20-08-2023
مقالات مختارة
|
الديار
كمال ذبيان
كمال ذبيان
الرسالة التي وجهها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى 31 نائبا عبر رئاسة مجلس النواب للرد على استفسارات له حول انتخاب رئيس الجمهورية لجهة مواصفاته وبرنامجه مما خلق معارضة ضده واعتبره من يصفون انفسهم "السياديون" بأنه تدخل في الشأن اللبناني والقفز فوق الدستور الذي حدد ألية انتخاب رئيس الجمهورية وقد فات هؤلاء "السياديون" بأن رئاسة الجمهورية في لبنان كانت دائما وفي كل استحقاقاتها منذ الاستقلال حتى الاستحقاق الحالي هي من صنع الخارج بالاسماء والوقائع وهو ما ترويه المعلومات التاريخية لحقبة 80 سنة من عمر لبنان.
فرفض المبادرة او "الحراك الفرنسي" بشأن انتخابات رئاسة الجمهورية سابق لتولي لودريان الملف اللبناني مكلفا من الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون اذ تعود الاسباب الى ان فرنسا ايدت ترشيح وانتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة ان الرسالة ليست السببت اذ ان فريقا لبنانيا لا سيما من حزبي الكتائب و"القوات اللبنانية" وحلفاء لهما لم يعودوا يثقون بدور لفرنسا في لبنان ولم تعد تلك "الام الحنون" وليست حامية "الوجود المسيحي" بل انها اصبحت في مكان اخر فهي تساير ايران في نهجها بالمنطقة وتقيم علاقة جيدة مع "حزب الله" وهي تقدم مصالحها على اي شيء اخر فكانت لمرحلة مع "الموارنة" في لبنان واقامت لهم "دولة لبنان الكبير" في اول ايلول 1920 ومكنتهم من السلطة وسمحت لهم بامتيازات فيها اما في هذه الفترة فان مصالحها تتقدم على عواطفها تجاه "اقلية مسيحية" اخذت من فرنسا خصوصا والغرب عموما هوية لها او انتماء حضاريا كما تسميه حيث تبدلت الظروف ولم يعد "الموارنة" يشكلون ركيزة فرنسية وحصل هذا التبدل مع وصول رفيق الحريري الى رئاسة الحكومة ودوره المنسق مع السعودية كموفد لها ويمثل مصالحها فباتت العلاقة الفرنسية مع لبنان تمر عبر "الحريرية السياسية" او "السنية السياسية" لا "المارونية السياسية" وهذا ما ظهر مع علاقة رؤساء جمهورية في فرنسا لا سيما جاك شيراك مع الحريري الاب ثم سعد الحريري خصوصا مع الرئيس الحالي ايمانويل ماكرون.
فالموقف الكتائبي القواتي السلبي من الدور الفرنسي في لبنان لانه لم يعد كل من الطرفين يرى بفرنسا تؤمن لهما نفوذا فحصل هذا التباعد مع باريس واقترب من واشنطن منذ عقود ونتج عنه تعاون مع العدو الاسرائيلي وظهر في الغزو الصهيوني للبنان في صيف 1982 وتأمين وصول بشير الجميل الى رئاسة الجمهورية وهذه وقائع ما زالت ماثلة امام اللبنانيين تقول المصادر حيث كانت السيادة منتهكة بالكامل وقرار اللبنانيين مسلوب وان كل تدخل خارجي في لبنان هو اعتداء على الوطن بكامله وان وجود الموفد الفرنسي كوسيط هو بسبب النظام السياسي الذي يفسح في المجال لخرق السيادة.
من هنا فان لودريان الذي رُوج عنه بان بلاده تخلت عن دعم ترشيح فرنجية وهو لم يطرح اسماء اثناء لقاءاته في تموز الماضي فانه طرح شكل ومواصفات رئيس الجمهورية الذي لا يمكن حصول اتفاق عليه لان "السياديين" يريدونه ان يعمل ليكون السلاح واحدا بيد الجيش وتطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 وهي كلها تحاصر المقاومة التي لها مع حلفائها مواصفات لرئيس لا يطعن المقاومة ولا يغدر بسلاحها وهو يرى بفرنجية الضمانة حيث لم يبدل اي طرف موقفه من مواصفاته وشروطه وتوجهاته بما يراه رئيسا للجمهورية اذ ثمة تباعد بين فريقين كل منهما سمى مرشحا الاول تقاطع على جهاد ازعور وهم كل من: "القوات اللبنانية" الكتائب الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر ومستقلين ونواب تغييريين كما ان "حزب الله" وحركة "امل" وحلفائهما يخوضان معركة فرنجية الذي نال 51 صوتا مقابل 59 صوتا لازعور الذي تراجعت حظوظه بأن يستمر مرشحا لرئاسة الجمهورية تقول المصادر بعد ان عاد الحوار بين "حزب الله" و"التيارالوطني الحر".
فرسالة لودريان التي باتت الحدث الاول في استحقاق رئاسة الجمورية وعليها سيتوقف استمرار تحركه او الاعتزال عن مهمته التي تؤكد مصادر دبلوماسية بان فرنسا لم تأخذ قرار وقف تحركها في لبنان وهي تدعم عمل الموفد الرئاسي الذي قد يعلق عمله بعد انتقاله الى موقع جديد في السعودية بالتنسيق مع حكومتها في الخريف المقبل.
فالازمة التي افتعلت امام لودريان من قبل "المعارضة" وفق توصيفها هي من اجل اعلان رسميا من فرنسا انتهاء صلاحية دعم ترشيح فرنجية وخارج هذا العنوان لا شيء يمنع ان تساعد فرنسا على حصول الاستحقاق الرئاسي الذي لن يكون قريبا وفق المصادر لان الاطراف الداخلية مستمرة على مواقفها، والخارجية لا سيما "اللجنة الخماسية" اعلنت بعد اجتماعها في الدوحة قبل اكثر من شهر وكان مخصصا للبنان وانتخابات رئاسة الجهمورية فيه ما تريده في بيان لها جمع كل ما ترغبه كل دولة مشاركة في اللجنة التي لم يعجّل اجتماعها في انتخاب رئيس للجمهورية بل اخره.
أخبار ذات صلة