13-12-2022
مقالات مختارة
|
نداء الوطن
أخيراً، وصلت أصوات المواطنين المعترضين على الفوضى المستشرية وأعمال السلب والنشل في طرابلس إلى مسامع القوى الأمنية؛ فنفّذت وحداتها أمس يوماً أمنياً في أحياء وشوارع المدينة؛ لفرض الأمن وإراحة الناس، وأقامت الحواجز المتنقّلة لضبط الممنوعات والأسلحة وتوقيف المطلوبين وإزالة التعدّيات عن الطرقات والممتلكات العامّة، من أجل تسهيل حركة المرور على الطرقات.
ليست المرّة الأولى التي تنفّذ فيها القوى الأمنية ما يشبه «ميني» خطّة أمنية في مدينة طرابلس، لكنّها اليوم تأتي بعدما ضاق الناس في المدينة ذرعاً بالفوضى المستشرية. وذكر مصدر أمني طرابلسي لـ»نداء الوطن» أنّ الحملة الأمنية أدّت في حصيلة أوّلية إلى توقيف عشرات المطلوبين بمذكّرات مختلفة، وضبط أسلحة وذخائر وإزالة العديد من المخالفات المرورية». وتوقّع أن تستمرَّ الحملة للأيام المقبلة؛ من دون تحديد التوقيت «لتكون مباغتة لأي مخلّ بالأمن، ومن أجل تنفيذ الأهداف التي وضعتها القيادة للخطّة التي تأتي استجابة لمطالب المواطنين الذين يتوقون إلى رؤية الأمن يتحقق في ربوع المدينة».
سيارات عدّة مخالِفة للقانون فضّلت الهرب من القوى الأمنية حتى لا يكون مصيرها كغيرها من السيارات التي تمّ توقيفها. بالمقابل، قطع سائقو سيارات عمومية الطريق في ساحة عبد الحميد كرامي احتجاجاً على طلب القوى الأمنية ازالة سياراتهم من مكان ركنها على جوانب الطريق حيث كانت تعيق حركة المرور، قبل أن تعود القوى الامنية وتسمح لها بالتوقف من جديد.
ولاقت الحملة ارتياحاً عبّر عنه طرابلسيون عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وتمنّوا على وزير الداخلية والبلديات ومجلس الأمن المركزي استمرار هذه العملية لأيام عدّة في طرابلس، و»أن يتمّ التعامل بحزم مع كل مخلّ من أجل إعادة الهدوء إلى ربوع المدينة»، في المقابل، رأى آخرون أنّها خطّة أمنية استعراضية وقد وُلدت ميتة. فهي من جهة خطّة أمنية لساعات معدودة ستنتهي بعد التقاط الصور ولن يكون لها أي مفاعيل إضافية، طالما ليس هناك حزمٌ في التعاطي مع المخلّين من جهة، وفي تتبّع حملة السلاح ومطلقي النار ومروّجي المخدرات في طرابلس وضواحيها من جهة أخرى. ما يعزّز موقف أصحاب هذه الفرضية حادثة حصلت بالتزامن مع تطبيق الخطة. فقد وقع إشكال على أفضلية مرور في منطقة الزاهرية وأدى إلى إصابة الشاب عبدالله عيسى بطلق ناري في رأسه، بينما فرّ مطلق النار إلى جهةٍ مجهولة. إشكال الزاهرية أضيف إلى عدد من الإشكالات المتنقّلة التي خرقت النهار الأمني الطويل وأثّرت على أجوائه.
ما يحصل في طرابلس وضواحيها من تفلّت أمني غير مسبوق ينذر بالأسوأ إذا لم تتمّ معالجته، حيث تجدر الإشارة إلى انتشار مسدسات تركية الصنع بين أيدي الشبان في طرابلس وهي مسدسات رخيصة السعر لا تتعدّى قيمتها الـ300 $، وتستخدم في العديد من الإشكالات التي تحصل في المدينة، ويطالب الأهالي القوى الأمنية بتعقّب مروّجي هذه الأسلحة التي باتت في متناول الكثير من الشبّان في المدينة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار