30-10-2022
محليات
شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على ان “حزب الله رهينة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الانتخابات الرئاسية كما في امور أخرى، مبديا تخوّفه ان تكون جلسة الحوار التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري بمثابة تضييع لبوصلة جلسات الانتخابات الراسية. وطمأن انه في حال انتخب رئيس جدي وتشكّلت حكومة فعلية ستنهمر المساعدات العربية والدولية على لبنان ما سيساعدنا على الخروج خلال اشهر من آتون الازمة.
واعتبر في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” مع الإعلامية جيزال خوري اننا “في ازمة كبيرة ومن المعيب تضييع الوقت في الكلام عن عهد الرئيس ميشال عون وتصرفاته وخططه السابقة وما أسفرت عنه، لذلك تختصر بعبارة واحدة “خراب ودمار” فالنتيجة واحدة منذ اللحظة الأولى حين كان في المنطقة الحرة الى اليوم اذ لا نعرف كيف سيسلّم لبنان وماذا بقي منه”.
كما أكد ان “الفراغ الرئاسي بحد ذاته له خطورة كبيرة على لبنان خصوصاً في هذه المرحلة، رغم اننا لم نكن في “ملء رئاسي” بل كنا أصلاً في الفراغ في ظل وجود رئيس، ولا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة، الا اننا لم نشهد أي خطوة بناءة بل تعطيل للنظام و”حرطقة” على الآخرين في بعض الأوقات”.
ردا على سؤال، علّق جعجع: “اذا فعلا “ما خلوا يشتغل” لماذا لم يقدم استقالته منذ البداية، في وقت أنه رئيس للجمهورية ولديه مع حلفائه أكثرية حكومية فضلا عن الأكثرية النيابية في معظم عهده. فاذا كانت الأكثرية معه و”ما قدر اشتغل”، كما يزعم، يعني ما من أمل بقيام لبنان، ولكن كلامه غير صحيح باعتبار ان من يملك الخطط والوعي والعقل والمقاربة السليمة للأمور والأخلاق والاستقامة يمكن تحقيق هذه الخطوة، الامر الذي لم نشهده طيلة الست سنوات”.
واذ أوضح ان “حكومة تصريف الاعمال يمكنها ان تحكم في حال وصلنا الى ليل 31 تشرين الأول من دون انتخاب رئيس جديد”، أشار جعجع الى ان سلطة رئاسة الجمهورية تنتقل بحكم “الامر الواقع” للحكومة الحالية رغم ان لا تفاؤل بأدائها فهي لن تنجح الا بالقيام ببعض الترقيعات”.
رئيس “القوات” الذي برّر ما يشعر به بعض اللبنانيين من “العدمية” وحالة اليأس التي يمرّ بها بسبب الصعوبات التي واجهته في السنوات الأخيرة والتي لم تمر على أي شعب آخر، أكد انه “لو اتّحد الفريق المعارض في المجلس النيابي على اسم مرشح لبدّل مسار الأمور، اذ من المفترض طرح النقاط العملية كما هي”.
ورأى ان “فريق الممانعة دمّر البلد ومستمر بذلك من خلال تعطيل الانتخابات الرئاسية بشكل أساسي، في المقابل لو توحدت المعارضة لكنا خرقنا هذا التعطيل ولكنَّ بعضا منها يرفض التعاون مع أحد بسبب تمسّكه بآرائه”.
أردف، “نذكر ان النائب ميشال معوض كان ضد “القوات اللبنانية” في الانتخابات وهو ليس في عداد كتلتها، الا ان مطالبة غالبية المعارضة به دفعت بنا لتسميته. وللأسف رغم كل المحاولات لإنجاز اتفاق مع القوى الأخرى فيها ولكننا لم نتوصل الى أي نتيجة، علما اننا ابدينا استعدادا لأي اتفاق معها حول أسماء عديدة مطروحة كان معوض إحداها”.
استطرد، “في حال اتحدت المعارضة يمكنها إيصال معوض الى سدة الرئاسة، اذ هناك 20 نائبا منها لم يحددوا بعد موقفهم و44 صوّتوا له ما يعادل 64 صوتا، ولكن بعض اطيافها لا يريد الالتزام بشيء ويتحجج بقدرة الفريق الآخر على تعطيل النصاب. هذا الأمر غير صحيح لأنه في حال توحّدنا كلنا كمعارضة عندها يمكن للفريق الآخر تعطيل جلسة او اثنين ولكنه سيعجز عن الاستمرار في ذلك اذ سيظهر حينها انه المعطّل. من هنا عليها ان تتحد على اسم معيّن والا اذا تُركت جماعة الموالاة “على همتها” فسنكون امام احتمال فراغ طويل”.
واذ شدد على “تعزيز المساعي مع المعارضة لتأمين الـ65 صوتا لمرشح واحد، هو حاليا معوّض كي نتمكن بعدها للانتقال الى الخطوة الأخرى”، توجه جعجع الى النواب الذين لا ينتمون الى الفريق الآخر بالسؤال: “هل ستكونون قد “اديتم قسطكم للعلى” تجاه من انتخبكم اذا تمسّكتم بموقفكم؟ عليكم اختيار الرئيس الأقرب الى طموحاتكم في حال كنتم تريدون احداث التغيير في حياة الشعب اللبناني”.
اما ماذا سيحصل بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، فأجاب: “السؤال الأصح عما سيحصل وما كان يجب ان يحصل، اذ كان يجب على المعارضة ان تتحد حول مرشح واحد، فيما في الواقع سنشهد فراغا رئاسيا، لأن حزب الله والتيار الوطني الحر يعطلان عن سابق تصور وتصميم الجلسات لانهما لم يستطيعا التوافق على اسم للرئاسة”.
وعن كلام باسيل حول مؤامرة يقوم بها الرئيسان بري وميقاتي، نصحه جعجع بالتصويت لمرشحه في جلسات الانتخاب بدل الاكتفاء بالورقة البيضاء، معتبرا ان “باسيل هو مرشح “التيار” في الوقت الحاضر، وسيعلن عن مرشّح آخر بعد ان يفقد الأمل بوصوله”.
كما رأى انه “في أي وقت يمكن انتخاب العماد جوزيف عون، اذا أرادوا فعلا، ففي الواقع حين تتعطل انتخابات الرئاسة في كل العالم يكون التوجّه بالمبدأ نحو قائد الجيش خوفا من الاضطرابات الأمنية”، مضيفا: “وفق القانون، انتخاب قائد الجيش يحتاج الى ثلثي المجلس النيابي، بينما كأمر واقع سيصار الى التوافق على اسمه من 86 نائبا، كما حصل مع الرئيس السابق ميشال سليمان، وعندها يكون العدد كافٍ لتعديل الدستور. هذا السيناريو ممكن بعد التعطيل وفي ظل تدهور الحال في البلد”.
ولجهة عدم طرحه شخصية اقتصادية لسدّة الرئاسة، أوضح أن “مشكلتنا الاقتصادية ناجمة عن مشكلة سياسية، فالاقتصاد يحتاج الى مسار سياسي صحيح ينعكس تلقائيا وبشكل إيجابي على المستوى الاقتصادي”.
ردا على سؤال، ذكّر جعجع ان “القوات كانت أول من قام بمساءلة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عام 2017″، ولكن في الوقت عينه اعتبر ان “تبادل الاتهامات امر غير مجدي بل الأهم التوجه نحو خطوات عملية لحل المشكلة تبدأ بتغيير المجموعة الحاكمة، خصوصا انه في احسن الحالات موظف درجة أولى في الدولة اللبنانية، فيما هناك سلطة سياسية مسؤولة عنه”.
استطرد، “على سبيل المثال، يمكن لوزير المال في أي لحظة دعوة الحاكم المركزي لتنفيذ امر ما وفي حال لم يلبِ يدعوه للاستقالة. المشكلة تكمن في السلطة السياسية الفاسدة التي تصرفت بشكل غير مقبول ما أدى الى قطع علاقات لبنان العربية والدولية وهدر أموال الخزينة، في وقت أخطأ الحاكم حين نفذ قراراتها”.
وإذ أيد متابعة الحوار مع صندوق النقد الدولي شرط درس كل البنود بشكل مفصّل ليكون الحل مناسبا لوضع لبنان، أشار جعجع الى “إمكانية هذه الحكومة محاورة “الصندوق” على خلفية وضع لبنان الاستثنائي”.
وعن دعوة الرئيس بري الى جلسة الحوار، أبدى تخوّفا، عن حق، ان تكون جلسات الحوار الموازية لجلسات الانتخاب بمثابة تضييع للبوصلة في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى رئيس جديد للجمهورية. انطلاقا من هنا، أوضح جعجع ان “القوات اللبنانية تؤيد أي حوار شرط ان يصار داخل جلسة انتخاب الرئيس، في حال كانت قد تؤدي الى نتيجة، حتى لا يحاول البعض تطيير الانتخابات”.
ورأى ان “حزب الله رهينة باسيل في الانتخابات الرئاسية كما في الأمور الأخرى، أي انه اذا اصرّ على حقيبة الطاقة من جديد رغم ان اللبنانيين جميعهم من مسيحيين او سنة او شيعة “عايشين على العتمة” سيقبل بذلك، كون “الحزب” وخلافا لما يعتقد الناس ضعيفا سياسيا في لبنان ويحتاج الى حلفائه ليحكم البلد. ولمن يعتبر ان حزب الله يحكم البلد بسلاحه، أكد ان “هذا المفهوم خاطئ اذ يمكنه بسلاحه اغتيال عدد من الأشخاص ولكنه لن ينجح في كسب القوة السياسية”.
ردا على سؤال، لفت الى ان “حزب الله توجّه نحو قبول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بعد قيامه بـ”مسرحية المسيّرات” تحسبا لاحتمال تدهور الوضع الاقتصادي اكثر، رغم ان ايديولوجيته وادبيته كانت من غير الممكن ان تقبل بالترسيم مع “العدو الغاشم” و”الكيان الغاصب”، معتقدا ان بذلك بات يستطيع التنقيب في الحقول والمربعات التي تحتوي على نفط في الجنوب ما يجعله يطلب من الحكومة الاستدانة مسبقاً من الشركات المنقبة باعتبار انه اصبح لدينا نفط”.
جعجع الذي اعتبر ان “الاتفاق أفضل من اللااتفاق”، تساءل: “لماذا لم نبدأ التنقيب في الحقول الأخرى التي لا خلاف عليها مع إسرائيل؟”. اما عن عدم استقبال سوريا للوفد اللبناني، فأجاب: “بدن من عون كتير” فهو حتى لم يتجرأ على زيارة الأسد، ما يعني انهم رفضوا الزيارة لحسابات ضيقة، ولو انه مع النظام السوري لا ننتظر أي نتيجة”، وعلّق ممازحا: “على حزب الله ان يستخدم مسيّراته في حال لم تقبل سوريا ان تمنحنا حقوقنا في الحدود الشمالية كما استعملها لأجل الحدود الجنوبية”.
وفي الحديث عن إمكانية تحسن علاقة لبنان مع الدول العربية بعد انتهاء ولاية عون، رأى انه “صحيح ان المشكلة مع عون ولكنها أيضاً مع الطغمة الحاكمة التي ما زالت موجودة وممثلة في الحكومة الحالية، بغض النظر عن شخص الرئيس ميقاتي، وبالتالي لن تتغير نظرة العرب الى لبنان الا في حال انتخاب رئيس يتمتع بصدقية ويوحي بالثقة، من هنا أبلغت الدول العربية ولا سيما الخليجية منها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية عدم توقع أي امر إيجابي الا في هذه الحالة”.
وإذ تساءل عن كيفية مساعدة الدول الكبرى للبنان في وقت لم تلمس أي خطوة إيجابية من مسؤوليه رغم تدهور الوضع بشكل سريع منذ سنوات، أشار جعجع إلى أنه “لا يمكن اعتبار الشعب اللبناني رهينة هذه الطبقة السياسية بعد ان جددت فئة منه الثقة بها منذ اشهر، وبالتالي اذا الشعب غير مهتم بنفسه فكيف ستهتم به دول العالم”.
وطمأن انه في حال انتخب رئيس جدي وتشكّلت حكومة فعلية ستنهمر المساعدات العربية والدولية على لبنان ما سيساعدنا على الخروج من آتون الازمة خلال اشهر.
ولفت الى ان معظم اللبنانيين يستبعدون الأمل بالتغيير بسبب العدد الكبير من المسؤولين الذين لم يكونوا على قدر الثقة في الدولة، ولكن شدد على ان آداء المحقق العدلي القاضي طارق بيطار ورئيس مصلحة الشراء العام جان العلية مؤشر يبدد خوفهم ويبشّر بالأفضل، خاتما بالتأكيد ان “موقع رئاسة الجمهورية ما زال الأهم في البلد وان حزب الله “مش لاقط حدا على خوانيقو الا اذا هوي سمحلوا”.