بعدما قررت حكومة الرئيس مصطفى الكاظمي تمديد عقد الفيول العراقي مع لبنان لزوم معامل الكهرباء، وبعدما كان مقررا وصول شحنة أولى في منتصف الجاري من الكميات المتبقية من العقد القديم والمقدرة بنحو 180 الف طن، طرأت تطورات جديدة تتعلق بمواصفات "النفط الأسود" العراقي بما قد يؤخر وصوله الى لبنان فترة غير محددة، وتاليا يبقى لبنان غارقا في العتمة المستمرة في بعض المناطق منذ اسابيع. فالشركات العالمية ومنها الشركة الفائزة بمناقصة استبدال النفط العراقي بالفيول الثقيل والغاز الذي يستخدمه لبنان لإنتاج الطاقة في معامله، تفاجأت بنسبة الكلوريد الموجود فيه، وهي نسبة تتجاوز تلك المقبولة للاستخدام على نحو جعلها تطالب بخفض قيمته وهو أمر لم تقبل به الجهات العراقية. لكن وزير الطاقة والمياه وليد فياض أكد لـ"النهار" أن الجانب العراقي "أكد استعداده شفهيا لاسترداد كميات الفيول اذا ثبت انها تحتوي على نِسب مرتفعة من الكلوريد، وتاليا نحن ننتظر منهم اليوم تبلّغنا الموافقة الخطية على عملية الاسترداد لكي نبلغها بدورنا الى الشركة المعنية باستبدال زيت الوقود العراقي بالفيول المناسب لمعامل الكهرباء". وفي حال سارت الامور اليوم من دون أي معوقات جديدة، يؤكد فياض أنه "يفترض ألّا يتأخر وصول الشحنة أكثر من ايام معدودة". وإذ ثمّن "التعاطي الايجابي مع الاخوة العراقيين تجاه لبنان"، أكد فياض أهمية توقيع التجديد على العقد الذي تنتهي مفاعيله آخر الجاري، لافتا الى أنه "حتى الآن لم يتم تحديد موعد سفري الى العراق بغية التوقيع، ولكن في حال تعذر ذلك يمكن أن يتم التوقيع عبر المراسلة".