كتبت صحيفة الديار تقول: لان السياسة في لبنان لدى معظم القيادات السياسية «مياومة»، ولانهم على هامش الاهتمامات الدولية والاقليمية، وليسوا ابدا جزءا مؤثرا في اي قرار، سواء داخلي او خارجي، فانهم يعومون على خبرية من هنا واخرى من هناك للبناء عليها. وبعد ايام من التنظير باهتزاز اتفاق بكين ساد «الوجوم» بالامس لدى البعض، بعد اعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن العاهل السعودي وجه دعوة لرئيس الجمهورية ابراهيم رئيسي لزيارة الرياض، لافتا إلى أن العلاقات بين البلدين تتقدم بخطوات ثابتة...
هذا المعطى الاقليمي الايجابي لا يزال متعثرا لبنانيا، حيث يقترب ايلول موعد عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، ولا تزال الامور على حالها من التعقيد، في ظل انسداد الافق امام نجاح اي حوار، مع ارتفاع حدة التحريض من قبل المعارضة، وانتقال التوتر الى الشارع ورفضها لاي حوار مع حزب الله، وفق ورقة موحدة تم انجازها وعرضها رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع امام السفيرة الاميركية دوروثي شيا، وهي ذات منحى تصعيدي تلي ما بعد زيارة لودريان.
في هذا الوقت، رفع مجلس الامن المركزي الجهوزية الامنية، اثر اجتماعه امس، حيث بحثت فيه التطورات الامنية في البلاد. ووفق للمعلومات، فان سلسلة الاحداث الاخيرة وان كانت غير مترابطة امنيا، الا ان الاستثمار فيها وانزلاق اكثر من جهة سياسية وغير سياسية في متاهات التحريض الطائفي، اضاء «الضوء الاحمر» لدى الاجهزة الامنية، التي اجمعت في تقاريرها على وجود ثُغر يجب العمل على سدها كيلا تنفلت الامور وتخرج عن السيطرة، بعد ان تجاوزت الخطوط الحمراء المسموح بها. ولهذا تم الاتفاق على خطوات محددة سيجري تنفيذها على نحو فوري.
وقد اشار وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي إلى أنّ «العناصر الأمنية تصرّفوا في الكحالة بطريقة حَمَت المواطنين والسلم الأهلي»، مؤكداً «الدور المحوري الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والقضائية لتحقيق السلم الأهلي والاستقرار في البلد. وشدد على الجهوزيّة التامّة لمواكبة التطورات وحماية المواطنين، وما حصل من أحداث مدار تحقيقات جارية وفقاً للأصول لدى السلطات الأمنية تحت إشراف السلطات القضائية، في سبيل تأكيد الاستقرار.
وعن جريمة عين إبل، لفت مولوي إلى أنّ «التحقيقات مستمرّة»، مشدداً «على منع الفتنة بواسطة تطبيق القانون، مضيفاً: المعلومات تشير إلى عدم وجود أيّ خلفية حزبيّة. أمّا عن حادثة الكحالة، فدعا مولوي السياسيين إلى أن تصبّ تصريحاتهم في خدمة السلم الأهلي وتطبيق القانون. وشدّد على عدم السماح بأن تكون المخيّمات وخصوصاً مخيّم عين الحلوة بوابة لتعكير صفو الأمن في أيّ منطقة لبنانيّة، مشيرا الى أن التحقيقات مستمرة في موضوع أحداث مخيم عين الحلوة، والأمن العام والجيش يتابعان التحقيقات والمساعي لضبط الموضوع والاستمرار في التهدئة.
سياسيا، من المرتقب ان يعقد مجلس الوزراء جلسة يوم الخميس لاستعراض الملفات الاقتصادية والامنية الاخيرة. فيما يجتمع مجلس النواب في جلسة تشريعية اذا تأمن نصابها عبر مشاركة تكتل لبنان القوي من الجلسة.
في هذا الوقت، يتبلغ المسؤولون اللبنانيون الاسبوع المقبل، تاريخ عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، على وقع توتر سياسي وامني متصاعد لا يسمح ابدا بحدوث اي اختراق مرتقب في ايلول، وفي هذا السياق، التقى رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب امس السفيرة الأميركية دوروثي شيا، حيث اطلعها على مضمون الورقة الموحدة التي انجزتها على نحو شبه كامل المعارضة، والتي ستعرضها على المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، فالورقة جاهزة مبدئيا وفيها المواصفات المحددة في بيان الخماسية.
ووفقا للمعلومات، تختصرعناوينها الرئيسية بعدم عقد حوار موسع مع حزب الله، والاصرار على عدم ابرام تسويات في مجال انتخاب رئيس والتصلب في المواصفات. ووفقا لمصادر المعارضة، فان التواصل مع التيار الوطني الحر لا يزال قائما، لكن الامور باتت متوترة في ظل الحديث عن تقدم الحوار بينه وبين حزب الله، وبداية قبوله تسوية على حساب جهاد ازعور.
اقتصاديا، تصل منصّة الحفر» ترناس اوشن بارنتس» يوم الأربعاء 16، بتأخير يومين عن موعدها، واعلن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية انها ستتوجه مباشرة الى البلوك رقم 9. ووفقا لمصادر مطلعة، فان هيئة إدارة قطاع النفط والسلطات المعنية جاهزة لاستقبال هذه المنصّة واستيعاب عملها، لتأمين عملية الحفر الذي سيتم دون أي عقبة إدارية، والكل مستنفر من هيئة إدارة قطاع البترول ووزارة الطاقة، ووزارات البيئة والأشغال العامة والاقتصاد والعمل والدفاع والداخلية والصحة.
وقد سبق وحصلت منصّة الحفر على موافقة وزارة البيئة حول دراسة الأثر البيئي، كما حصلت على رخصة الحفر من جانب وزارة الطاقة، وبذلك يكون الشق الإداري - التقني قد اكتمل. وسيكون مرفأ بيروت مركز الانطلاق للقاعدة اللوجستية التي تحتوي على المعدّات الضرورية للحفر. ومطار بيروت سيكون نقطة انطلاق العمال عبر مروحيّات خاصة للتنقّل إلى موقع منصّة الحفر.
صحيا، نفت وزارة الصحة العامة ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من مبالغات حول موجة جديدة من فيروس كورونا في لبنان، وأوضحت ان»مرض كوفيد 19 وبحسب منظمة الصحة العالمية، قد أصبح خارج تعريف «الطارئة الصحية التي تثير القلق الدولي» وهو لا يزال يظهر في لبنان، كما غيره من البلدان عبر موجات غالبا ما تتعلق بازدياد النشاطات والتجمعات السياحية أو العائلية.