15-09-2023
مقالات مختارة
|
نداء الوطن
اسعد بشارة
اسعد بشارة
أفصح الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، عن المرحلة الجديدة في المبادرة الفرنسية، التي لا علاقة لها بالمرحلتين الأوليين. بعد طول انتظار، ها هو لودريان، يتكلم من دون قفازات، بعدما وصلت مبادرته إلى مفترق طرق، فإمّا أن تبقى فرنسا في السباق على الإنجاز في الملف اللبناني، أو تهرب دبلوماسياً كما أخرِجت من بعض مواطئها الأفريقية.
لهذا فضّلت فرنسا ماكرون، أن تستدير إلى حيث شاركت في بيان الدوحة، في صياغة معادلة حل لبناني مستدام، لا مكان فيه لأنصاف الحلول، ولا للمناورات، ولا لتمرير سيطرة الممانعة على قرار لبنان، لست سنوات جديدة.
العبارة الذهبية، التي نطق بها لودريان أمام من التقاهم، قالها من دون تحفظ... للوصول إلى انتخاب الرئيس، يجب سحب المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، والاتفاق على مرشح ثالث. طرح لودريان فكرته أمام فريق المعارضة، ومع وليد جنبلاط، وتلقى رديْن معارضين: أحدهما أكد له أنّ المرشح أزعور، سيفوز بالأغلبية في حال الذهاب إلى الجلسات والدورات المفتوحة، والثاني رفض سحب أزعور، والردان يعكسان اللاثقة بتعهد رئيس المجلس النيابي، بعقد جلسات ودورات مفتوحة، لكن لودريان كرر بثقة أن لديه ضمانات، بعقد هذه الجلسات، إذا ما لبّت المعارضة الدعوة إلى الحوار.
بدا لودريان كما وصفه الرئيس الفرنسي، يجهد كـ»سيزيف» لإيصال صخرة الاستحقاق إلى القمة، وهو طلب المساعدة من الأطراف وإبداء المرونة، لأنّ الصراع على ازدواجية الحوار والجلسات المفتوحة، بين طرفين يصر كل منهما على موقفه، سيؤدي إلى الفراغ المديد، وإلى الأزمات المفتوحة على كل الاحتمالات.
لم يكن الطرح الفرنسي بعيداً عن التنسيق مع السعودية، والأخيرة لا تريد لفرنسا أن تنكسر، لكنه تنسيق على الالتزام ببيان الخماسية، وعدم تخطيه. ناشد لودريان الجميع مساعدته لالتقاط صورة حوار، تمهيداً لحشر الطرف الآخر، بوعد الجلسات المفتوحة، لكن على ما يبدو لن تتم تلبية مطلبه، بل جل ما في الأمر، أنّه نال موافقة على حوارات ثنائية، لا تلبي حاجة الممانعة إلى التقاط الصورة المزيفة، للطاولة المكررة.
بقوله العبارة الذهبية، التي تقر بضرورة سحب المرشحين أزعور وفرنجية، يكون لودريان قد وجّه ضربة إلى صانعي المبادرة الفرنسية الأصلية، المحيطين بالرئيس ماكرون في الإليزيه، وبقوله هذا يكون قد استعاد خط الانتظام في المبادرة الفرنسية، انسجاماً مع شركاء فرنسا في مجموعة الخمس، ويكون قد أعطى إشارة الانطلاق لانتخاب المرشح الأول، الذي أطلق عليه زوراً، لقب المرشح الثالث. الخلاصة أنّ لودريان أعلن ولو ليس جهاراً، أنّ جوزاف عون هو المرشح الذي يحظى بالغطاء العربي والدولي، وأنّ الفرصة قد أصبحت سانحة لملء الفراغ الرئاسي، قبل نهاية العام 2023.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
“تجميع” أكثرية للحوار لا يمرر مهمة لودريان
أبرز الأخبار