25-08-2022
لكل مقام مقال
|
اينوما
تهديدات فوق العادة، فمطلقها ليس ناشطا سياسيا او اعلاميا او صاحب رأي او مدافعا عن حقوق الإنسان. مطلق التهديدات مواطن سعودي مدان بجرائم ارهابية في بلاده وفار الى لبنان حيث يقيم متنقلا بين مناطقه مُلتقِطاً استعراضياً الصور مع مسؤوليه وسياسييه وكأن ثمة من قبل اوراق اعتماده سفيرا للإرهاب في بيروت.
وقبل الغوص في مضمون التهديدات بحق سفارة المملكة العربية السعودية وسفير الأخلاق وليد البخاري، لا بدّ من سؤال يوجّه الى الدولة اللبنانية والمسؤولين فيها وهو : هل اصبح لبنان مقراً للملاحَقين والمتَّهمين والمُدانين بتُهم الارهاب في دول شقيقة كالمملكة العربية السعودية؟
إذا كان الجواب لا، فَكيف يُقيم علي هاشم في لبنان متمتعاً بحريته التامة ممارساً نشاطا "سياسيا" مُجاهراً بمواقف ارهابية مُعادية للمملكة؟
واذا كان الجواب نعم فكيف يقبل المسؤولون وفي مقدّمتهم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية بهذا؟ وفي كل بياناتهم وتصريحاتهم العلنية يقولون عكس ذلك
واذا كان موقف رئيس الجمهورية معروفاً،وذلك بسبب تحالفه الظاهر والواضح مع حزب الله، فما حقيقة موقفَيْ رئيس الحكومة ووزير الداخلية وهما لا يتركان مناسبة الّا ويؤكدان فيها العلاقةَ التاريخية مع المملكة؟
بالعودة الى مضمون، التهديدات الارهابية التي احتواها التسجيل المنتشر لعلي هاشم والتي توجه فيها بالتحديد الى سفارة المملكة في بيروت والعاملين فيها وعلى رأسهم السفير وليد البخاري، فإن هذه التهديدات لا يمكن القبول بها لا بالشكل ولا بالمضمون إذ إنّها لم تأتِ مطلقاً في معرض التعبير عن الرأي ولم تصدر أصلاً عن صاحب رأي بل عن مُدانٍ بجرائمَ ارهابية.
أما بالنسبة الى من تطالهم هذه التهديدات وعلى رأسهم السفير المتميّز دائما وليد البخاري فلا بد من التوقف عند شخصية البخاري الخَلّاق بأخلاقه الذي كان خيرَ ممثِّل للمملكة في بيروت من خلال ثقافته الواسعة وانفتاحه على الجميع وكونه السفير الراقي الأديب الذي أعطى العمل الدبلوماسي نفحةً ادبية انسانية طالما افتقدها.
يبقى ختاماً التأكيدُ أن إدانة التهديدات بحق المملكة ومطلقيها والساكتين عنها ليس انحيازاً الى محور على حساب آخر، بل انحياز الى لبنان الدولة الذي تربطه بالمملكة العربية السعودية علاقاتٌ تاريخية راسخة لا يمكن لأيّ لبنانيّ مسؤول التفريط بها
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار