17-06-2023
عالميات
وقال المصدر ان محادثات الجانبين ركزت عموماً على العلاقات الثنائية في ما يخص الدفاع والأمن والطاقة ومشاريع على صعيد الهيدروجين والطاقة النووية. وفي ما يخص موضوع لينان، لفت ماكرون في حديثه مع ولي العهد الذي اتسم بحسب المصدر بـ"الصراحة والثقة"، إلى انه ينبغي ان تظهر فعالية التطبيع بين السعودية وإيران في المنطقة، مثلاً أن تؤدي إلى انتخاب رئيس في لبنان.
ونقل المصدر عن ولي العهد قوله لماكرون حول الموضوع اللبناني: "سأنسق معك".
وبدأ ولي العهد السعودي زيارة رسمية طويلة إلى فرنسا، واستقبله أمس الرئيس الفرنسي على غداء عمل في قصر الإليزيه.
وأفاد مسؤول في الإليزيه بعد محادثان الجانبين أنّ ماكرون وبن سلمان أشادا في المقام الأول بالدينامية الثنائية بين السعودية وفرنسا.
وشكر ماكرون ضيفه على مشاركته المرتقبة في القمة من أجل ميثاق مالي عالمي جديد يومي 22 و 23 حزيران (يونيو)، وشدد على الضرورة الملحة لمكافحة تغير المناخ، وأهمية هذه القمة في بناء الجسور بين البلدان في مختلف القارات، لا سيما فيما يتعلق بقضايا مكافحة الفقر، وتمويل التحول في مجال الطاقة، والقدرة على مواجهة عواقب تغير المناخ.
وشدّد على الدور الدافع والريادي الذي يمكن أن تلعبه السعودية في هذا الصدد.
أوكرانيا
إلى ذلك، أبدى الرئيس الفرنسي عن قلقه العميق إزاء الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا وتأثيرها الكارثي على السكان المدنيين، وانعكاساتها على الأمن الغذائي.
وشدد على ضرورة إيجاد مخرج للصراع وتكثيف التعاون للتخفيف من آثاره في أوروبا والشرق الأوسط والعالم.
لبنان
كذلك، أشار رئيس الجمهورية وولي العهد إلى تمسكهما المشترك بالأمن والاستقرار في الشرقين الأدنى والأوسط، وأعربا عن ضرورة الإسراع بإنهاء الفراغ السياسي المؤسسي في لبنان، والذي يظل العقبة الرئيسية أمام حل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الحادة.
وعلم "النهار العربي" أن جان إيف لودريان الذي عينه ماكرون موفداً خاصاً له إلى لبنان، يصل الخميس إلى بيروت، ويجري لقاءات يوم الخميس مع شخصيات سياسية.
وعلى الصعيد الثنائي، اتفق الزعيمان على مواصلة تطوير وتعميق الشراكة بين بلديهما.
وذكّر ماكرون بالتزام فرنسا بأمن واستقرار السعودية، واستعدادها لدعمها في تعزيز قدراتها الدفاعية.
ورحب الجانبان بالتعزيز الكبير للعلاقات الاقتصادية بين باريس والرياض. وذكّر الرئيس الفرنسي برغبة الشركات الفرنسية في مواصلة دعم السعودية في تنفيذ رؤيتها الطموحة 2030. وشدّد على الكفاءة المعترف بها للشركات الفرنسية، لا سيما فيما يتعلق بنقل الطاقة، والنقل، والصحة، والتقنيات الجديدة.
ورحب برغبة السعودية في زيادة استثماراتها في النسيج الصناعي والإنتاجي الفرنسي.
وأخيراً، عبر رئيس الجمهورية وولي العهد عن سعادتهما بحجم التعاون الثقافي، لا سيما حول موقع العلا، في مجالات الثقافة والبحث والسياحة والاقتصاد.
كما أشار ماكرون إلى تمسك فرنسا بالقيم العالمية.
"إكسبو 2030"
وخلال وجوده في فرنسا، يشارك بن سلمان في القمة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد" التي ينظّمها ماكرون في باريس في 22 و23 حزيران (يونيو).
كما يشارك الاثنين المقبل في حفل استقبال رسمي تنظمه المملكة بمناسبة ترشّح الرياض رسميًا لاستضافة إكسبو 2030، وهي مسألة ترغب الرياض في الحصول على دعم فرنسي فيها.
ويملك ولي العهد دارة فخمة قرب فرساي في المنطقة الباريسية على طراز القصور الفرنسية الملكية.
ويشير الباحث ديني بوشار، المستشار لشؤون الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إلى أن الرياض قد "تلعب دورًا للتخفيف من حدّة موقف حزب الله وذلك من خلال إيران للتوصل إلى حلّ وسطي" بشأن الرئاسة في لبنان. ويضيف: "المسألة هي معرفة ما إذا كانت مصالحة السعودية وإيران يمكن أن تساهم في تهدئة الساحة السياسية في لبنان".
وكانت السعودية وإيران أعلنتا في آذار(مارس) الماضي استئناف علاقاتهما الدبلوماسية في اتفاق مفاجئ أُبرم برعاية الصين، ما أثار آمالا بحلحلة ملفات إقليمية عدة.
أخبار ذات صلة