30-08-2022
محليات
|
المركزية
باشر حزب الله في الايام الماضية حملة سياسية - اعلامية، فحواها ان الولايات المتحدة تريد رئيسا تابعا لها في لبنان وأن لا بد من منع انتخاب رئيس كهذا، يفرّط بالسيادة اللبنانية ويقدّمها هدية لواشنطن ويضحّي بها على مذبح المصالح الاميركية والاسرائيلية.
في هذا الاطار، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق امس أن أولوية حزب الله هي وقف الانهيار وتخفيف معاناة اللبنانيين الحياتية والمعيشية، ولكن أولوية أتباع السفارتين الأميركية والسعودية، هي الاشتباك السياسي والتحدي وأخذ البلد إلى المواجهة السياسية. وشدد على أن التدخلات الأميركية في الاستحقاق الرئاسي، انتهاك فاضح للسيادة اللبنانية، ولها نتيجة وحيدة، هي تعقيد الاستحقاق. ولفت الى ان لبنان المقاومة والكرامة لن يسمح للسفارة الأميركية ولا لكل السفارات الأجنبية، أن تغيّر شيئاً من هوية ودور وموقع لبنان، ولن يأتي اليوم الذي يكون فيه لبنان تابعاً لعرب التطبيع.
واذ تحدث رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين باللغة عينها امس ايضا قائلا "سنسعى لعدم الوقوع في الفخ الإسرائيلي والأميركي"، لفت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد السبت إلى "أنّنا اليوم نواجه مشكلة سياديّة في هذا الوطن وأنّ هناك أعداء يريدون نزع السيادة أو أن ينتقصوا منها ونحن معنيون بأن نحفظ سيادتنا لأنّها جزءٌ من كرامتنا الوطنية والإنسانية والأخلاقية ولأنّها تساعدنا على حماية ثرواتنا". وشدَّد رعد على أنَّ "رئيس الجمهورية اللبنانية هو الذي يوقّع الإتفاقات والمعني بالتفاوض مع الآخرين، إمّا أن يكون لدينا رئيس قوي يلتزم فعلًا بالسيادة الوطنية ويُدافع عنها ويضحّي من أجلها، وإمّا أن يكون لدينا رئيس مبرمج من أجل أن يوقّع إتفاقات مع الذين يريدون أن ينتقصوا من سيادتنا وهذا هو أفق المعركة الرئاسية ونأخذُها من هذا البعد وليس من بُعد تسمية فلان أو فلان".
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فإن هذه المواقف تثير اكثر من علامة استفهام خاصة وأنها لا ترتكز بعد الى اي معطى حسّي واضح. فحتى اللحظة، لم يسجّل ايُ كلام او حركة، لا اميركية ولا عربية او غربية، يدلان على تدخّلٍ من الخارج في الاستحقاق اللبناني الرئاسي، بل ان انعدام هذه المواقف، نافرٌ، ويوحي بأن العواصم الكبرى لا تولي بعد الانتخابات المرتقبة، الاهتمامَ اللازم.
غير ان الأخطر في ما يقوله حزب الله، هو انه يمهّد لفرض أمر واقع رئاسي خطير، في المرحلة المقبلة. فالضاحية دائما ما تعتبر كلّ شخص لا تسمّيه هي او ترتاح له، عميلا او خائنا او مفرّطا بالسيادة. وهذا يعني، ان اي شخص سيتفق عليه المعارضون للعهد والحزب، اذا لم يحظَ ببركتها، سيُصنَّف من قِبلها، كـ"مرشّح أميركي في لبنان مشروعُه الانقضاض على المقاومة ونزع سلاحها والتطبيع مع تل ابيب وتضييع ثروات لبنان النفطية". ومن هنا، لن يسمح الحزبُ بانتخابه وسيفعل كل ما يجب لمنع حصول الاستحقاق وسيستمر في التعطيل الى ان يضمن وصول مرشّحه هو الى بعبدا. هكذا يُفسّر عمليا موقف الحزب وهذا ما يفسّر اصراره على وجود حكومة كاملة الصلاحيات ولو كانت الحكومة الراهنة عبر تعويمها كما وهذا ما دعا اليه رعد امس، تتابع المصادر، فإما يأتي الحزب برئيس من فريقه او لا انتخابات، فأهلا بالفراغ؟!
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار