06-02-2023
من دون تعليق
|
الأخبار
في بيروت، مرّ الخبر عابراً على وكالة الصحافة الفرنسية التي نقلت بيان الشرطة الإسبانية عن عملية التوقيف، من دون أن يحدد البيان وجهة السفينة. إلّا أن الصحافة الإسبانية نشرت في اليومين الماضيين، معلومات عن التحقيق الأولي مع أفراد طاقم السفينة الذين لا يزالون قيد الاحتجاز، ليظهر أن بيروت كانت واحدة من محطات السفينة الرئيسية. ولم يعرف بعد هويّة الطاقم الجديد الذي يقود السفينة إلى سواحل المتوسط الشرقية.
مصادر أمنية إسبانية أكّدت لـ«الأخبار» أن السلطات الإسبانية أوقفت السفينة على بعد حوالي 60 كلم غرب جزر كاناري في المحيط الأطلسي، لكنها رفضت نقلها إلى أراضيها بسبب حمولتها (نحو 1750 رأساً من الأبقار). لذلك، أبقت عليها، إلى حين تركها، قرب جزر كاناري الخاضعة للسيطرة الإسبانية، مقابل سواحل المغرب وموريتانيا. وبحسب الصحافة الإسبانية، فإن العمليّة حصلت بالاشتراك بين الشرطة ومصلحة الضرائب وسلطات مكافحة الإرهاب والتهريب في إسبانيا ووكالة مكافحة المخدرات الأميركية وشرطة دولة توغو التي كانت السفينة ترفع علمها.
مصادر أمنيّة لبنانية معنيّة بملفّ مكافحة المخدّرات أكّدت أن لبنان لم يتلقّ معلومات رسمية عن الموضوع بعد. وقدّرت ثمن المواد المصادرة بحوالي 162 مليون دولار، بمعدل 36 ألفاً للكيلو النقي الواحد. وبعد تحضيره للاستخدام، يتحوّل إلى ثلاثة كيلوغرامات مخصصة للاستهلاك البشري، بسعر 100 ألف دولار، ليصبح السعر التقريبي للشحنة حوالي مليار و200 مليون دولار. وتجزم المصادر أن هذه الكميّة من المخدرات لا يمكن تصريفها في لبنان، ويرجّح أن تصنيعها يتم في لبنان قبل نقلها إلى دول أخرى.
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن مراقبي وزارة الزراعة اللبنانية تبلّغوا من رؤسائهم عدم الصعود على متن السفينة عندما ترسو في بيروت إلّا بعد التنسيق مع الأجهزة الأمنية والقضائية. وبحسب المصادر الأمنية الإسبانية، يتوقع أن تصل السفينة إلى مرفأ بيروت في 10 شباط الجاري.
المشاكل التي تعانيها السفينة لناحية نظافتها وعدم توفر قوارب نجاة وتجهيزات لمكافحة الحرائق على متنها ووجود تصدّعات خطيرة في المتن والبدن، جعلها موضع شكّ منذ أكثر من ثلاثة أعوام باستخدامها في عمليات نقل المخدرات. وقد سبق للسلطات الكولومبية أن أوقفتها من دون العثور على مخدرات فيها. كما دهمتها الشرطة الكولومبية خمس مرات الشهر الماضي من دون نتيجة، قبل أن تبحر وتتجه نحو الشرق. وتؤكّد المصادر الأمنية الإسبانية أن تجار المخدرات باتوا يستخدمون سفن نقل المواشي لتضليل الكلاب المدرّبة وفرق التفتيش.
علم توغو واسم السفينة الجديد وهويّة الشركة الجديدة «المجهولة» التي تملكها، لا تخفي تاريخ السفينة التي بنيت عام 1973 وأمضت سنوات طويلة في العمل بالنقل العام، قبل أن تشتريها شركة الفهد للمواشي «ش. م. ل.» اللبنانية عام 2008 وتحوّلها إلى سفينة لنقل المواشي وتطلق عليها اسم «سبيريدون» وترفع عليها العلم اللبناني.
البحث عن شركة الفهد عبر موقع «شيم ميم لام» الذي يوفر بيانات حول الشركات في لبنان وجرى حظره أخيراً، يبيّن امتلاكها من عدّة شركاء من آل المرّ من بلدة كفرزبد في البقاع الأوسط، من بينهم فهد المرّ الذي تحمل الشركة اسمه. كما تملك الشركة مزرعة ضخمة للأبقار في منطقة مار بطرس في بلدة بكفيّا، وتربط أصحابها علاقة جيدة بحزب الكتائب وآل الجميّل. وسبق للسفينة أن نقلت آلاف الرؤوس من الأبقار لحساب شركة الفهد، ولا سيّما الأبقار الكولومبية التي دخلت إلى لبنان خلال مرحلة دعم استيراد الأبقار عام 2020. وفي عام 2022، جرى تغيير الاسم إلى «أوريون 5» وكذلك تغيير الملكيّة إلى شركة «ساكاي»، المسجّلة في فلوريدا الأميركية. إلّا أن البحث عن الشركة يظهر عنوانها في فلوريدا فقط، من دون وجود أي معلومات أو موقع إلكتروني يظهر نشاطات الشركة، ما يثير الريبة حول ما إذا كانت شركة حقيقية أو مجرّد واجهة لإتمام عملياتها بعد الاشتباه بها. وحاول موقع «انشورينس ماريتنس»، الذي يتابع حركة سفن النقل، التواصل مع الشركة قبل أيام، من دون جدوى. كما حاول الموقع الاتصال بالشركة اللبنانية المشغلّة حالياً «سيفر مانجمنت» من دون الحصول على أيّ ردّ.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار