لم يشهد لبنان خطر التفكّك إن لم نقل التفتّت في تاريخه كما هي حال البلاد اليوم ليُضاف هذا التحدّي الكياني إلى جملة التحديات الكبرى التي يواجهها الشعب اللبناني يومياً، لا بل على عدد الدقائق، فيلعن وطن الرسالة وساعي البريد والمُرسِل والمُرسل إليه.

يتساءل اللبنانيون عن فحوى وجدوى هذه الرسالة للشعوب والطوائف والأعراق والتعايش والتسامح وما إليه من الكلام الشعري، بينما الواقع هو أن تعميم هذه الرسالة على العالم سيعني حكماً فناء البشرية، هذا الكلام صدر عن عن أحد المراجع في القانون والدستور خلال لقائه مع عدد من الشخصيات للتداول بالسبل الممكنة للخروج من حقل الألغام المتعددة الأحجام الذي يقبع به لبنان.

وحذّر المرجع حسبما نقل بعض هذه الشخصيات لـ"إينوما" من الرسائل السياسية التي يتبادلها المسؤولون حول صلاحيات هذه الرئاسة وتلك فيما الشعب اللبناني يلهث خلف رغيف الخبز وحبّة دواء غالباً ما يعود من رحلته خائباً متسلحاً بفائض الصبر، والرسائل العسكرية التي يتبادلها طرف لبناني متسلّحاً بفائض القوة وعدم الإكتراث مع أطراف خارجية سواء عبر مسيّراته أو مسيراته وأناشيده.

وختم المرجع بدعوة للجميع إلى التراجع خطوة إلى الوراء وإعادة حساباتهم للخروج من حقل الألغام التي ستنفجر بوجه الجميع وحينها لن تنفع المكابرة والإدعاء بأن من هو قادر على الحرب غير راغب ومن يرغب بالحرب غير قادر، فالحرب الباردة قائمة ولم يعد يتطلّب اشتعالها إلا شرارة..