مباشر

عاجل

راديو اينوما

الملف اللبناني ليس اولوية سورية ــ سعودية وواشنطن «غير مهتمة» وطهران لا تتدخل

24-03-2023

صحف

|

الديار

تتسارع عجلة التسويات والمصالحات في المنطقة، وآخرها الاعلان عن اتفاق سوري- سعودي على استئناف العلاقات الدبلوماسية، فيما يبقى لبنان على «رصيف الانتظار»غارقا في ازمة مالية وصفها بالامس وفد صندوق النقد الدولي بالخطرة جدا، ناعيا كل الاجراءات المتخذة من قبل المسؤولين اللبنانيين باعتبارها لا تواكب حجم الانهيار المتسارع. وفي الانتظار لا شيء يتحرك على نحو جدي باتجاه كسر الحلقة السياسية المفرغة في ظل عقم دولي واقليمي واضح. وفي الانتظار ايضا تحط مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربرا ليف في بيروت اليوم ، دون ان تحمل معها جديدا في الموقف الاميركي «المنسحب» من قضايا المنطقة الرئيسية «والمشجع» على التفاهمات الاقليمية الحالية طالما تزيل عنه اعباء لم تعد ترى واشنطن مصلحة في تحمل اعبائها، ولبنان يبقى ملفا ثانويا على الاجندة الاميركية طالما ان الحدود الجنوبية هادئة، ووفقا لمصادر دبلوماسية، ستكون «رسالة» «التطنيش» الاميركية واضحة اليوم «لن نكون عائقا امام اي اتفاق رئاسي حتى لو كنا نفضل قائد الجيش على غيره» لكننا لسنا في موقع المعطل لاي تسوية! بمعنى اوضح هي «رسالة» للمعارضة «لا تراهنوا علينا لنسف اي تفاهم سعودي- ايراني».

 ووفقا لزوار السفارة الاميركية في بيروت، لا تبدو استراتيجية واشنطن قابلة للتعديل في المدى المنظور، وهم لمسوا عدم وجود حماسة اميركية في خوض نقاشات جادة حول اي تسوية تخص لبنان حصرا، بل ثمة مواكبة للتطورات الاقليمية بانتظار ان تنعكس ايجابا على الساحة اللبنانية. ووفقا لمصادر مطلعة، فان الموقف الاميركي ليس مفاجئا، وكانت السفيرة الاميركية دوروثي شيا الاكثر وضوحا في التعبير عنه عندما ابلغت اكثر من مسؤول عن تعاون بلادها المفترض مع اي رئيس حتى لو كان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. ولن تحيد بربرا ليف عن هذا التقييم الاميركي في زيارتها المقررة الى بيروت التي لا تقارن اهميتها بالنسبة الى واشنطن بتل ابيب. وفي هذا السياق، لا بد من التوقف عند التسريبات الدبلوماسية التي قدمت اجوبة عن اسباب «الغضب» الاميركي من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، وهي تلخص حقيقة الاستراتيجية الاميركية في المنطقة، ووفقا لتلك التسريبات فقد تحول الانشغال بنتنياهو خلال شهرين إلى أمر مقلق وعبء على البيت الأبيض لان سلم أولويات الولايات المتحدة واضح» أوكرانيا – روسيا على المدى القريب والمتوسط، ومنافسة ومواجهة محتملة مع الصين على المدى البعيد». والعاملان يحتاجان إلى الوقت والموارد ورأس مال سياسي ثمين لصيانة وإدارة تحالفات وأخطار. والانشغال ب «إسرائيل»، هو حرف للأنظار وفرض حضور ثقيل على الأجندة الأميركية. ومن اجل كل هذا، لم تتم دعوة نتنياهو إلى واشنطن، وهي السابقة الأولى من بين الـ 13 رئيس حكومة في إسرائيل الذين زاروا واشنطن خلال شهرين من أدائهم لليمين. هكذا تفكر واشنطن تجاه حليفتها في المنطقة فهل سيكون الامر مختلفا مع لبنان؟ بالطبع لا تقول تلك الاوساط، فواشنطن لا ترغب باي حدث يعطل استراتيجيتها، ولهذا سيسمع حلفاؤها كلاما واضحا مفاده لا تراهنوا علينا لفرض اي تسوية او فرض اخرى اذا ما حصل تفاهم سعودي- ايراني عليها!

وفي هذا السياق، يتحدث الايرانيون صراحة عن تراجع الدور الاميركي، وهو امر اوضحه وزير الخارجية الايراني الاسبق كمال خرازي خلا جولته على المسؤولين في بيروت، ونقل عنه من التقاه انه شدد على ان دور واشنطن في الشرق الاوسط انتهى لحظة توقيع الاتفاق، وباتت السعودية وايران تتحكمان بايقاع التفاهمات في المنطقة، على ان تبدأ المنطقة بتلمس الايجابيات قريبا. على قاعدة ارساء السلام مع المملكة وسائر دول الخليج، من دون تقديم تنازلات في اي ملف في المنطقة، بل التفاهم حولها وفق تسويات منطقية. طبعا جدد التاكيد ان حزب الله لا يتلقى الاوامر من طهران، لا سيما في ملف الانتخابات الرئاسية. 

بدوره، اكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ المنطقة بدأت «تتحرّك بعكس الاتجاه الأميركي الإسرائيلي، فالاتفاق الإيراني السعودي أسقطَ مشروع جعل إيران عدواً بديلاً عن «إسرائيل»، ومحاولة ترتيب العلاقة مع سوريا من قبل الإمارات وتركيا والسعودية ودول أخرى فيه خير لكل هذه الدول. وسأل في تغريدة: «متى ينتهز لبنان الفرصة للتمرّد على الضغط الأميركي الأوروبي فيحضر الكهرباء 24/24 بواسطة الصين ضمن نظام «بي او تي»؟ ومتى ينسِّق لبنان بجرأة مع سوريا لعودة النازحين إلى بلدهم؟» مُشدّداً على أنّ «الغرب قد ساهم في انهيار بلدنا بالعقوبات وفرض النزوح، ولم يبقَ ما نخسره، فأيّ موقف وطني شجاع سيعكس الاتجاه. وأضاف: «وقد خَبِرنا الشجاعة بموقف المقاومة وشعبها فاستعدنا حدودنا البحرية ونفطنا وغازنا. فلنستفد بعكس الاتجاه في إعادة نظرنا كلبنانيين في مقاربة قضايانا لنخرج من دوامة التنافس في فضاء الإعلام. 

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.