08-05-2023
رئيسية
|
اينوما
المحرر السياسي
جريدة إينوما الإلكترونية
وفي جولة سريعة على انتماءات وتاريخ أعضاء هذا التجمّع، الذي اختار إطلاقحركته السياسية من بكركي سعيًا لأخذ مشروعيّة كنسيّة أمام الرأي العام،يتبيّن بأنّ ما يطرحه يتناقض تمامًا مع هويّة أعضائه، خاصّةً أنّهم ينتمون أوسبقوا أن انتموا إلى اصطفافات حزبية وسياسية، وما دفع معظمهم للانفصالعنها، خلافات حول الترشّح إلى الانتخابات النيابية.
الوزير والنائب السابق عبدالله فرحات، كان أحد أركان التركيبات السياسيةالتي حكمت البلاد، بدءًا بانتخابه نائبًا لدورتين عاميّ ٢٠٠٠ و٢٠٠٥ وتعيينهوزيرًا للمهجّرين عام ٢٠٠٣ حيث كان ممثّلًا للحزب التقدمي الاشتراكي، ليعودويُحاول الترشّح للانتخابات النيابية مرتيّن على التوالي عاميّ ٢٠٠٩ و٢٠١٨،قبل أن يعلن عزوفه، وقد دعم مرشّحي "الاشتراكي" في المرّة الاولى وجيّرانسحابه في المرّة الثانية لصالح التوافق بين الرؤساء ميشال عون، نبيه بريوسعد الحريري في قضاء بعبدا، وقد اتّهم من قبل خصومه بالانقلاب على خط١٤ آذار بعد عدم تبنّي ترشّحه للانتخابات النيابية من قبل النائب السابق وليدجنبلاط.
الوزير والنائب السابق ماريو عون، عُيّن وزيرًا للشؤون الاجتماعية من حصّة"الوطني الحر" كما انتُخب نائبًا عنه في دائرة الشوف عاليه عام ٢٠١٨، فيحين انفصل عن "التيار" بعد رفض قيادة الاخير ترشيحه لانتخابات ٢٠٢٢،فذهب لاعلان دعمه لصالح الوزير السابق وئام وهّاب وتجيير أصواته له، لكنبيّنت الانتخابات أنّه في الدامور، بلدة عون، نال وهّاب أقل من ١٠٠ صوت(ثلثهم من ناخبيه)، من أصل أكثر من ٤٠٠٠ مقترع.
الوزير السابق فادي عبود، أحد وجوه فريق الممانعة، عُيّن وزيرًا للسياحة مرّتينفي عاميّ ٢٠٠٩ و٢٠١١، من حصّة التيار الوطني الحر، وهو المنتسب للحزبالسوري القومي الاجتماعي، وقد حاول مرارًا الترشّح بإسمه للانتخابات فيقضاء المتن الشمالي دون أن يفلح بذلك.
الوزير السابق جورج قرداحي، عُيّن وزيرًا للاعلام عن ٢٠٢١، من حصّة تيّارالمرده، بعد أن كان مطروحًا إسمه للترشّح على لائحة التيار الوطني الحر فيانتخابات ٢٠١٨ عن قضاء كسروان، وهو المعروف بانتمائه إلى خط الممانعةودفاعه المستميت عن النظام السوري وحزب الله.
النائب السابق وليد الخوري، ترشّح في الانتخابات النيابية العام المنصرم علىلائحة التيّار الوطنيّ الحرّ بعد نيله ٤١٤٩ صوتًا مقابل ١٣٠٧٨ صوتًا تفضيليًّالصالح النائب زياد الحواط؛ أمّا النائب السابق سيزار المعلوف، فقد كان عضوًافي تكتّل الجمهوريّة القويّة بعد انتخابه نائبًا عن قضاء زحلة، قبل أن يقعالخلاف بينه ويين "القوّات اللبنانيّة" قبل انتهاء الولاية النيابية، مع العلم أنّلائحة "القوّات" في زحلة قد حقّقت أرقامًا متقدّمة عام ٢٠٢٢ حيث حصدتثلاثة مقاعد، والنائب السابق سامر سعاده، هو الآخر قد إنضمّ إلى هذاالتجمّع بعد خلافه مع حزب "الكتائب" بسبب عدم تبنّي ترشيحه في قضاءالبترون.
رئيس الاتحاد العمّالي العام بشارة الاسمر، يُعدّ أحد ممثّلي المنظومةالسياسية والناطقين بإسمها في الجسم النّقابي، كما أنّ علاقته مع الكنيسةشابتها وصمة عار موثّقة بالصوت والصورة، إثر إهانته البطريرك الراحل مارنصرالله بطرس صفير بعد وفاته، عدا عن أنّه استغلّ موقعه ليُبرّىء حزب الله منارتكاباته، وهو الذي اعتبر في ١١ أيلول ٢٠٢٠ أنّ مشكلة ارتفاع أسعار السّلعتقع على التّجار، رافضًا رفع الدّعم عنها، ما فُسّر في وقتها بأنّه صمت مبطّنعن تهريب المواد المدعومة إلى سوريا.
كما ضمّ التجمّع عددًا من الشخصيات ذات الروابط الوثيقة مع أحزاب المنظومةالحاكمة، ما ينفي محاولة إلباسه صفة الاستقلالية، من رئيس بلدية جونيه جوانحبيش المحسوب على التيار الوطني الحر والذي سبق وقدّم في نيسان ٢٠١٨مفتاح كسروان لأمين عام حزب الله؛ رافي ماديان المرشّح الدائم إلى الانتخاباتالنيابية والذي لم يفلح يومًا بالفوز بالثقة الشعبية عدا عن باعه الطويل فيالالتصاق بفريق الممانعة وله موقف بارز أشاد خلاله بديمقراطية رئيس النظامالسوري بشار الأسد عبر إحدى القنوات في ١٧ تموز ٢٠١٤ وذلك في عزّالحرب السورية.
ميلاد السبعلي، المنتمي إلى الحزب السوري القومي، وهو صديق ماديان،والطامح الدائم للتواجد في الجنّة البرلمانية، ترشّح عام ٢٠١٨ على لائحة الوفاءالمتنية التي ترأسها دولة الرئيس الراحل ميشال المر واكتفى بمجموع ٤٤٦صوتًا تفضيليًا فقط؛ زياد الشويري ترشّح في الشوف عام ٢٠١٨ على لائحةالوزير السابق وئام وهّاب ونال ٣٢٤ صوتًا تفضيليًا؛ جوزيف مخايل ترشّح فيعكار في الانتخابات الاخيرة ونال ٥٨١ صوتًا؛ عيسى نحّاس طُرد من"الكتائب" عام ٢٠١٥ وحاول مرارًا إيجاد مقعد له على لوائح الممانعة في بيروتالاولى والتي تجمعه بها علاقات وطيدة.
روي عيسى الخوري ترشّح في بشري على لائحة أحزاب الممانعة عام ٢٠٢٢ونال ١٦ صوتًا، فيما نال عام ٢٠١٨ فقط ٢٥ صوتًا؛ ناجي غانم الذي تلقّىدعم الحزب الديمقراطي اللبناني عن المقعد الماروني في دائرة البقاع الثانيةنال عام ٢٠١٨ أصواته الـ٨٣٨ بفضل التجيير الارسلاني الدرزي له؛ جان أبوجودة أعلن انسحابه من انتخابات ٢٠١٨ من الرابية لصالح لائحة التيارالوطني الحر.
هذا العرض لوضعيّة بعض أعضاء تجمّع "مستقلون من أجل لبنان"، يدحضصفة الاستقلاليّة التي يطرحونها على أنفسهم كونهم متحدّرين من أحزابواصطفافات سياسية أغلبها تنتمي لمحور الممانعة، كما أنّ ما يجمع معظمهمهو الخلاف مع هذه الاحزاب لعدم تبنّي طموحهم السلطوي، عدا عن أنّ الطّامةالكبرى تتمثّل بأنّ ادّعاءهم بأنّ الأحزاب المسيحية الكبرى تستأثر بالتمثيلالشعبي، هو ادّعاء في غير مكانه، لكون أغلبيتهم قد سبق وترشّحوا ولم ينالواسوى عشرات الاصوات، ما ينفي صفتهم التمثيلية التي يروّجونها للقول بأنّمرشّح الممانعة يحظى بتأييد مسيحي.
ولا شكّ أنّ الترويج التضليلي الذي اعتمده الوزير السابق عبدالله فرحات هوقوله بأنّ نصف المسيحيين قد قاطعوا الانتخابات النيابية، في حين تُشير الارقامبأنّه حتّى هو وعندما خاض الانتخابات أسوة بكلّ أعضاء التجمّع قد كانتنسبة اقتراع المسيحيين نفسها، لا بل ارتفعت يوم عادت الاحزاب المسيحية إلىالحياة السياسية، إضافةً إلى أنّ التنافس الكبير الذي جمع الاحزاب والقوىالمستقلة والتغييرية في عشرات اللوائح ينفي تهمة الاستئثار، هذا دون استثناءأنّ لوائح القيد اللبنانية تتضمّن عددًا كبيرًا من اللبنانيين المغتربين وبعضالمتوفين.
إنّ أفضل ما يختصر حالة هذا التجمّع هو ما قاله فرحات: "نعتبر أنّ انتخابرئيس الجمهورية هو هدف استراتيجي بغضّ النظر عن الاسم"، هذا الكلامالذي يُسقط مطالب المسيحيين بانتخاب رئيسٍ فعليّ للجمهوريّة حاملًا لمشروعالدولة، يتماهى تمامًا مع طرح حزب الله "مرشّحنا أفضل من الفراغ"، فهلالمطلوب من هذا التجمّع أن يُطالب بتأمين النّصاب لمرشّح الممانعة تحت ذريعةالتهويل بالفراغ؟ وهل يريد المجتمع المسيحي فعلًا رئيسًا كيفما كان؟ أسئلةبرسم مجتمع عانى من سياسات التمييع والحلول النّصفية ومن وجوه لم تتوانَعن مصادرة آرائه وتوجهاته لحسابات خاصّة.
أخبار ذات صلة
لكل مقام مقال
لهذه الاسباب لم تكن قمة بكركي الروحية استثنائية