14-09-2023
مقالات مختارة
|
النهار
كتبت صحيفة "النهار": دخلت مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في يومها الثاني امس في بيروت، مرحلة متقدمة من “التوزان السلبي” الامر الذي يضفي مزيدا من الشكوك والترقب حيال مصير الوساطة الفرنسية كما حيال الازمة الرئاسية في لبنان. ذلك ان الشكوك التي أثيرت فور اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري موقفا “محتفيا” بمهمة لودريان وصوّرها كأنها مبادرة “مساعدة” ودافعة له، تبين امس انها تحولت واقعيا الى منحى اخر تمثل واقعيا في السعي لـ”تجميع” أكثرية نيابية تؤيد الحوار الذي دعا اليه بري وتبناه لودريان وربما، كما يقول بعض المطلعين، اختبأ وراءه لرصد التجربة، فاذا نجحت تشكل اختراقا معنويا يمكن المضي من خلاله الى اجتراح حل حيال انتخاب رئيس الجهورية. علما ان تجميع الأكثرية المؤيدة لن يعني ابدا خرق الازمة الانتخابية ولا سيما ان المعادلة السياسية لن تتبدل ولو ارتفع نسبيا “سكور” المؤيدين للحوار. فالمعلومات المتوافرة عن لقاءات لودريان في اليوم الثاني من مهمته تعكس واقعيا خلو جعبته من أي اقتراحات عملية جديدة بل وتركيزه امام النواب الذين التقاهم على التلميح الى “ضمانات ” في الحوار الذي يقترحه الرئيس بري ومن بينها ما نسب اليه من ان افقاد النصاب في الجلسات ما بعد الأولى لن يكون واردا ابدا. كما ان التركيز على رعاية السفير السعودي وليد بخاري بعد ظهر اليوم لقاء في دارته يضم المفتي عبد اللطيف دريان والموفد الفرنسي لودريان والنواب السنّة عكس السعي الى ان يكون “للكتل السنية” المشرذمة ثقل سياسي ترجيحي في مسار الازمة الرئاسية، لذا سيتم رصد ما سينتهي اليه اللقاء لجهة ما اذا كان سيبلور موقفا سنيا عريضا يجمع مختلف الأطياف السياسية في هذه الساحة، كما سيتم رصد صحة ما تردد عن ان عددا من النواب السنة سيتجهون الى تأييد الحوار. وسواء بلورت الساعات المقبلة أكثرية واضحة ام لم تبلورها حيال الحوار، فان المعنيين والمطلعين على مجريات مهمة لودريان يستبعدون ان تتجه الأمور نحو اختراق جدي للازمة علما ان موقف قوى المعارضة ورأس حربتها “القوات اللبنانية” والكتائب وحركة “تجدد” والنواب التغييريين ذهب نحو تمسك لا هوادة فيه في رفض الحوار من منطلقات دستورية وسياسية واقعية. وهذا يعني ان لودريان، الذي يعتبر بعض المراقبين انه جنح مجددا بمهمته نحو انحياز لا يساعده على النجاح، سيعود حتما الى مرجعية الازمة الرئاسية التي تتمثل بالمجموعة الخماسية ( فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ) التي سيجتمع وزراء خارجيتها في نيويورك الثلثاء المقبل وعندها سيمكن الحكم على ما اذا كانت مهمة لودريان فتحت ثغرة ام غرقت في دوامة عقيمة. ولذا تردد ان لودريان لن يطرح الحوار رسميا في ظل الانقسام الذي واجهه مجددا.
من الضاحية الى معراب
والواقع ان الموفد الفرنسي استكمل جولته والتقى النائب السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط . وكرر جنبلاط بعد اللقاء تاييده للحوار الذي يدعو اليه الرئيس نبيه بري ولودريان وعاود انتقاد موقف “القوات اللبنانية ” فقال “دائماً لدى حزب القوات وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار”. وقال: “لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء”. وأشار إلى أن “بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال”.
والتقى لودريان رئيس كتلة”الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في الضاحية الجنوبية ووفق ما افادت العلاقات الاعلامية في “حزب الله” واعتبر لودريان أن “طرح الرئيس بري للحوار يصب في السياق نفسه ،ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد”. من جهته، شدد رعد على “أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي”.
ثم التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين في قصر الصنوبر. وكشف النائب ياسين ياسين ان لودريان “حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به، فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان”. وافادت معلومات ان لودريان أبلغ النواب التغييريين أنّ الرئيس المقبل لن يكون من الأسماء التي طرحها الأفرقاء أي لا فرنجية ولا أزعور وأعطاهم ضمانات أن تكون جلسة انتخاب الرئيس واحدة ومفتوحة وألا يُطيّر النصاب في الدورة الثانية. ووفق معلومات أخرى ان لودريان اكد أنّ السعودية تؤيد الحوار وستطلب من نواب السنة المشاركة في الحوار ، كما أكّد لودريان للنواب أنّ “الحوار ستليه دورات متتالية بجلسات مفتوحة” موضحًا “أنّ لديه ضمانات” ألّا يكون هناك تطيير للنصاب حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
والتقى لودريان ممثلا كتلة “تجدّد ” النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر. واعلنت الكتلة أنّ اللقاء “كان إيجابياً وبناءً” وشدّدت على “الدعوة إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس” واوضحت الكتلة أنّ “الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلاباً على الدستور، وصادرت المؤسسات” وجددت التأكيد على “الموقف الموحد مع شركائها في المعارضة على الرفض المطلق المشاركة في مثل هذه الطاولات، عارضة للموفد الفرنسي أفكاراً تصلح لأن تشكل بدائل دستورية للخروج من الأزمة”.
وزار لودريان الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي شدد على ان “المؤسسات والنظام الديمقراطي في لبنان رهينة السلاح والاستقواء وطالما هذا الواقع موجود نعتبر أنّ الاستحقاقات الديمقراطية مضروبة من أساساتها”. وأكد أن “أيّ حوار لا يتضمّن طمأنة للضحية هو عملية تكريس إنتصار الجلاد على ضحية العمل الانقلابي من قبل حزب الله” وأضاف: “لن نقبل أن يكون ثمن انتخاب رئيس للجمهوريّة هو الاستسلام لحزب الله فهذا الثّمن لن ندفعه لا اليوم ولا غداً ولا بعد مئة سنة”.
ومساء التقى لودريان في معراب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حضور النائبين بيار بو عاصي وجورج عقيص.
وأوضح جعجع انه سلم الى الموفد الفرنسي مذكرة من المعارضة تنص على عدم تعطيل الانتخابات الرئاسية ونرفض أي عملية الهاء وتعطيل فيما يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية والحوار الذي يطالبون به هو لمزيد من التعطيل .وأكد” أن محور الممانعة يريد مواصلة التسلط على اللبنانيين، التي بدأها بتعطيل كل الجلسات، ونحن نقول الحقيقة كما هي “معطّلو انتخاب الرئيس محور الممانعة””.
وتابع جعجع: “باسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات؟” مضيفًا: “من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منا مساعدتكم في تضييع الوقت”. وأشار إلى أن “الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار “سمّ في الدسم””.
صندوق النقد
اقتصاديا، عقد لقاء في قاعة لجنة المال والموازنة في البرلمان ضم رئيسها النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان مع بعثة صندوق النقد الدولي . وأشار كنعان إلى أنّ “اللقاء هو مصارحة كاملة، عرضنا فيه كل شيء لاسيّما المسألة المركزية التي يتهرب منها الجميع وتعنى بالودائع”. وشدد على أنّه “يجب وضع حلول لمسألة الودائع وعملية بيع المواقف للمجتمع الدولي لكسب رضاه ليست عملنا، ولرئيس حكومة تصريف الأعمال نقول إنّ قانون اعادة هيكلة المصارف لم يصل الى مجلس النواب ويناقش بين الحكومة وصندوق النقد”.واوضح لـ”النهار” ان الاجتماع مع صندوق النقد كان بمثابة نقاش صريح وتحديدا في ملف الودائع، فهل يمكن تجاوز مئة مليار دولار من الودائع . حتى الكلام عن مئة الف دولار او غيره لا ضمانات له ولا يمكن ان يحصل من دون التدقيق في موازنات المصارف والاتفاق مع الحكومة على عدم التهرب من المسؤولية . وقال ان الاجتماع كان جيدا وبناء وستكون متابعة في موضوع التشريعات .
تجدد الاشتباكات
وفي وقت سيطر الهدوء الحذر على مخيم عين الحلوة قبل الظهر غداة اجتماع عقد بين ممثلي حماس وفتح، سرعان ما تبخر الهدوء مع تجدد الإشتباكات العنيفة بعد الظهر في حي حطين والرأس الأحمر واستخدمت القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة .
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رأس قبل الظهر في السرايا، اجتماعا لبحث الوضع في المخيم ، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني لدى لبنان اشرف دبور، أمين سر حركة فتح فتحي ابو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن. وقال بعده الاحمد أنه “تقرر وقف إطلاق النار في عين الحلوة وتسليم المطلوبين باغتيال مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي”، مؤكدا أن “الجانب اللبناني سيجري اتصالات لوصول القرار هذا لجميع الأطراف”.
ولكن وتيرة الاشتباكات في عين الحلوة تصاعدت بعنف بعد الظهر ومساء واصيب 8 اشخاص على الاقل بينهم مسعفون جراء الرصاص الطائش الذي أصاب أيضا ثكنة محمد زغيب للجيش . وأفادت المعلومات ان 5 قتلى و15 جريحا كانوا حصيلة الاشتباكات العنيفة امس في عين الحلوة ما يرفع العدد الإجمالي منذ اندلاعها إلى 12 قتيلاً وأكثر من 110 جرحى .
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
إنسحاب مقابل انسحاب والثالث ثابت
أبرز الأخبار