03-08-2023
مقالات مختارة
|
المركزية
لورا يمين
لورا يمين
في ظل الازمة الداخلية التي تواجهها حكومة الكيان العبري بفعل اقرارها قانون التعديلات القضائية الذي فجّر موجة غضب شعبي واضرابات في وجهها، تُواصل في المقابل مخططاتها الاستيطانية وعملية قضم الاراضي الفلسطينية، ربما للهروب من مأزقها المحلي. بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".
في السياق، هي هدمت في الايام الماضية جزءا من مدرسة بدو الكعابنة في منطقة المعرجات، شمال مدينة غرب أريحا، وهي من المدارس المقامة في المناطق النائية، لخدمة سكانها، وهي تتطلع من وراء هذه الأفعال الى دفعهم الى الرحيل القسري. كما ردمت القوات الاسرائيلية عدة ينابيع مياه وجرفت أراض زراعية، في منطقة الهجرة جنوب مدينة الخليل، للهدف نفسه الرامي لاحقا لتوسعة الاستيطان على حساب الأراضي الفلسطينية، وذلك بعدما جرفت أراضي المواطنين في بلدة قصرة جنوب نابلس... هي اذا توجه ضربات موجعة الى الفلسطينيين حيث تقضي على مقومات عيشهم وصمودهم في اراضيهم لتدفعهم الى تركها. واذا لم تلجأ الى هذه الوسائل، فإنها تستخدم ضدهم القوة والسلاح والهدم، لإخراجهم من اراضيهم.
لكن وفق المصادر، لا غطاء دوليا، لما تقوم به اسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو على هذا الصعيد. حتى اكبر حلفاء الكيان العبري، الولايات المتحدة، لا تغطي هذا النهج، وتحذّر من استمراره وتعتبره عاملا يثير التوترات في الاراضي المحتلة وفي الشرق الاوسط ككل... ووفق المصادر، أبلغت واشنطن تل ابيب بأن ما تفعله يضرّ بمخططات البيت الابيض وبرؤيته للمنطقة برمّتها، وقد طلبت منها الارتداع، لكن من دون جدوى حتى اللحظة. فادارة الرئيس جو بايدن تريد بقوّة، التوصل الى اتفاق سلام بين الرياض وتل ابيب بما يعطي مسار اتفاقات ابراهام ومعها ادارة بايدن، عشية الانتخابات الرئاسية الاميركية الوشيكة، دفعا غير مسبوق.
غير ان استمرار اسرائيل في انتهاك اراضي الفلسطينيين يعقّد هذا التطبيع، بحسب المصادر. فالمملكة لا يمكن ان توافق على توقيع اتفاق سلام مع الكيان العبري طالما انه يعتدي على حقوق الفلسطينيين واراضيهم، وتشترط التوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية قبل اي تطبيع مع تل ابيب. في الساعات الماضية، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن "إسرائيل تستغل غياب الجدية الدولية في تطبيق حل الدولتين لضم الضفة الغربية، وتطبيق القانون الإسرائيلي على أجزاء واسعة منها، بما يؤدي إلى إغلاق الباب أمام أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، بعاصمتها القدس الشرقية". وأوضحت في بيان صدر اليوم، نقلته "وفا" أن "جرائم الاحتلال اليومية في حق شعبنا وممتلكاته يشكل امتدادا لحرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني، وحقوق شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة، ومحاولة اسرائيلية متواصلة لكسر إرادة الصمود ومواجهة الاحتلال والدفاع عن النفس لدى شعبنا".
كل هذه المعطيات تؤكد ان تسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ليست وشيكة، وبالتالي لن يكون سلام اسرائيلي – سعودي كما ترغب واشنطن. فهل يمكن ان تلجأ الاخيرة الى وسائل اخرى لردع حليفتها التي باتت تضر بمصالحها وتقوّضها؟
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار