14-08-2022
محليات
|
الديار
رضوان الذيب
رضوان الذيب
وشن العريضي اعنف هجوم على المنتقدين للاجتماع وتحديدا القوات اللبنانية و١٤ اذار الذين «لم يتعلموا وما زالوا في الماضي» ووصف ادارة ١٤ اذار السيئة للملفات بأنها
الاسوأ، داعيا هؤلاء الى الحوار وتعلم كيفية القيادة التي يمارسها وليد جنبلاط باحترافية، ودان العريضي كل الاتهامات ورد عليها، وقد طالته على خلفية انه «مهندس العلاقة مع حارة حريك».
وصف الوزير السابق غازي العريضي لـ «الديار» الاجتماع بين وليد جنبلاط وحزب الله بالصريح جدا، تناول كل القضايا الاساسية، ومدركون منذ فترة طويلة عندما أتفقنا على تنظيم الخلاف، ان ثمة قضايا موضع خلاف جوهري، لكن يجب ان نحترم بعضنا بمعنى ادارة هذا الخلاف، لأن ثمة الكثير من القضايا الداخلية الهامة الاساسية الداهمة والصعبة التي تعنينا جميعا، يمكن ان يكون تعاون بيننا لمناقشتها وأيجاد السبل الكفيلة لأنقاذ البلد من مخاطرها وتداعياتها، لذلك كان النقاش صريحا، وليد بك، طرح كل ما لديه من هواجس حول هذه القضايا من اسئلة ومن اراء، والحاج حسين كانت أيجاباته ايضا تحت سقف التقدير لما أبداه وليد بك، وشرح مواقف حزب الله بكل صراحة، وأعتقد ان ما قيل بعد اللقاء هو خير معبر عن الرغبة المشتركة كما قال الحاج حسين في مناقشة هذه الامور وامكانية التفاهم حولها، هذا واجب وطني لبناني.
* الى ماذا تطرق اللقاء، وما هي الملفات التي تمت مناقشتها؟
-اجاب العريضي: في موضوع رئاسة الجمهورية، البادئ بالكلام كان وليد بك لناحية الحديث عن المواصفات، ولم تكن المرة الاولى التي يتحدث في هذا الامر، نظرا للظروف السائدة في البلد، بمعنى موا صفات الرئيس، التركيز على المسائل الاقتصادية التي تحتاج لتفاهمات لبنانية واراء وبرامج وأفكار، هذه لايمكن ان تقر من جانب فريق واحد، في النهاية مجلس النواب هو من سينتخب رئيس الجمهورية، لكن المسألة لها شق سياسي من جهة ما يخص البرامج والافكار التي يجب ان تناقش ،لكن المهم ان لاتذهب الامور الى الفراغ، هذه النقطة ركز عليها وليد بك كثيرا، وامكانية التفاهم على شخصية لاتشكل نوعا من التحدي للمرحلة، للذهاب بروحية العمل المشترك في المؤسسات لمواجهة الازمات وبشكل خاص الازمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية التي تشكل الهموم المشتركة للبنانيين.
وتابع: أعود الى التذكير بمسألة كنت أكررها وقائمة على معادلة «هموم اللبنانيين واحدة لكن الاهتمامات ليست واحدة» الا يستحق هذا الامر ان يكون هناك مبادر لتقريب وجهات النظر لتكن الاهتمامات واحدة، هذا واجب في كل الحالات، وحزب الله أكد انه لايريد الفراغ.
تشكيل الحكومة والسلاح
تابع: كما سأل وليد بك عن دعوة السيد حسن نصرالله الى تشكيل الحكومة ،وكان الجواب من الحاج حسين بالتأكيد على رغبة الحزب الهامة بتشكيل الحكومة، لكن الازمة السياسية المستعصية قد لاتصل الى ذلك، وهذا واقع يعيشه الجميع، وبالنقاشات كان هناك وقفة عند هذه القضية.
سلاح حزب الله
اما في موضوع سلاح حزب الله، قال العريضي: لم نتطرق الى هذه المسألة، ولم نناقش هذا الامر، وكما سبق وذكرنا منذ زمن طويل، موضوع السلاح والتدخل في سوريا وبعض المسائل الجوهرية الاساسية اعتبرناها في خانة الخلاف الذي يجب تنظيمه، وان لاينعكس على القضايا الاخرى التي اشرنا اليها اضافة الى مسألة الاستقرار في البلد، واليوم أمام الازمة المعيشية الخانقة التي قد تصل الى مرحلة من الفوضى، وهذا أمر مقلق قد يحتاج الى جهود الجميع لمعالجته.
الترسيم
اضاف: الامر الاساسي التي تم التطرق اليه هو موضوع الترسيم لناحية التأكيد على تثبيت حق لبنان بغازه والموقف اللبناني الموحد على قاعدة ما تم التوصل اليه بين الرئيس نبيه بري والموفد الاميركي في انتظار الجواب الاسرائيلي، لكن السؤال الذي طرح، ما هي الاحتمالات المرتقبة اذا كان موقف الحزب تدعيم المفاوض اللبناني، وهذا الامر أكد عليه حزب الله، وهنا سأل وليد بك عن مدى ارتباط ملف الترسيم بالملف النووي الايراني، فرد الحاج حسين، هذه المسالة منفردة ومتصلة بحقوق لبنان ولاعلاقة لايران بالموضوع، قرارنا واضح لجهة الوقوف مع الدولة وورائها، ولم نتدخل في المفاوضات والاحداثيات وما شابه، وهذا ترك للمفاوض اللبناني ووصلنا الى حلول متقدمة.
وتابع: الكل ينتظر الجواب الاسرائيلي؟ وعندها طرح وليد بك السؤال التالي: اذا رفضت اسرائيل الطلب اللبناني، ما هو العمل؟ هل سنذهب الى الحرب كما قال السيد حسن نصرالله؟ كان الجواب، اننا لانريد الحرب ولانريد الذهاب الى الحرب، لكننا لانستطيع في هذه الحالة ان نرى الاسرائيلي يستخرج الغاز ويتمتع بالخيرات والطاقة وكل الامكانيات، ولبنان محروم من الحصول على حقوقه، وحسب التجارب مع العدو الاسرائيلي والقرارات الدولية، لايمكن الرد على الاسرائيليين الا باستخدام كل الاسلحة المتاحة في مواجهته، اما نصيحة وليد بك، كانت الاستمرار بالتفاوض ومحاولة تجنب الحرب، وكان رد الحاج حسين، نحن لانريد الحرب، لكن اذا وصلنا الى هذه النقطة لايكون امامنا الا هذا الخيار.
* هل ما جرى يؤشر الى تحالفات جديدة وهل هناك اجتماعات أخرى ؟
- ليس ثمة تحالفات في لبنان، الوحيد الذي ارسى تحالفات سياسية قائمة على برامج محددة في تاريخ العمل السياسي في لبنان هو المعلم الشهيد كمال جنبلاط، كل ما جرى بعد ذلك تفاهمات او لقاءات ظرفية تجمع قوى سياسية حول عناوين محددة، لكن لم تصل الامور الى مستوى الحركة الوطنية اللبنانية وطرح البرنامج المرحلي للاصلاح السياسي في لبنان الذي شكل القاعدة لعمل وطني جامع يحمل رؤية لمستقبل البلد.
واستطرد العريضي: سم لي فريقين سياسيين متحالفين، كلمة تحالف كلمة كبيرة، يبقى الاتفاق على برنامج سياسي متكامل، خصوصا عندما تكون الامور في بلد مثل لبنان، في ظل ما سنشهده ونعيشه اليوم، لذلك لانبالغ بالسلبي ولا بالايجابي، يعني لابالعداء ولابالقطيعة ولابالشتيمة ولابالتخوين ولابالاحقاد لأنها كلهاعناوين مدمرة، نحن ابناء وطن واحد، نحن شركاء في هذا الوطن، لايستطيع احد ان يلغي احدا، ولايستطيع احد ان يكسر احدا، المشكلة ان بعض اللبنانيين لايريدون ان يتعلموا مما جرى، لبنان في الاساس يعلم من لايتعلم، الديبلوماسيون الاجانب الذين يأتون الى لبنان ويعيشون فيه، عندما يتم تخييرهم في الخارج بين ان يذهبوا الى لبنان او الى دولة كبرى، يختارون لبنان، والسبب، ان لبنان مدرسة سياسية متنوعة بالاضافة الى خصوصية تركيبته ونظامه وموقعه الجغرافي والسياسي في المنطقة.
اضاف: من لبنان تقرأ كل العالم اذا أردت، ولبنان تقرأ من الخارج، انت بحاجة الى قيادات سياسية تقرأ الخارج بواقعية وليس بتمنيات، وتقرأ المعادلات بواقعية على اساس الامكانيات والقدرات المتاحة، وليس بالامنيات، لذلك لا يمكن الحديث عن تحالفات، هناك مرحلةجديدة وسعي ورغبة وعمل مشترك لمعالجة الهموم الواحدة التي يعيشها اللبنانيون، هذا في حد ذاته أمر مبارك، ويجب ان تبقى قنوات الحوار مفتوحة بين الاطراف السياسية في لبنان.
الموقف من القوات و١٤ آذار
* هناك من أعتبر اللقاء موجها ضد القوات اللبنانية و١٤ اذار؟
- وليد جنبلاط اعتقد أنه أكبر من هذه اللعبة والحسابات الصغيرة، عندما نقول الحوار مع الجميع، يعني الحوار الشجاع الصادق والواضح، ونقول ذلك في الاعلام، و»الاخوان» في حزب الله ذهبوا وعمموا بعض ما جرى في الاجتماع، الذي يخشى حوارا مع الاخر هو من يشكك بنفسه وقدرته على تفسير منطقه، ويشكك بقضيته، اذا تحاور فريقان مع بعضهما البعض، هل هذا يعني ان هذا الفريق تحول أو تغير، لا حزب الله هو الحزب الاشتراكي ولا العكس، لكن السؤال المطروح: هل اسقطنا القواسم المشتركة بين اللبنانين؟ هل نقر أن هناك همومامشتركة يعاني منها كل اللبنانين، جميع اللبنانين يعانون من مشاكل الكهرباء والمياه والنفايات والدولار والودائع والمدارس «ستة انواع صرف للدولار» هل هذا ينطبق على فريق من اللبنانين أم يشمل الجميع؟
* يعني ما قام به وليد جنبلاط ليس انقلابا سياسيا على مواقفه الماضية وعلى ١٤آذار وتركهم في منتصف الطريق؟
- هذا قصر نظر في فهم ومعرفة وليد جنبلاط، مع احترامي وتقديري لأصحاب الآراء وحقهم في ابداء آرائهم، المسألة الوحيدة التي لا نقبلها، نبش القبور والعودة الى ماض رغم أننا نتغنى جميعا بالمصالحة، من حق اي انسان ان يقول ما يشاء لكن عبر نقاش جدي علمي، فكري، بالاستناد الى وقائع ملموسة.
وتابع: وليد جنبلاط لا يعمل عند أحد، ولا يعمل لدى أحد، وان كان ثمة من يتوهم انه بمجرد أن يطلق إشارة سياسية ما، سيلحق به وليد جنبلاط هو واهم واهم واهم، أي يكن هذا الاحد، المسألة ليست مسألة مزاج، وليست مسألة انقلابات وما شابه، إذا كان البعض يتوهم ان مفهوم التفاهم أو اللقاء مع وليد جنبلاط يعني انه عليه قبل ان يتنفس سياسيا او ان يطلق موقفا سياسيا أو أن يبدي رأيا سياسيا او ان يقوم بحركة سياسية عليه واجب التشاور وسؤال خاطر «فلان او علان» أو «هذا أو ذاك» هو مخطئ وواهم.
العلاقة مع السعودية
حتى مع المملكة العربية السعودية؟ فرد العريضي قائلا: العلاقة مع السعودية تدار بطريقة راقية جدا، ولا يحملنا احد السعودية شيئا في هذا المجال، وليد جنبلاط يقول رأيه مع الجميع وامام الجميع، لكن انا اتحدث في اللعبة السياسية الداخلية، وعن الداخل الذي قال هذا الكلام، السعودية لم تقل ان جنبلاط انقلب، ولاحذرت من أي امر اطلاقا، ونحن نعرف كيف نقوم بحركتنا، وكيف نشرح موقفنا انطلاقا من ايماننا بقضيتنا وقدرتنا على شرحها وتفسير ما نقوم به، انا أتحدث عن اللعبة الداخلية.
اضاف: في لبنان هناك مرض مصاب به العالم، أحد المفكرين الكبار الان ديكو كتب كتابا عنوانه «نظام التفاهة» ثمة في لبنان من ينتمي الى نظام التفاهة ،الكاتب العظيم ماريو براغاسوسا، كتب كتابا عنوانه «حضارة الاستعراض» وحذر من الاستعراضية والسطحية في مقاربة الامورعلى مستوى العالم من قبل من يمسكون بقرارات العالم، في لبنان أستعراضات لاتعد ولاتحصى مع ملاحظة متواضعة، «لا نجد موهوبا في الاستعراضات كما نرى في الفنون والابداعات»، بل على العكس، سطحية، تبسيط، دون الدخول الى عمق المسائل، نكهة وليد جنبلاط انه ظاهرة في الحياة السياسية اللبنانية، هي المعبر عن هذه الشخصية الاستثنائية في العمل السياسي المحترف، هذا أبن جنبلاط ؟ هذا وليدجنبلاط ؟ وبالتالي هو من الذين يقرأون وبدققون ويتابعون ويتعلمون ويخطئون، وعندما يخطئ يقول انا أخطأت، ويتعلم من الخطأ وهكذا دواليك، ولهذا السبب أقول: ليخرج هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام من دائرة السطحية والتبسيط والاستعراض.
وتابع: حق الانسان ان يقول ما يشاء وهذا حق محترم، وقد يعبر عن وجهة نظر قد نختلف معها وقد نتفق، لكن لايعتقدن احد ان بأمكانه استخدام رسائل ما لايستطيع غيره استخدامها، اذا أتهمت غيرك يتهم؟ اذا شككت غيرك يشكك ؟ تشتم لاسمح الله غيرك يشتم؟ تقوم بحملات استنسابية على مواقع التواصل الاجتماعي فغيرك يستطيع استخدامها وهي مفتوحة، الامور لاتعالج في هذه الطريقة، بل تعالج في النقاش المباشر، من لديه مبادرة او فكرة أو اعتراض أو رأي ، ومن هو حريص على علاقة مع وليد جنبلاط المختارة موجودة، وكليمنصو موجودة ،فليتفضلوا للنقاش واهلا وسهلا.
* سئل العريضي، هل الاستعداد للحوار ينطبق على القوات اللبنانية ايضا؟
- عندما نقول اننا نرفض القطيعة، هذا يعني الحوار مع القوات وغير القوات، هذه اطراف سياسية موجودة في البلد، ونحن نبادر، ثمة نقاش مع الكتائب ومع القوات وغيرهم، واذا كان لدى الاخر أي فكرة فليتفضل، نحن جاهزون، لكن الامور لا تطلق فقط في الهواء، وليد جنبلاط موجود، عنوانه معروف، موقفه واضح تفضل للنقاش.
* يعني اللقاء مع حزب الله من اجل فتح ابواب الحوار وليس له علاقة بالملف الرئاسي؟
- موضوع رئاسة الجمهورية كما قلت، كان بندا من البنود التي تم النقاش فيها، وكل اللبنانيين يتحدثون عن الاستحقاق الرئاسي وما جرى في هذه الحدود فقط، أما الذهاب الى تبسيط الامور والمسائل والقول ان الاجتماع، أو ان قضية من هذا النوع موجهة ضد « فلان أو علان « هذا أمر غير مقبول وسطحي، من يريد ان يبسط الامور ويتصرف بالسطحية وفي مثل هذه الطريقة الاستعراضية كما أشرت، هذا شأنهم، ووليد جنبلاط أكبر من هذه اللعبة، وهذه الحسابات، ومن لديه قدرة على فهم جنبلاط، يكون ذلك «نعمة من الله سبحانه وتعالى».
* هل هناك لقاءات أخرى مع الحزب؟
- كما قلت لكم هم سيأتون، بعد ان ينقلوا ما دار في الاجتماع الى سماحة السيد حسن نصرالله، سنعود الى الحوار، واللقاء لن يكون يتيما، والامر الطبيعي ان نلتقي مجددا.
الموقف من ١٤ اذار
ثم عاد العريضي الى الحديث عن ١٤ اذار، وقال: أتمنى على الذين يتحدثون عن ١٤ اذار، ان يراجعوا حساباتهم وانفسهم من دون استثناء، وان يراجعوا تلك المرحلة ويفتحوا الاوراق كما هي، في مرحلة ١٤ اذار، كنت أقول بالمراجعة اليومية لكل الامور، خضنا تجربة جيدة، وقضية ١٤ اذار هي من أنبل القضايا بعد أستشهاد الرئيس رفيق الحريري، لكن ادارة ١٤ اذار للملفات من اسوأ انواع الادارة، ثمة تلازم في الحياة بين الارادة والادارة، لايكفي ان تكون لديك الارادة رغم أهميتها للدفاع عن قضية ومشروع، ولكن الادارة الخاطئة لكثير من الامور أدت الى الكثير من الخسائر والمشاكل، والامثلة لاتحصى ولاتعد، نحن قمنا بواجب ودور نفتخر به ونعتز، هذا جزء من تاريخنا، وقال وليد جنبلاط بشجاعته المعهودة «هنا أخطأت وأتحمل المسؤولية « فلا يأتي احد لاعطائنا دروسا في هذه المسألة أي يكن هذا الاحد قريبا او صديقا، فلنذهب كل منا الى المناقشة المفتوحة لهذه الامور، وكل شيء موثق ومكتوب ولكل المراحل.
اضاف: من ينبري الان لمشاريع أو افكار او ممارسات معينة يرغب القيام بها هذا شأنه، ومن حقنا الطبيعي أن نقول رأينا، نوافق أو لا نوافق نقبل أو لا نقبل.
اللقاء مع السفيرة الاميركية
وعن موضوع اللقاء مع السفيرة الاميركية قبل الاجتماع مع الحزب، قال العريضي: ليس اللقاء الاول ولن يكون الاخير، وليد جنبلاط يتحدث مع السفيرة الاميركية وكل السفراء بشجاعة أدبية، يطرح كل ما لديه من هواجس وأفكار وآراء، والتقى مع حزب الله، وكان الموعد متفق عليه منذ فترة وليس كما قيل في بعض وسائل الاعلام، واستخدام الخيال الواسع عند البعض، كيف حصل اللقاء وماذا جرى؟ الاجتماع كان متفق عليه منذ فترة والموعد متفق عليه ايضا، وترك دون إعلان، والكل بدأ يتساءل، ماذا يريد وليد جنبلاط الذي خرج وقال في العلن ماذا يريد؟ وأعود وأقول عندما تكون متمسكا بقضيتك، ورأيك السياسي واضح ومقتنع به وواثق من نفسك وتعرف ماذا تريد لا تخشى حوارا مع الآخر، أي شخص يرفض حوارا مع الاخر يعبر عن ضعف، لكن أحيانا تكون الامور وصلت الى حدود معينة من الخلاف بين طرفين تحول دون لقاء هذا بذاك، لكن في المبدأ، لا غنى عن الحوار حتى القوى المختلفة حاليا في العمق تتحاور في المجلس النيابي، وفي الحكومة، ويتم اقرار القوانين والمراسيم من كل الافرقاء ويدرسون كل الامور، لكن الناس لا تعيش حالة عداء وقطيعة، العداء والقطيعة لا يمكن ان يملئ الا بما نشهده على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتجربة للأسف تكبر الامور في لبنان إلى مستويات عالية ونذهب في خطابنا السياسي الى أقصى أنواع التحديات والتهشيم والكلام الخطير بحق بعضنا البعض، ثم في لحظة ما سنلتقي حول أمر ما ولا أحد يستطيع الادعاء أنه خارج هذه العملية حتى على المستوى الداخلي، الم يكن هناك لقاءات بين عون والقوات «وبينهما ما صنع الحداد» وتوجت باتفاق معراب الذي وصف بالانجاز العظيم وانتخاب الرئيس القوي، وفجاة عدنا الى فتح دفاتر الماضي بكل احقادها، نحن محكومون بالعيش مع بعضنا البعض، أردنا ان نطوي صفحة الماضي فليكن، تعالوا للبناء بروحية جديدة نتعلم منها، البعض يعتقد انه هذا لبنان، والامور لا تحل فيه على البارد بل على «الساخن» (الحامي) يعني انه لا مخرج من هذه الامور إلا بحماوة تؤدي الى دماء ومشاكل، ما فينا هيك، اذا حصل هذا في السابق يجب ان نتعلم منه ولا يجب أن نكرره، ولا أحد يستطيع ان يستدرج أحدا إلى هذه اللعبة ويخرج رابحا،هذا وهم، فإذا كان ثمة من يفكر في هذه الطريقة التي فيها من السطحية ما يصل درجة الخطورة فهو حر، وكما قال وليد جنبلاط التعصب والجهل يعميان.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار