06-08-2023
محليات
|
نداء الوطن
البيانات والاجتماعات
بيان السفارة السعودية سرعان ما تبعه تحذيرٌ من السفارة الكويتية التي دعت بدورها رعاياها الى المغادرة ومن ثم سفارة البحرين، الأمر الذي طرح علامات استفهام كبيرة لدى اللبنانيين، فهل يكون لبنان على مشارف حرب قريبة تخيّب آمال الاقتصاديين بصيف واعد، أم مقاطعة خليجية أعظم من سابقاتها؟
البيانات التحذيرية استدعت اجتماعاً لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزيري الداخلية بسام مولوي والخارجية عبدالله بو حبيب، وتم تكليف الأخير التواصل مع الأشقاء العرب لطمأنتهم الى سلامة مواطنيهم، ومولوي دعوة مجلس الأمن المركزي للانعقاد للبحث في التحديات التي قد يواجهها لبنان في هذه الظروف الإقليمية المتشنجة، واتخاذ القرارات المناسبة لحفظ الامن في المناطق اللبنانية كافة.
"خبصة سلام" وتوضيح ميقاتي
الحدث الأكبر الذي برز على الساحة اللبنانية الخليجية السبت، كان ردّ وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، على تصريح وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام والذي طالب خلاله الكويت بالدعم المالي لإعادة بناء أهراءات مرفأ بيروت "بشخطة قلم"، الأمر الذي أثار سخط الكويتيين.
وطالب وزير الخارجية الكويتي، سلام بسحب تصريحه فوراً حفاظاً على العلاقات بين البلدَين، واصفاً التصريح بأنه يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ويعكس فهماً قاصراً لطبيعة اتخاذ القرارات في دولة الكويت، والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة دولة الكويت للدول الشقيقة والصديقة.
سلام عقد مؤتمراً صحافياً "للإعتذار" بطريقة غير مباشرة من الكويت، وقال: "عبارة "بشخطة قلم" أخذت منحىً سلبيّاً وجعلت الأمور تنعكس بشكل سلبي على الكلمات والتفاصيل وعدم التركيز على الجوهر والمضمون. وينبغي التوضيح أنّه بناءً على الالتزام الذي قامت به دولة الكويت منذ 3 سنوات، قصدنا بمقولة بشخطة قلم، وهي عبارة تستعمل في اللهجة اللبنانية العامية للدلالة على الأمر والموضوع القابل للتنفيذ بسرعة ولم تقصد بها الاستخفاف أو قطع المسار الدستوري والطبيعي للتعامل بين دولتَين شقيقتَين كلبنان والكويت. ونعلم أن الامور في دولة الكويت لا تتمّ إلّا من خلال عمل مؤسساتي دستوري واداري دقيق. نحن أكثر الاشخاص علماً وحرصاً على العمل الدستوريّ والمؤسساتيّ الذي تقوم به الكويت".
كما وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الكويتي عبد الله المضف "أن الكويت بلد مؤسسات وأموال الشعب الكويتي لا تُدار "بجرّة قلم"، وعلاقتنا بالشعب اللبناني الشقيق ليست محل اختبار، مطالباً الخارجية الكويتية بتوضيح حقيقة ما ورد في هذا التصريح ومحاسبة المقصّر إن وُجد.
وعلّق النائب في مجلس الأمة سعود العصفور على تصريح سلام، فقال: "لمثل هذه الأمور والتي تحدث فعلياً بـ"شخطة قلم" تقدّمْنا قبل فترة مع عدد من النواب بتعديل يُلزم الصندوق بالحصول على موافقة مجلس الأمة قبل اعتماد القروض الخارجية".
أما النائب في مجلس الأمة جراح الفوزان فأكد أن ما ذكره سلام يحتاج لتوضيح وردّ عاجل من وزارة الخارجية، مضيفاً: "سندعم تشريعاً قانونياً يتطلب موافقة مجلس الأمة في المنح، وسوف أوجّه يوم الأحد أسئلة برلمانيّة عن صندوق التنمية وعن التمويل وتصريحات الوزير اللبناني".
إلى ذلك، سارع ميقاتي الى "تلميع صورة سلام"، مؤكداً عمق العلاقة بين الدّولتَين والشعبَين الشقيقَين ومتانتها والتي لن تشوبها شائبة، وأنّ الكويت لم تتوانَ، ضمن الأصول، عن مدّ يد العون للبنان على مرّ العقود".
وأشار ميقاتي في بيانه الى ان "لبنان يحترم مبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخليّة للدول كافة، فكيف إذا تعلّق الأمر بدولة الكويت الشقيقة التي تخضعُ آلية اتخاذ القرار فيها لضوابط دستوريّة وقانونيّة ومؤسساتيّة تعكس حضارة سياسية عميقة ومتجذّرة في المجتمع الكويتي؟".
الشغور المخيّم
رئاسياً، لا يزال مشهد الشغور يخيّم على الساحة اللبنانية، إذ اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن وضع لبنان في الوقت الراهن غير سليم، جراء الأزمة المستمرة منذ سبع سنوات، وعدم القدرة على إجراء انتخابات رئاسية هي بسبب تعطيل "فريق الممانعة" الجلسات، الذي يريد إما إيصال مرشحه أو يعطل الجلسات الانتخابية.
وأوضح جعجع أن محور الممانعة خرج من الانتخابات أضعف ممّا كان، وقال: "ما يعرقلنا هو رفض نحو 20 نائباً في مجلس النواب الدخول في المواجهة معنا، تحت مسمّى أنهم خارج الاصطفافات، في وقت هناك مواجهة وطنية واضحة، ويقفون في الوسط، فيما عليهم واجب الاصطفاف مع الحقيقة، مؤكداً أن طريقة تركيب السلطة تحتاج إلى إعادة نظر عميقة، فلا أحد من الأطراف يستطيع إدارة مشروع بمفرده".
ملف النازحين الى الواجهة
في الغضون، عاد ملف النازحين السوريين الى الواجهة من جديد، مفجّراً الصراع بين وزيري المهجرين عصام شرف الدين من جهة، والخارجية عبدالله بو حبيب من جهة أخرى، حيث اعتبر الأول أن هذا الملف حساس، وبو حبيب تقاعس عن مسؤوليته وأضاع الوقت منذ شهر ونصف الشهر، مطالباً جميع الوزراء بالمشاركة في اللقاء التشاوري في الديمان الذي دعا اليه ميقاتي بمباركة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، معتبراً انه حتى وزراء التيار يجب عليهم المشاركة.
السعودية الى الخط الأوكراني
اقليمياً، انطلقت في مدينة جدة السعودية السبت، محادثات حول الحرب في أوكرانيا اعتبرتها كييف صعبة بالنظر إلى التباينات بين الدول المشاركة فيها، وذلك في إطار مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة في أداء دور ديبلوماسيّ على الساحة الدولية، وتضمّ الاجتماعات مُمثّلين لنحو 40 دولة.
مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أن الاجتماعات في جدة ستركّز على صيغة للسلام مكوّنة من 10 نقاط تدعو إلى الانسحاب الكامل للقوّات الروسيّة من الأراضي الأوكرانية.
لكن موسكو، التي لا تشارك في اجتماعات جدة، أشارت الى أن أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الحسبان "الحقائق الإقليمية الجديدة".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار