18-02-2023
عالميات
|
عربي بوست
من جانبها، صرحت دانا ستراول، نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، من الرياض، يوم الإثنين 13 فبراير/شباط 2023، وذلك حسبما نقلت وكالة بلومبرغ الأمريكية: "نؤمن بأن انضمام مناطق أخرى وجلوسها على الطاولة نفسها مع إسرائيل يصب في صالح الاستقرار والسلام بالمنطقة".
خلاف على أن رأب الصدع التاريخي بين الحليفين الكبيرين لأمريكا، دولة الاحتلال و السعودية ، سيمثل إعادة ترتيب مهمة للأوراق السياسية في المنطقة. لكن عملية إعادة ضبط العلاقات بالكامل قد تتوقف على توقيع اتفاق يرتبط بالمطلب السعودي المُعلن منذ زمن، وهو إنشاء دولةٍ فلسطينية، وفقاً لما أفادت به بعض المصادر.
في حين، وحسبما نقلت وكالة بلومبرغ الأمريكية، فقد أوضح المحللون أن السعودية قد تضع شروطاً مسبقة أخرى، ومنها تجديد التزام واشنطن بالمساعدة في مواجهة إيران على نطاقٍ واسع. إذ اشتركت الحكومة الأمريكية وست دول خليجية يوم الخميس، 16 فبراير/شباط 2023، في وصف طهران بأنها تمثل تهديداً متنامياً لأمن المنطقة. بينما اعتبر الرئيس جو بايدن تحقيق الاندماج الأوثق لدولة الاحتلال داخل المنطقة بمثابة أولوية، من أجل تجنب النزاع وخفض أسعار النفط.
فيما تُجري الرياض حواراً مع إيران بوساطة عراقية في الوقت ذاته، في محاولةٍ لحل بعض نقاط النزاع المشتركة.
بينما قال إيهود يعاري، زميل معهد Washington Institute البحثي، في إشارةٍ إلى مسؤولي السعودية ودولة الاحتلال لوكالة بلومبرغ الأمريكية: "إنهم يجرون المحادثات طوال الوقت. وربما تسارعت وتيرة المحادثات بعض الشيء، لكنني لن أبالغ في تقدير أهميتها. ويمتلك الجانبان خطوط تواصل مريحة إلى حدٍّ ما على صعيد الاستخبارات والدفاع الجوي".
من جانبه، فقد أحال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بعض الأسئلة إلى حكومتي السعودي والاحتلال، من أجل توفير معلومات أكثر عن محادثاتهما الأخيرة. لكن المتحدث أضاف أن واشنطن تدعم "بناء علاقات بين الشركاء الإقليميين باعتبارها ضرورةً لتحقيق الازدهار، والسلام، والاستقرار في المنطقة".
على صعيد مطالبة السعودية بالتزامات أمنية وعسكرية جديدة من الولايات المتحدة، كثمنٍ للتطبيع مع الاحتلال، قال المتحدث إن واشنطن "تتعاون مع شركائنا السعوديين لتعزيز الأولويات المشتركة، في علاقةٍ ترتقي بمنطقة الشرق الأوسط لتصبح أكثر استقراراً وازدهاراً وتكاملاً".
من المتوقع أن يتحقق التحالف المحتمل بين دولة الاحتلال والسعودية بعد تطبيع الأولى لعلاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات، والبحرين، والمغرب، والسودان. وجاء ذلك التطبيع في صورة سلسلة من الاتفاقيات التي تُعرف باسم اتفاقيات أبراهام.
ربما تعطلت المحادثات مع السودان منذ توقيع الاتفاقيات، لكن المحادثات استردت زخمها، عقب زيارة وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين للخرطوم مطلع الشهر الجاري. ولم تكُن تلك الزيارة لتتحقق دون موافقةٍ من الرياض، التي لطالما قدمت الدعم المالي للخرطوم وتربط بينهما علاقات تاريخية وثقافية.
وكالة بلومبرغ الأمريكية تقول إن ثمة مؤشرات أخرى ظهرت لتكشف عن دفء العلاقات بين الاحتلال والسعودية أيضاً. فقبل تأدية قسمه كرئيس للوزراء في ديسمبر/كانون الأول 2022، أجرى بنيامين نتنياهو مقابلةً مع قناة العربية السعودية. وخلال المقابلة، وصف نتنياهو تطبيع العلاقات بين البلدين بأنه سيمثل "قفزةً نوعية ستغير منطقتنا بطرق لا يمكن تصورها".
يُذكر أن مسؤولي الجيش والاستخبارات في السعودية ودولة الاحتلال بدأوا في عقد اجتماعات أكثر، وذلك منذ نقل دولة الاحتلال إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية التي تضم دول الخليج العربية.
تمحور هدف المحادثات المنعقدة في الرياض الأسبوع الجاري حول تشجيع السعودية -وغيرها من دول الخليج- على مشاركة المزيد من المعلومات الاستخباراتية، ودمج دفاعاتها الجوية والصاروخية وأمنها البحري فيما بينها ومع الولايات المتحدة أيضاً. مما سيساعد في مواجهة إيران التي دعمت الهجوم الروسي على أوكرانيا.
في المقابل، يسافر جون بي ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة Center for Strategic and International Studies البحثية، إلى الرياض للقاء المسؤولين السعوديين كثيراً. وقد صرح ألترمان قائلاً إن هناك "حالة توافق جوهرية بين الإسرائيليين، والسعوديين، وبقية حكومات الخليج العربية حول تصوراتهم للتهديدات" المتعلقة بإيران، لكنها لن تكون كافيةً بمفردها كأساسٍ لتطبيع العلاقات بين السعودية والاحتلال.
أوضح ألترمان أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ربما يُلوح بالتطبيع كوسيلةٍ لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بينما يستفيض نتنياهو في الحديث عنه لتشتيت الانتباه عن المشكلات التي يواجهها في بلاده.
فيما اختتم ألترمان حديثه لوكالة بلومبرغ الامريكية قائلاً: "هل سيتجاوز الأمر مرحلة أصدقاء المصلحة؟ ليسوا مضطرين لفعل ذلك في القريب العاجل".
أبرز الأخبار