01-08-2023
محليات
|
الديار
هيام عيد
هيام عيد
وقد شدد نائب صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري على أن العمل على تهدئة القتال في المخيم، كان عنوان الاستنفار السياسي والأمني في صيدا، حيث كان تركيز من قبل قيادة الجيش وكل القوى السياسية في المدينة على عودة الهدوء إلى المنطقة، وقد التزمت حركة فتح والأمن الوطني، فيما الجهات الأخرى التي تشارك عبر وسطاء في الاتصالات لم تبد موقفها، كونها لا تشارك في الاجتماعات بسبب الظروف الأمنية.
وتحدث البزري لـ «الديار» عن اجتماع موسع اليوم في صيدا تشارك فيه فاعليات المدينة السياسية والروحية، من أجل اتخاذ موقف حاسم من هذا التفجير، والتأكيد على أن «صيدا حاضنة للقضية الفلسطينية، ولذلك لا يجوز عند كل إشكال داخلي في المخيم، ان تدفع المدينة والمناطق المجاورة للمخيم الثمن، إضافةً إلى السعي الى تثبيت الهدنة ووقف النار، كون الالتزام لم يكن كاملاً».
وعن توقيت هذا الانفجار في عين الحلوة، كشف عن وجهتي نظر، حيث أن «البعض قد ربط التصعيد بما يحصل في المنطقة من أجندات إقليمية أو بالداخل اللبناني من تجاذبات، فيما البعض الآخر يرى أن المزيج الأمني المتنوع داخل مخيم عين الحلوة هو مزيج قابل للانفجار في أي لحظة، وسببه سوء تعامل السياسيين والقوى الأمنية اللبنانية مع ملف عين الحلوة تحديداً على مدى عقود من الزمن، حيث تحول المخيم إلى ملجأ للخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة، ولذلك كان المزيج المختلط الذي يضم كل تناقضات لبنان وكل تناقضات الأطراف الفلسطينية في المربع الأمن،ي والذي يشهد كثافة سكانية وظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة».
ووفق البزري فإن «الوصفة» الموجودة في عين الحلوة خطرة، وهي بحاجة إلى المعالجة ويجب استيعاب تناقضاتها بشكلٍ دائم، وهي السبب وراء انفجار الوضع الأمني، أكثر مما هو الارتباط بمناخات واتجاهات ومخططات إقليمية.
وعن احتمالات تكرار التصعيد والاشــتباكات في المخيم ما دام سبب التوتر دائما، لا ينكر البزري أن المعادلة الأمنية في عين الحلوة، هي التي تســمح بتكرار انفجار الوضع الأمني، علماً أنها ليست المرة الأولى التي يشــهد فيــها المخيم مواجهات تؤدي إلى نزوح أهاليه وتدمــير أجزاء منه، ولكن الأساس اليوم هو «تجاوز القطوع الأمني» الحالي، ثم العمل على معالجة هذا الواقع من خلال نزع الفتائل المتفجرة، وهي مهمة غير سهلة على الإطلاق، ولكنها تخفف من احتمالات تكرار الحوادث.
وعن الخيارات الأخرى لضبط الأمن في المخيم، يؤكد أنها صعبة ومستبعدة، لأن الحسم العسكري الميداني مكلف، ولا يجب أن ينخرط فيه اي طرف، خصوصاً الجيش اللبناني الذي تبقى مهمته حماية المدنيين داخل وخارج المخيم، وبالتالي هو يقوم بدور حكيم وهادىء ومسؤول.
وعن الجهة الفلسطينية التي لم تتجاوب مع مساعي التهدئة، يشير البزري، إلى أن بعض الشخصيات الفلسطينية الإسلامية، وبسبب واقعها الأمني نظراً لكونها مطلوبة أمنياً، لا تشارك في اجتماعات التهدئة، بينما الشخصيات الحاضرة على طاولة الاجتماع، فمن الممكن الضغط عليها، على عكس القوى الحاضرة «بالواسطة»، وبالتالي من الصعب ممارسة أي ضغط عليها من أجل التهدئة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار