12-06-2022
محليات
|
الديار
ومع تسارع التطورات وارتفاع وتيرة التوتر الناجمة عن الاستفزازات «الاسرائيلية» الاخيرة، يعود الوسيط الاميركي كبير مستشاري وزارة الخارجية لامن الطاقة السفير آموس هوكشتاين الى بيروت غدا الاثنين بعد طول غياب، في مهمة وصفتها الخارجية الاميركية بانها «لتأكيد امل واشنطن في ان يتمكن لبنان و»اسرائيل» من التوصل الى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية».
اجتماع بعبدا
وعشية وصول هوكشتاين الى بيروت، عقد في قصر بعبدا امس، اجتماع بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، حيث عرضا على مدى ساعة وربع الساعة الاوضاع العامة والتطورات الاخيرة، وتطرق البحث الى عرض الموقف اللبناني من موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عشية زيارة الوسيط الاميركي في المفاوضات غير المباشرة السفير هوكشتاين المقررة يومي غد وبعد الغد.
وحرصت مصادر بعبدا على عدم الافصاح عما دار خلال الاجتماع في هذا الشأن، لكنها اشارت الى ان الرئيسين عون وميقاتي عرضا المعطيات المتعلقة بهذا الملف ومسار التفاوض غير المباشر حول الحدود البحرية الجنوبية منذ بدئه وحتى اليوم. كما تطرق الحديث الى ما كان عرضه هوكشتاين في زيارته السابقة والموقف اللبناني من كل النقاط المطروحة في هذا الشأن.
وحسب المصادر، فانه جرى خلال الاجتماع وضع نوع من النقاط التي ينتظر ان تكون موضع بحث مع الوسيط الاميركي استنادا الى الموقف اللبناني من هذا الموضوع.
موقف لبناني مُوحّد
وكشف مصدر مطلع لـ «الديار» ان هناك تفاهما بين الرؤساء الثلاثة حول الموقف اللبناني، مشيرا الى ان اتصالات جرت وستجري بينهم قبيل وصول هوكشتاين يوم غد الاثنين.
ومن المنتظر ان يلتقي الوسيط الاميركي بعد غد الثلاثاء رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، كما يسبق ذلك لقاء بينه وبين بعض السياسيين مساء غد بحضور نائب رئيس المجلس الياس بو صعب.
وعلمت «الديار» من مصادر موثوقة ان هوكشتاين اجرى اتصالات ومشاورات في اليومين الماضيين مع المسؤولين «الاسرائيليين»، وانه في صدد استكمال هذه المشاورات قبل وصوله الى بيروت غدا. واضافت انه يحمل معه افكارا ومقترحات سيناقشها مع المسؤولين اللبنانيين، اضافة الى ما كان طرحه في زيارته السابقة.
وعشية وصول الوسيط الاميركي، قال مصدر بارز يتابع هذا الملف لـ «الديار»، ان هناك تطورات متسارعة تسابق طاولة التفاوض، اكان على صعيد المحادثات التي سيجريها هوكشتاين ام على صعيد امكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة حول الحدود البحرية.
واستنادا الى معلومات المصدر، فان لبنان اكثر تمسكا بحقوقه كاملة في المنطقة الخاصة البحرية، متوقعا ان يحمل الوسيط الاميركي معه افكارا ومقترحات حول الحقوق الذي يرفعها لبنان.
واضاف المصدر ان لبنان سيقابله بموقف موحد متفق عليه بين الرؤساء الثلاثة منذ آذار الماضي، وان لبنان لن يضيّع البوصلة والمبادئ التي تحفظ كامل حقوقه في مياهه وثروته النفطية والغازية، والتي جاء هوكشتاين في وقت سابق لتطبيقها على اثر انجاز اتفاق الاطار مع سلفه.
ولفت المصدر الى ان هوكشتاين في زيارته السابقة للبنان، ابلغ القيادات اللبنانية انه سيعمل على تبريد الاجواء وتهيئة الظروف للعودة الى طاولة التفاوض غير المباشر في الناقورة، وان لبنان ينتظر هذا الامر، لكنه في الوقت نفسه لن يرضى باي حاجب يحجبه عن حقوقه كاملة.
وحول عدم انضمام الرئيس بري الى اجتماع الرئيسين عون وميقاتي قالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان عدم مشاركته لا تعني وجود خلاف حول ملف الحدود البحرية، لافتة الى ان هناك تفاهما مسبقا في هذا الشأن، وان التواصل مستمر بين الرؤساء الثلاثة في هذا الشأن.
واضافت انه في اتصال سابق بين الرئيسين عون وبري جرى التأكيد على ما كان اتفق عليه في مرحلة سابقة وفق مبادئ الاطار الذي حصل قبل تولي هوكشتاين مهمته خلفا للوسيط الاميركي السابق.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد اعلنت ان كبير مستشاري الوزارة لامن الطاقة آموس هوكشتاين سيزور بيروت في 13 و14 الجاري. واشارت الى ان زيارة المبعوث الاميركي الى لبنان هي لمناقشة ازمة الطاقة في البلاد، «وتأكيد امل واشنطن في ان يتمكن لبنان واسرائيل من التوصل الى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية».
وقالت في بيانها «ان الادارة الاميركية ترحب بالروح التشاورية والصريحة للطرفين للتوصل الى قرار نهائي من شأنه ان يؤدي الى قدر اكبر من الاستقرار والامن والازدهار لكل من لبنان واسرائيل والمنطقة».
الإستشارات النيابيّة الملزمة
على صعيد آخر، ساهمت زيارة هوكشتاين وملف ترسيم الحدود البحرية الساخن في تأخير حسم موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة العتيدة، وقالت مصادر بعبدا لـ «الديار» امس، ان الاعلان عن تحديد وبرنامج هذه الاستشارات لن يحصل قبل انتهاء زيارة الوسيط الاميركي.
وردا على سؤال: هل يمكن ان تجري الاستشارات هذا الاسبوع؟ اكتفت المصادر بالقول «نعم ممكن، لكن لا يمكن تحديد الموعد منذ الآن».
وحرصت المصادر على عدم الدخول في التفاصيل او التعليق على ما يحكى او يتردد من اخبار وتأويلات حول اسباب تأخير موعد الاستشارات، لافتة الى ان الرئيس عون اشار الى ان هذه الاستشارات ستحدد في غضون ايام.
وفي هذا المجال ، نقلت مصادر مطلعة مجددا عن ميقاتي انه يرفض اي شروط مسبقة قبل التكليف، وانه لن يستبق الاستشارات النيابية ونتائجها باي موقف يتعلق بتشكيل الحكومة العتيدة وشكلها وطبيعة اعضائها. لكنه يعتبر ان مهمة الحكومة الجديدة بغض النظر عن شخص الرئيس الذي سيكلف لتشكيلها، ستتمحور حول متابعة ما بدأته حكومته وانجزته في شأن خطة التعافي ومشاريع القوانين الاصلاحية المالية والاقتصادية.
ووفقا للمصادر، فان ميقاتي يعتبر ان المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان تحتاج الى جهود استثنائية لمواجهة الانهيار الحاصل، وانه لا بد من استدراك الوقت والدفع باتجاه تسريع الخطوات الآيلة الى وقف التدهور تمهيدا لبدء المعالجات على غير صعيد.
ويتجنب ميقاتي الخوض في الاجواء التي تسبق الاستشارات النيابية، والدخول في التفاصيل والارقام التي تتردد حول النتائج المحتملة لهذه الاستشارات، مؤكدا ان الاصول الدستورية ومواقف النواب هي التي تحكم هذه العملية.وتنقل المصادر عنه قوله ايضا، انه من السابق لاوانه الدخول في شأن التشكيلة الحكومية ونوعها طالما لم يسم الرئيس المكلف، ويكتفي بالقول علينا ان ننتظر الاستشارات قبل الحديث عن هذا الموضوع.
ووفقا للاجواء السياسية والنيابية، فان ميقاتي يكاد يكون حتى الآن المرشح الجدّي الوحيد لتشكيل الحكومة الجديدة، خصوصا ان اي طرف او كتلة لم تطرح بعد اسما آخر، وان بعض الاسماء يجري تداولها في وسائل الاعلام كما درجت العادة في مثل هذا الاستحقاق.
وكما بات معلوما، فان كل المؤشرات تدل على ان الاستشارات النيابية ستنتهي الى تسمية ميقاتي من جديد لتشكيل الحكومة، لكن مهمته لن تكون سهلة في ظل الانقسامات والمواقف والتجاذبات بين المكونات السياسية والنيابية التي اسفرت عنها الانتخابات.
ويسود الاعتقاد حتى الآن، ان التكليف هو بمتناول ميقاتي من خلال ارادة اكثرية نيابية ملحوظة، لكن التأليف صعب وغير مضمون، وهناك انطباع عام بان يتعثر طويلا وربما لن يحصل قبل انتخابات رئاسة الجمهورية في اواخر تشرين الاول المقبل.
وفي هذا الاطار قال مصدر سياسي بارز لـ «الديار» ، انه لم تجر حتى الآن اية مشاورات تمهيدية حول شكل وطبيعة الحكومة المقبلة، وان المشاورات الجدية ستتأخر الى ما بعد الاستشارات النيابية التي سيجريها رئيس الجهمورية لتسمية الرئيس المكلف والاستشارات التي سيجريها الرئيس المكلف مع الكتل والنواب لاحقا.
ولفت المصدر الى ان باريس التي لعبت دورا بارزا في تسهيل مهمة ميقاتي بتشكيل حكومة الحالية، يمكن ان تلعب الدور نفسه في شأن الحكومة الجديدة، لكنها لم تعط حتى الآن اشارات واضحة في هذا الصدد، نظرا لانشغال الرئيس ماكرون بالانتخابات البرلمانية التي ستجري اليوم في فرنسا، ولانغماسه ايضا في تداعيات حرب اوكرانيا ونتائجها حتى الان.
ووفقا للمصدر، فان الايام المقبلة ربما تحمل معها اشارات معينة على صعيد التحرك الفرنسي باتجاه لبنان، وما يمكن ان تفعله باريس من جديد للدفع باتجاه ايجاد حكومة لبنانية اصيلة بدلا من حكومة تصريف الاعمال، باعتبار ان الحكومة الاصيلة تملك القدرات الدستورية والعملية الكاملة لاستكمال واقرار الاصلاحات وخطة التعافي التي يركز عليها صندوق النقد الدولي والدول المانحة.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
ضغوط أميركية لفرملة الحلول
أبرز الأخبار