مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

لا تقسوا على الحريري

17-07-2022

مقالات مختارة

سلمى حجازي

<p>صحافية</p>

أبدى قيادي سابق في تيار المستقبل رأيه في التطورات التي رافقت اعتكاف الرئيس سعد الحريري مستذكراً بعض المحطات التي تشير إلى شخصية النجل الوريث للرئيس الشهيد رفيق الحريري للدلالة على الأسباب التي أوصلت تيار المستقبل إلى العقم في العطاء بعد قمة الإنجازات التي تربّع على عرشها الرئيس الشهيد طيلة إمساكه بالطائفة السنيّة وطنياً ونقلها إلى المحور السيادي، الحر والمستقل مزايداً على أعتى السياديين من دون إظهار المنحى الطائفي في مسيرته، وحتى استشهاده الذي أزهر موقفاً وطنياً جامعاً نادراً في "ثورة الأرز" التي أطاحت بعقود من الإحتلال السوري للبنان.

 

بالعودة إلى الشيخ سعد الحريري الذي ورث على حين غفلة إرثاً سنياً ووطنياً لم يكن مهيئاً له، ومع اغتيال بعض الشخصيات المقرّبة التي رافقت الحريري الأب، أبعد وابتعد الإبن عن المخضرمين من رفاق الرئيس الشهيد وأحاط نفسه بمستشارين في أعماله وفي عمله السياسي لم يكونوا على قدر التحديات لمواكبة التغيير الجذري الذي فرضه اغتيال والده، وسرعان ما بدأت الأخطاء تأكل من رصيده في الأعمال كما في السياسة وصولاً إلى خطأ الإعتكاف، أقله في الشكل والتوقيت، وهذا ما أدّى إلى أذىً كبير طاول الطائفة السنية كما الساحة الوطنية بعد الأذى الذي تسببه خيار التحالف مع التيار الوطني الحر وعلى رأسه صديقه جبران باسيل في انتخابات العام ٢٠١٨ التي أدت إلى سيطرة "ح ز ب الله" على الغالبية النيابية ليبدأ مسلسل وضع الشروط عليه من العهد وتياره فتحوّل إلى أسير للتسوية الرئاسية بإذعانه لتلك الشروط بعدما كان شريكاً فيها.

ما قبل به الحريري على طاولة مجلس الوزراء رفضه الشارع السني والقيادات المرجعية للطائفة باعتباره مسّاً بصلاحيات موقع الرئاسة الثالثة التي لا يملك أحد حق التنازل عنها، في هذا الوقت بنى الحريري قصوراً من رمل انهارت تحت وطأة عدم الإنجاز وتبخّرت الآمال التي جاء بها الحريري مزهواً من "باريس ٣" وطارت الوعود بمئات آلاف الوظائف التي راهن عليها لتحقيق النمو والإزدهار ليبدأ بعدها مسلسل الإنهيار الذي أطاح بحكومته بعد "١٧ تشرين" فيستقيل الحريري ويصمد ركنا سيبة الحكم الأعرج الآخرين أي رئاستَي الجمهورية والمجلس النيابي.

إستقالة الرئيس سعد الحريري كان يمكن استثمارها في استعادة شعبيته وإعادة التموضع مع الفريق السيادي لولا إصراره على العودة إلى رئاسة الحكومة مدعوماً شكلياً من الثنائي الشيعي من دون أن يتمكن من التشكيل مرفوضاً من الرئيس عون وصهره جبران باسيل اللذان وجها الضربة القاضية التي أدّت فيما بعد إلى اعتكافه.

وختم القيادي المستقبلي السابق بأن سعد الحريري ليس رجل مواجهات ولا يعرف متى عليه أن ينسحب وكيفية الإنسحاب، فالقرار الذي كان عليه اتخاذه هو في عدم المشاركة في الحكم خلال عهد عون والإنتقال إلى صفوف المعارضة والعودة إلى البدايات في تمتين جبهة سيادية تسعى لمواجهة العهد والسلاح غير الشرعي والتحضير للإنتخابات النيابية التي كان من شأنها اكتساح المجلس النيابي الجديد، عوض ذلك، ولأنه ليس رجل مواجهات، إختار الحريري سياسة الحرد تاركاً خلفه شارعاً تائهاً ما بين وفائه له وخوفه على المستقبل.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما