27-08-2023
محليات
أقام مركز قرطبا في حزب "القوات اللبنانية"، في الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية وبلدة قرطبا، قداسا الهيا عن راحة أنفسهم في باحة دير مار سركيس وباخوس، ترأسه رئيس الدير الأب شربل بيروتي وعاونه الأب ميشال صقر ولفيف من الكهنة، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، رئيس المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان الدكتور فارس سعيد، سفيرة حقوق الإنسان أنطوانيت شاهين، رئيس جهاز الشهداء والأسرى والمصابين في الحزب شربل أبي عقل، منسق منطقة جبيل بسكال سليمان، أعضاء المجلس المركزي في الحزب بيار جبور، جهاد سليمان، هادي مرهج، رئيس النادي الثقافي الإجتماعي الرياضي في قرطبا جورج كرم، مدير مستشفى قرطبا الحكومي عباد السخن، رئيسة الجمعية الخيرية القرطباوية زينة روحانا صقر، القاضي صقر صقر، العميد المتقاعد ميشال كرم، وحشد من فاعليات قرطبا السياسية والعسكرية والإجتماعية وأهالي الشهداء وشهداء إنفجار المرفأ.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى الأب بيروتي عظة أكد فيها أن "ما وجودنا اليوم في هذه الأرض الطيبة سوى تأكيد على ما عاشه كل الذين سبقونا، فبلدتنا الحبيبة قرطبا وكل جوارها والمنطقة إنما هي علامة حقيقية على إيمان أبائنا وأجدادنا وعل تعلقهم بأرضهم والجبال الشاهقة المحيطة بنا، وظروف العيش الصعبة هي دليل على أن حياتهم كانت للمسيح ولم يخافوا من الموت".
أضاف: "هذا القداس هو فعل إيمان بالوطن وبلبنان أرض القداسة والقديسين، نحن على مدخل مدافن قريتنا، حيث يرقد الكثر من أحبائنا الذين سبقونا، نشعر بالدهشة لعدد الشهداء الذين يرقدون فيها منذ وصول أسلافنا إلى هذه الأرض المباركة، مرورا بشهداء المقاومة اللبنانية، وصولا إلى شهداء تفجير مرفأ بيروت، وهذا ما يدفعنا إلى إعادة التفكير بضرورة التعلق بالأرض التي أعطانا إياها الرب، والتي دافع عنها جميع أحبائنا المقاومين حتى بذل الذات. علينا أن ندرك أن وجودنا في هذه البقعة من العالم ليس صدفة، بل هو عناية الهية، فلبنان إمتداد للأرض المقدسة زاره الرب يسوع مرات عديدة وبشر في أرض صيدا وصور وعاش الرسل على أرضنا ومن خلاله أنطلقوا الى البشارة".
وختم: " لبناننا أرض مقدسة، وقد فهم شهداؤنا هذه الحقيقة وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل المحافظة عليها وحمايتها من الغزاة والطامعين ومن جميع الذين أرادوا أن يغيروا هويتها ويطمسوا تاريخها المشرق. شهداؤنا قديسون اجسادهم ترقد في ظلال الأرز، هذا الأرز الذي دافعوا عنه وعن رمزيته حتى الشهادة، وإن كنا لا نزال هنا حتى اليوم، فالفضل يعود أولا واخرا الى الدماء الزكية التي أهرقوها على أرض لبنان الطاهرة"
وألقى النائب الحواط كلمة أستهلها بتوجيه التحية لأرواح شهداء المقاومة اللبنانية ولأرواح شهداء 4 آب وقال: "قدرنا في هذا الشرق أن نبقى بحالة مقاومة مستمرة، قاومنا في الماضي ليبقى لبنان الذي نعرفه، لبنان العيش المشترك لا طائفة تتغلب على الثانية، وأن تبقى الأجراس تقرع ومآذن المساجد ترفع في مناطقنا، لبنان القانون والدستور، قاوم الشهداء ضد الغزاة والفلسطيني والسوري ونقاوم اليوم لكي يبقى لبنان الذي نعرفه، نريد أن نعيش في لبنان بكرامتنا".
وتوجه إلى أهالي شهداء تفجير المرفأ، مؤكدا أن "تكتل الجمهورية القوية وحزب القوات اللبنانية لن تترك فرصة، أكانت داخلية أو خارجية، حتى معرفة من فجر بيروت ومن قتل أولادنا. كما عملنا في الماضي لرد حقوق المقاومين، نحن موجودون هنا اليوم بسببهم، سنتمكن اليوم من تأمين حقوق المقاومين الذين إستشهدوا في تفجير مرفأ بيروت، لمعرفة لماذا إستشهدوا وما هو سبب إستشهادهم ومن أحضر النيترات إلى البلد ومن فجرها. هذه هي المقاومة الدائمة التي قدرنا في هذا الشرق أن نبقى نعيشها".
ووجه الحواط التحية إلى أهالي بلدة قرطبا "المناضلين الشرفاء، وأؤكد لهم أننا إلى جانبهم، الكتف على الكتف، كي نسترد لبنان ال"10452 كلم مربع لبنان الذي لا تبكي فيه أمهاتنا وأولادنا لا يهاجرون ويستطيعون تأمين فرص عمل لائقة، لا نريد لبنان الدم والقتل والفقر والتعتير، هذا المحور الذي أخذوا لبنان إليه لم نر منه إلا الدماء وكل السواد. المقاومة الحقيقية اليوم هي عدم السماح لهم بأخذ لبنان إلى محور الدم والدمار والمدمر، نريد لبنان صلة وصل بين الشرق والغرب ولا نريد لبنان لا في الشرق ولا في الغرب، هذا هو لبنان النموذج الذي نريده، الذي ناضل الشباب وإستشهد من أجله ولن ندع شهادتهم تذهب سدى، نريد أن نعيش في هذا البلد متساوين تحت سقف الدستور، وهناك فريق يريد أن يقفز فوق الدستور باللهجة العالية والأصبع المرفوع والهيمنة وبفائض القوة الذي يهددونا به. كلا ليس كل اللبنانيين يستطيعون العيش في ظل هذه الهيمنة".
وتابع الحواط: " اليوم هناك فراغ في موقع الرئاسة، وصفقات وسمسرات تحصل لكي ينتخبوا رئيسا للجمهورية، سنبقى الصوت الصارخ لأجل المقاومين لرفض انتخاب أي رئيس بأي كلفة، نريد أفضل رئيس لكي يبقى أولادنا في البلد ويرد الإعتبار إليه، نريد رئيسا لكي نرجع ونبني مؤسسات الدولة ويكون الدستور واضحا وصريحا ولا يكون الدستور وجهة نظر. لا طاولة حوار تضيعنا عن الدستور ولا جلسات مجلس النواب، وهو هيئة ناخبة تضيعنا عن الدستور الذي هو واضح، نريد رئيسا يحمي الدستور والمؤسسات ولا يكون هناك سلاح خارج إطار الشرعية وسلاح متنقل في كل الأراضي اللبنانية، ويقولون أننا نعتدي على هذا ىالسلاح الذي يعتدي علينا في بيوتنا وأعمالنا وفي مؤسساتنا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا".
وأكد أن "المقاومة مستمرة ويمكن أن يسقط في كل لحظة منا شهيد، إستشهد الآف الشهداء وأستمرت المقاومة"، مشددا على "أننا متكاتفون ومتضامنون من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة، لكن لا دولة ولا ديمقراطية الا في ظل دستور واضح وصريح يكون جميع اللبنانيين تحت سقفه".
وتحدث رئيس مركز قرطبا أنطوان عيد الذي أكد أن "القوات ستبقى بالمرصاد، دفاعا عن أهلنا وقرانا وبلداتنا، ولن نحيد عن الخط الذي حددناه بالدم لكي يبقى في الدائرة الحمراء حول الأرزة التي إستشهد من أجلها رفاقنا".
وأكد منسق قضاء جبيل بسكال سليمان "أننا في بلدة قرطبا التي فهمت معنى الحرية فعاشتها وقرطبا لم تعتد يوما كانت بشجاعة شيبها وشبابها عنصرا للتوازن، كانت وتبقى حصنا لا يخترق في الحرب ورجالا كبار لعبوا دورا وطنيا في أيام السلم" ، ولفت إلى أن "معركتنا اليوم صعبة وعلينا أن نكون منظمين اليوم وغدا لمواجهة مشروع دفع أبنائنا للهجرة عن طريق منظومة فاسدة".
وفي الختام، قدم النائب الحواط وسليمان وعيد دروعا تكريمية لعدد من مقاتلي بلدة قرطبا في زمن الحرب، الذين دافعوا عن الهوية والوجود الحر.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار