21-03-2023
صحف
|
الديار
فلا داعي للاستعجال في اجتراح الحلول او "التراجع" "خطوة الى الوراء" كما لمس الفرنسيون في اللقاء الباريسي الاخير. في المقابل طهران ليست في وارد الضغط الان على "الشركاء" الجدد لتسريع الحل في بيروت، ولا ايضا في وارد الضغط على حلفائها وفي مقدمتهم حزب الله، لتقديم تنازلات، لم تفعل في السباق، ولن تفعل الآن، ولهذا يرجح بقاء الاوضاع معلقة اقله خلال الشهرين المقبلين، ريثما تتبلور الامور في المنطقة المقبلة على تحولات غير مسبوقة. في هذا الوقت اكتمل عقد "الصلاة الروحية" المسيحية بموافقة "القوات" والكتائب" لكن لا يعني ذلك وجود اتفاق سياسي على خارطة طريق للخروج من الازمة الرئاسية، بينما نجحت بكركي في الحفاظ على "ماء وجهها" مهما كانت النتائج. وفي الانتظار من يقرأ على نحو خاطىء "لعبة" المصالح الكبرى ويبقى غارقا في "حروب الزواريب" الضيقة، والمصالح الشخصية، سيدفع الثمن لاحقا. كما تقول اوساط دبلوماسية. طبعا الناس في واد والسياسيون في واد آخر، الدولار لامس 120 الف ليرة، وربطة الخبز الخمسين الف ليرة، والبنزين المليونين، ما يجعل البلاد في منافسة شديدة مع افغانستان وحدها تسبق لبنان في قائمة الدولة الاكثر تعاسة بحسب التصنيف الاخيرة للامم المتحدة.
وفي هذا السياق، أظهر تقرير شبكة التنمية المستدامة التابعة لـ"الأمم المتحدة" لعام 2023، في اليوم العالمي للسعادة، محافظة فنلندا على مرتبتها الاولى، للسنة السادسة على التوالي، على رأس الدول الأكثر سعادة، فيما احتل لبنان المرتبة ما قبل الأخيرة في الهرم تنافسه افغانستان التي حلت في المرتبة 137 الاخيرة. ويأخذ التقرير في الاعتبار عوامل عدة مثل متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا المؤشر يعطي معلومات عن الوضع الاقتصادي في البلد، إضافة إلى الوضع الاجتماعي للفرد ووجود شخص ما ليعتمد عليه، وكذلك مؤشر الصحة والعمر المتوقع، وحرية اتخاذ القرارات، والكرم والانخراط في الأعمال التطوعية، هذا فضلا عن انخفاض الفساد. وجاءت فنلندا للسنة السادسة على التوالي في المركز الأول من التقرير، وتلتها الدنمارك. كما حلّت الإمارات في الصدارة عربيا وبالمركز 26 عالميا من حيث مؤشر السعادة وتلتها السعودية بالمركز الثاني عربيا و30 عالميا.
وفيما يغيب لبنان هذا الاسبوع وربما اكثر عن الاتصالات الفرنسية السعودية، مع آمال ضعيفة بان يتمكن الرئيس ايمانويل ماكرون من فتح النقاش حوله خلال زيارة الى الرياض الاثنين المقبل عنوانها اقتصادي، كشفت مصادر دبلوماسية عن عدم وجود اتفاق حتى الآن على صفقة المقايضة الفرنسية ولكنها لا ترى ان "الابواب مقفلة" امام انتخاب سليمان فرنجية رئيسا مقابل تعيين نواف سلام رئيساً للحكومة. الجديد الان هو طرح ورقة مساومة جديدة على "الطاولة": السعودية وإيران تقفان على حافة استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. ولبنان هو أحدى القضايا الأساسية التي ستغذي العلاقات بينهما. السعودية تعارض صيغة فرنسا ومرشح حزب الله للرئاسة. وهي تريد حشر إيران كي تقرر "رئاسة مفضلة في لبنان أم صداقة مع السعودية"؟. ووفقا لتلك المصادر فان الرياض تماطل الى حين التزام ايران بتنفيذ احد بنود الاتفاق المرتبط بوقف تزويد السلاح للحوثيين في اليمن. وعندها سيتغير موقف السعودية من موضوع الرئاسة في لبنان!
في المقابل، تشير اوساط نيابية لبنانية الى ان الرهان السعودي اذا كان صحيحا فهو رهان على "سراب"، لان الايرانيين لن يقبلوا ابدا باي مقايضة على حساب حزب الله في لبنان، وهم من اليوم الاول قالوا صراحة ان لا احد يتحدث في هذا الملف الا السيد حسن نصرالله. ومن يراهن على مساومة طهران على موقع الحزب وقوته في لبنان سينتظر كثيرا. ولن تمر اي تسوية الا اذا كانت متوازنة كما يقاربها الجانب الفرنسي.
في هذا الوقت، يتحدث زوار "معراب" عن مهلة غير مفتوحة تنتهي في شهر ايار المقبل حتى تتمكن المعارضة من التوحد وراء مرشح واحد يمكن ان يكون ندا لفرنجية ليلغيه. ووفقا للمعلومات فان الرياض لن تضغط على احد من حلفائها في الفترة الفاصلة لتقديم اي تنازلات في الملف الرئاسي، وهي منحت المعارضة متسعاً من الوقت لإعادة ترتيب "اوراقها" لمواكبة الفترة الزمنية المتفق عليها بين الرياض وطهران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية. وهي ابلغتهم ان مهلة الشهرين تتطلب الاستعداد للمرحلة السياسية الجديدة التي يُفترض أن تنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية، فاما يكونوا جاهزين للجلوس على "الطاولة" موحدين، او ستكون الامور اكثر صعوبة والتسوية لن تحصل كما يشتهون، لان الوصول الى مرشح تجتمع حوله قوى المعارضة اضافة الى التيار الوطني الحر سيعني حكما اجبارالفريق الآخر على التنازل عن ترشيح فرنجية، واذا لم يحصل ذلك "فلكل حادث حديث"؟!
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار