مباشر

عاجل

راديو اينوما

قوة لبنان في شعبه ودولته

24-07-2022

مقالات مختارة

الكاتب: عماد حداد يحاول بعض الوافدين إلى منطق المقاومة حديثاً كسر جميع المفاهيم والقيم والأدوار التي ساهمت في نشوء كيان لبنان الكبير وتحريف رسالته وقلب جميع الأسس والمبادئ المتعارف عليها دولياً وفي قواميس اللغة حول معنى القوة، وحتى في محاولة هذا البعض، وفي طليعته "حزب الله"، الإيحاء بأن قوة لبنان في ثلاثيته "جيش وشعب ومقاومة"، فهو يغفل عن ذكر ضعف الركيزتين الأولتين أي الجيش والشعب.

الجيش القوي في تصميمه وتدريبه وإمكانيات أفراده القتالية واندفاعهم وتنوّعهم الطائفي والمناطقي على مساحة الوطن، لكل الوطن، والضعيف في تسليحه وتمويله وغياب الدعم الدبلوماسي المفترض أن تقدّمه الدولة التي تؤمّن لجيشها مقومات المواجهة والصمود. فعجز الدولة عن تأمين هذه الركائز لجيشها الوطني هو بسبب الجيش الفئوي الرديف الذي يشكّله "حزب الله" وفقاً لأجندته الخاصة ورؤيته لكيفية استخدام قوته من دون التنسيق مع الدولة ولا انتظار رأيها كما حدث مؤخراً في مسألة المسيرات وكلام نصرالله حول هذا الشأن والذي لا يعطي أي اعتبار للمسؤولين في الدولة الذين يدورون في فلكه، مما تسبب بفكّ الإرتباط بين الدولة اللبنانية بمؤسساتها الشرعية وبين المجتمع الدولي. فهل يعتقد السيّد أنه أقوى من الفوهرر ليحارب العالم وينتصر عليه، هذا الوهم له تفسير في القاموس يدعى "القوة الغاشمة".

أما الركيزة الثانية، أي الشعب، فهو في أضعف حالاته فاقداً للأمل، تائهاً خلف مستقبل لا يرى أفقه، لاهثاً خلف تأمين سعر صفيحة محروقات وباحثاً عن الدواء والخبز والغذاء، كرامته مغتصبة، راتبه مسخرة، الخارج منهم إلى عمله مفقود والعائد مولود بتشوّه معيشي ووطني لم يعد له ما يواجه المرض إلا الدعاء، فيما دولة الممانعة غائبة عن الحد الادنى من حقوقه وحاضرة في مآسيه إلى أقصى حد وأقسى السبل.

أما "المقاومة" وقوتها وهي بالفعل أسوأ المقاومات التي شهدها لبنان في تاريخه نتيجة جغرافيته الطبيعية والسياسية والتي أبدع اللبناني في مواجهة تلك التحديات من دون تمنين ومن دون تردّد في كل مرة تعرّضت فيها حريّته، قبل أرضه، للمخاطر من أي جهة كانت، وتجرؤ هذه "المقاومة" الزائفة في توجيه اتهامات العمالة لكل من يرفع الصوت ضد ممارساتها وانفلاتها ولامبالاتها بمصلحة جيش لبنان وشعبه، نقول لهؤلاء أنهم ليسوا بموضع تقييم الآخرين مهما مارسوا بطشهم وطيشهم، لسبب بسيط بجوهره، تمسّك الشعب اللبناني بحريته التي تسمو على كل ما يمكن أن يحظى به من مكاسب ورغد عيش، فكيف يتوقّع "حزب الله" من الشعب اللبناني التخلّي عن الحرية مقابل الوضع المذري الذي يعيشه نتيجة هذه المقاومة الجوفاء، نعم جوفاء.

إنطلاقاً مما سبق وبلمحة سريعة ومختصرة عن تاريخ لبنان على هذه "المقاومة" أن تدرك أنها مرحلة عابرة ولحظة تخلّي وكبوة لبنانية ستنتهي بعودة الحق إلى أصحابه الأصليين، وسيكون مصير غزاة الداخل شبيه بمصير جميع الغزاة، بشكل أو بآخر، وستعود قوة لبنان بدولته وجيشه وشعبه. وإذا كانت الشعوب تتعلّم من أخطائها، فالخطأ الأول الذي يجب أن يأخذ الشعب اللبناني الدرس منه هو خطأ "حزب الله" بأجنحته المتعددة وجميعها سيئة وقاتلة.

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.