06-09-2022
محليات
أيها السيدات والسادة
ما يدعو للحيرة ليس عنوان كتاب الأب روحانا الأنطوني "الجمهورية الخامسة - الحلّ للمعضلة اللبنانية" بقدر التفكير في أحوال جمهورية كانت سِمَتها توالي الأزمات التي عصفت بها منذ فجر تأسيسها وحتى اليوم.
للمصادفة، شهد 1 أيلول 1920 إعلان دولة لبنان الكبير بصفته الكيان الأول لشكل النظام السياسي والدولة، أو تكوين الهوية الوطنية الخاصة خارج منطق الإمارة أو المتصرفية في جبل لبنان، بل ولادة دولة.
ما يدعو للتفكير حقا هو أحوال هذه الدولة في عصرنا الراهن إذ ينبغي بذل جهد كبير في التفكير حول مستقبل هذا الكيان في ضوء الأزمات الشديدة.
أيها الحضور الكريم
بين دفّتَي الكتاب بأجزائه وفصوله المتعددة، استوقفني البعد الفلسفي كما الدستوري عند المؤلف خصوصا في تشريح المسألة اللبنانية عبر أطر غير مألوفة أبرزها ما جاء في الصفحة 40 عند طرح السؤال الصعب "أي لبنان نريد؟"، بخاصة في ضوء الواقع المأساوي والأفق المسدود. ورغم ذلك لا ينبغي لنا الركون لنظرية العدم وحتمية التلاشي.
ما استوقفني هو الاستنتاج بأن الاحتفاظ بالتراتبية الطبقية التحاصصية في نظام الجمهورية تعني حتمية الفشل، وبالتالي إعادة السؤال بصيغة مختلفة وهو كيفية تفادي هذا العقم؟
في هذا المجال، طرحُ الحلول مهمّة شاقة بل مستحيلة أمام الاستعصاء السائد، لكن ينبغي الإشارة بأن العقم ليس من طباع هذا المكون البشري الذي سكن الجبال منذ آلاف السنين وعاصر حضارات مختلفة. العدم ليس قدرا وينبغي العمل على إرادة وطنية صلبة.
في الختام
من باب الانتماء الوطني، وقبل المسؤولية الوزارية، أدعو إلى إعطاء هذا الكتاب الأولوية القصوى في الدراسة والتفكير، والمناقشة، من منطلقات عديدة. فالصيغة اللبنانية باتت تتطلب إعادة نظر في كل شيء، وينبغي علينا جميعا ألا نستسلم للعقم الفكري والثقافي والاجتماعي.
عاش لبنان الذي اختارنا مواطنين على أرضه
شكرا للأب ميخائيل روحانا الأنطوني على نتاجه الرائع، وشكرا لحضوركم.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار