أما المتهم الرابع دميتري سولوفييف الذي حوكم غيابياً لوجوده في بولندا، فحكم عليه بالسجن ثماني سنوات. كذلك، غُرِّموا جميعاً بمبلغ 185 ألف روبل بيلاروسي (69 ألف يورو). 

الحكم بحبس حائز جائزة نوبل "مهزلة"

من جانبها وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، المحاكمة بأنها "مهزلة". وقالت عبر "تويتر"، إن "الحائز جائزة نوبل للسلام أليس بيالياتسكي؛ وفلانتين ستيفانوفيتش وفلاديمير لابكوفيتش، حُكم عليهم اليوم بالسجن لفترات طويلة فقط، بسبب التزامهم حقوق وكرامة وحرية الناس في بيلاروس". وشجبت "الاتهام والإجراء اللذين كانا عبارة عن مهزلة".

من جهته، وصف رئيس الحكومة البولندية ماتيوش مورافيتسكي، الحكم بـ"الشائن". وقال على "فيسبوك" إن "إدانة اليوم قرار شائن آخر أصدرته محكمة بيلاروسية". وأضاف: "حاولت السلطات (البيلاروسية) مراراً إسكاته، لكن أليس بيالياتسكي لم يتخلّ عن جزء واحد من كفاحه من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية في بيلاروس".

قمع غير مسبوق في بيلاروس

بدورها، ندَّدت اللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام، الجمعة، بالحكم "ذي الدوافع السياسية" الذي صدر ضد بيالياتسكي.

كذلك، استنكرت فرنسا الحكم، الجمعة، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية: "يشهد هذا الحكم مجدداً، على سياسة القمع غير المسبوقة التي تمارسها السلطات البيلاروسية ضد حركة الاحتجاج السلمية التي اندلعت بعد الانتخابات الرئاسية المزورة في 9 أغسطس/آب 2020" والتي أدت إلى إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.

هذا الحكم الصارم جزء من سلسلة جديدة من المحاكمات التي تستهدف الناشطين والصحفيين والمعارضين الذين يتعرّضون للقمع منذ حركة الاحتجاج في صيف 2020.

فقد قمعت هذه الاحتجاجات التي اندلعت بعد إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو المثير للجدل والمتهم بالاحتيال على نطاق واسع، عبر القيام بآلاف الاعتقالات وحالات التعذيب، فيما قُتل العديد من المتظاهرين وأُصدرت أحكام قاسية واعتُمد النفي القسري.

كان بيالياتسكي حاز في الخريف الماضي، جائزة نوبل للسلام مع منظّمتين مدافعتَين عن حقوق الإنسان هما: "ميموريال" (روسيا)، ومركز الحريات المدنية (أوكرانيا).

في حين أسس الناشط البالغ 60 عاماً، منظمة "فياسنا" التي قادها لسنوات، وهي مجموعة رئيسية للدفاع عن حقوق الإنسان في مواجهة النظام الاستبدادي الذي يقوده لوكاشينكو منذ العام 1994.