش، ولكنه تراث للبلاد وثروة قومية ينبغي الحفاظ عليها، وأحد أوجه الحفاظ عليها هو خروجها للنور وتقديمها للجمهور". ويوضح "لا تقتصر الأعمال التي لم تخرج للنور على المسرحيات فقط، وإنما الألحان أيضاً، وبالفعل قدمنا من طريق فرقة تراث سيد درويش نحو 45 لحناً من أعماله للمرة الأولى، ولكن هناك غيرها كثير لم يظهر للنور بعد ويمثل ثروة فنية حقيقية، فسيد درويش سيرته واسمه باقيان بعد مرور 100 سنة على وفاته لعبقريته التي تركها، والجمهور لا يزال يردد كلماته وألحانه حتى اليوم، ونتمنى أن يكون حدث المئوية فرصة لإلقاء الضوء على مثل هذه الأعمال".
منزل في قلب القاهرة
بدأ سيد درويش نشاطه الفني من الإسكندرية مسقط رأسه لينتقل بعدها إلى القاهرة التي كانت مركزاً للإبداع وعاصمة للفنون ليستقر في منزله الواقع بمنطقة جزيرة بدران الذي أبدع منه معظم أعماله وتراثه الفني، إذ كان هذا البيت ملتقى لكبار فناني هذا العصر الذي كان يشهد انطلاقه وصحوة فنية في مجالات الفنون كافة.
وعن بيت سيد درويش في القاهرة تقول الفنانة بدار الأوبرا المصرية وزوجة الحفيد، سوزان مهدي، "انتقال سيد درويش من الإسكندرية إلى القاهرة مثل نقطة فاصلة في مشواره الفني، فكانت العاصمة آنذاك تزخر بالفرق الفنية مثل فرق منيرة المهدية وجورج أبيض وعلي الكسار وأولاد عكاشة، وغيرهم كثير، مما أتاح له التواصل مع عمالقة الفن خلال هذه المرحلة والتعاون معهم لينعكس الأثر الفني في كل منهم. واختار سيد درويش هذه المنطقة تحديداً ليكون فيها بيته لأنها كانت وسطاً بين شارع عماد الدين ومنطقة روض الفرج التي كانت مركزاً للمسارح والمقاهي وأماكن العرض الفني بالعاصمة". وتضيف "في ساحة هذا المنزل التقى عمالقة الفن مثل جورج أبيض وزكي طليمات وبديع خيري وزكريا أحمد. وتتلمذ محمد عبدالوهاب على يد سيد درويش في هذا المنزل، وللأسف فإن منزل سيد درويش في منطقة كوم الدكة بالإسكندرية تهدم، ومن هنا فإن هذا البيت يمثل أهمية كبيرة باعتباره الأثر الأخير الباقي لسيد درويش".
1
2
أخبار ذات صلة
Enooma Stars
القضاء ينصف إليسا ويُحرّرها من شركة وتري
Enooma Stars
يلدز واندر بطلتا للموت بالتركي
Enooma Stars
كايلي جينر تذهل عشّاق الموضة باختياراتها (صور)
Enooma Stars
بين فرح أمين معلوف وحزن نجاح سلام
Enooma Stars
ياسمين عزّ تعلن مقاضاة نيشان بعد سخريته منها
أبرز الأخبار