تبدو الساحة السياسية في لبنان محكومة بجمود تام القى بالملف الرئاسي في محطة انتظار حوار لا معالم بعد لانعقاده بين مكونات متصارعة. بعضها حسم امره برفضه وبعضها الاخر يريده لتحقيق غايته وذلك وسط ترقب للخطوة التالية للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي لم يستطع في جولته الاولى احداث خرق في الانسداد الرئاسي وان ادت الى فضح المستور من التباينات العميقة بين المكونات السياسية التي قد يهدد استمرارها الوضع الامني خصوصا وان التواصل الداخلي مقطوع بين اللاعبين السياسيين، فكل فريق متمسك بمواقفه حتى التشدد وحظوظ قيام حوار للتوافق على مرشح لرئاسة الجمهورية لا يشكل استفزازا وتحديا لاي طرف معدومة. ووفق هذه المعطيات فان لودريان يعمل بجهد على خطته الانقاذية، لكنه يواجه العديد من المطبات والمعوقات التي يريد تذليلها وهي تؤخر عودته الى لبنان خلال الشهر الجاري فعرضها يحتاج الى مقاربة حثيثة للوضع اللبناني واكثر من محاولة لاحتوائه.
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ"المركزية": لا شك في ان المرحلة الراهنة في لبنان محكومة بالركود والجمود وان الوضع في البلاد يتدحرج نحو الاسوأ على كل الصعد والمستويات. والامل بنجاح فرنسا في تحقيق خرق في الملف الرئاسي ضئيل جدا. كان يفترض فيها ان تلعب دور الوسيط النزيه العادل وهي ادركت ذلك مؤخرا اثر تبنيها مرشح فريق دون اخر، وعادت تاليا الى اعلان عدم انحيازها الى اي من الفريقين المتنافسين ولكن ذلك جاء متأخرا. اضافة، لم يعد لها في لبنان ذاك النفوذ السابق فهي لا تمون على احد لتدفعه الى السير بالمخرج الذي تعده ولتقف في وجه المرشح جهاد ازعور المقبول اميركيا.
كذلك على المستوى الداخلي لكل فريق مشروعه ورؤيته لانتخاب رئيس الجمهورية ولم تتكون لدى الجميع بعد رؤية موحدة، وفي ضوء ما اسفرت عنه جلسة الانتخابات الاخيرة، تبين ان لا قدرة لاحد على الاتيان بالرئيس الذي يريده. هناك من لا يزال يحلم بتغيير النظام واخر بتعديلات دستورية واخرون يريدون رئيسا على قياسهم يحمي مصالحهم، ويراهنون على المتغيرات الاقليمية.
اما بالنسبة الى اللقاء الخماسي خصوصا اذا ما اضيفت اليه ايران، فكل واحد بتوجه ورأي ويحتاج لمن يجمع بينهم. السعودية تلعب ورقة الحياد وتصفير المشكلات في حين تعكس التوجه الاميركي بينما ايران تريد من كل ذلك تحقيق مصلحتها نوويا وماليا . وكما هو مطلوب لبنانيا استخراج قاسم مشترك حول ملء الشغور الرئاسي كذلك بالنسبة الى اللقاء الخماسي يفترض توفير موقف جامع من الحل اللبناني. لذا الخلاصة ان لا مخرج بعد للازمة اللبنانية وكل الاسماء المطروحة للوصول الى بعبدا غير جدية".