04-04-2023
تكنولوجيا
|
الشرق الاوسط
وقف مارتي كوبر في 3 أبريل (نيسان) في ركن بشارع «سيكث أفينيو» في مدينة نيويورك، وأخرج نسخة من دليل الهاتف من جيبه. ضغط على أرقام على جهاز كبير لونه كريمي، ثم وضعه على أذنه بينما يحملق فيه المارة.
اتصل كوبر، الذي كان مهندساً في شركة «موتورولا»، بنظيره في شركة منافسة هي «بيل لابوراتوريز» لإخباره بلهجة مفعمة بفرحة النصر بأنه يحدثه من «هاتف خليوي محمول شخصي»، حسب «بي بي سي».
تذكر كوبر الصمت من الطرف الآخر من الخط. وقال الرجل البالغ من العمر الآن 94 عاماً وهو يضحك «أعتقد أنه كان يكزّ على أسنانه».
ويقول مارتي: إن شركة «بيل لابوراتوريز» كانت تركّز على تطوير هاتف مثبّت في سيارة، وأضاف قائلاً «هل تصدق ذلك؟ لقد ظللنا محبوسين في منازلنا ومكاتبنا بسبب هذا السلك النحاسي لأكثر من مائة عام، وكانوا هم سيحبسوننا داخل سياراتنا».
وغني عن القول أن كوبر و«موتورولا» لم يتفقا على أن هذه هي طريق التقدم والتطور، وقد أثبت التاريخ صحة موقفيهما.
ولم تتغير القواعد الأساسية لكيفية إجراء تلك المكالمة الهاتفية الأولى كثيراً، إذ كان الهاتف يحوّل صوتك إلى إشارة كهربائية تعدّل موجة راديو. وتنتقل موجة الراديو إلى سارية، ثم ترسل تلك السارية صوتك إلى الشخص الذي تهاتفه، وبعكس العملية، يمكن لذلك الشخص سماعك وأنت تتكلم، باستثناء أنه لم يكن هناك الكثير من الساريات في ذلك الوقت، لكنك تدرك الفكرة الآن.
وسيكون من الصعب التعرف على الهواتف المحمولة اليوم إذا ما قورنت بذلك النموذج المبكر لشركة «موتورولا».
لقد أُصدرت النسخة التجارية من نموذج مارتي كوبر «موتورولا داينا تاك 8000 إكس»، بعد مرور أحد عشر عاماً على تلك المكالمة الهاتفية الأولى عام 1984.
وكانت تكلفته لتعادل 9.500 جنيه استرليني (11.700 دولار) إذا ما تم شراؤه اليوم، على حد قول بين وود، الذي يدير متحف الهواتف المحمولة. أوضح وود قائلاً «لقد كان الأمر مقتصراً على الاتصال بالرقم وإجراء المكالمة الهاتفية. ولم تكن هناك رسائل أو كاميرا.
وكانت هناك ثلاثون دقيقة من الحديث، وعشر ساعات حتى تحتاج البطارية إلى شحن، وكان وقت وضع الانتظار نحو 12 ساعة، وكان يعلو الهاتف هوائي طوله 6 بوصات (15 سم)». كما كان وزن الجهاز 790 غراماً (1.7 رطل)، أي ما يعادل نحو أربعة أمثال هاتف «آيفون 14» الذي يزن 172 غراماً.
يعتقد وود أن الذكاء الصناعي في المستقبل سوف ينشئ تطبيقات أصحاب الهاتف أو يختارها لهم بحسب احتياجاتهم الفردية.
أخبار ذات صلة
محليات
أزعور على بعد 3 اصوات فقط
أبرز الأخبار