أعلنت الخرطوم أنّه تمّ خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين للسودان اليوم "الاتّفاق على المضيّ قدماً في سبيل تطبيع العلاقات" بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إنّه خلال هذه الزيارة التي "استمرت لبضع ساعات"، وهي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي إلى الخرطوم، "تمّ الاتفاق على المضيّ قدماً في سبيل تطبيع علاقات البلدين".
وأجرى كوهين اليوم محادثات في الخرطوم مع عدد من المسؤولين السودانيين، في مقدّمهم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. وأوضحت الخارجية السودانية في بيانها أنّ زيارة كوهين تمّت في إطار "مواصلة الاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل".
التقى الوزير الإسرائيلي خلال الزيارة وزير الخارجية السوداني المكلّف علي الصادق و"عدداً من المسؤولين في الدولة"، أبرزهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي. ولفت البيان إلى أنّه خلال المباحثات "حضّ الجانب السوداني الطرف الإسرائيلي على العمل على تحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني".
وبحسب مجلس السيادة السوداني فإنّ اللقاء بين البرهان وكوهين تطرّق إلى "سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية".
"زيارة سياسية تاريخية"
في القدس، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن هذه "زيارة سياسية تاريخية"، معلنة أن كوهين سيعقد في فلسطين المحتلة مؤتمراً صحافياً بهذا الشأن.
وكان السودان أعلن في كانون الثاني 2021 وبينما كان العسكريون والمدنيون يتقاسمون السلطة، انضمامه إلى اتفاقات أبراهام التي اعترفت بموجبها ثلاث دول عربية بإسرائيل. وشكّل ذلك تغييرا جوهرياً عن موقف الديكتاتور عمر البشير الذي أطيح عام 2019 والذي كان يرفض أيّ علاقات مع إسرائيل وكان مقرّباً من حركة "حماس".
وعقب انضمامه لاتفاقات أبراهام، حصل السودان على مساعدات مالية أميركية بعد أن ظل لسنوات طويلة مقاطعاً من قبل المجتمع الدولي وعلى اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
في أول حطاب له بعد انقلابه على شركائه المدنيين في 25 تشرين الأول 2021، قال البرهان إن بلاده ستظل ملتزمة الاتفاقات الدولية التي وقعتها. وفي تشرين الثاني، بعث البرهان برسالة تهنئة إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب فوزه في الانتخابات التشريعية مع حلفائه من اليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتشددة.
دان الفلسطينيون اتفاقات أبراهام واعتبروها "خيانة"، إذ اعتُبرت مخالفة لمبادرة السلام العربية المقرة عام 2002 والتي أكدت أن لا تطبيع مع إسرائيل الا بعد انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967. ولم تتم المصادقة على اتفاقات ابراهام من قبل المؤسسات السودانية المتخصّصة بسبب الفوضة السياسية في البلاد. ولم يتم إقرار أي اجراءات ملموسة لتبادل العلاقات الديبلوماسية.
واليوم، افتتح الرئيس التشادي محمد ديبي سفارة لبلاده في إسرائيل، وتحديداً في تل أبيب، بعد أربع سنوات من تجدد العلاقات بين البلدين والتي انقطعت لعقود. وقال نتنياهو إنه بافتتاح السفارة "نعزز صداقتنا ومصالحنا المشتركة في السعي لتحقيق السلام والأمن والازدهار".