وشهدت المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا، في الأسابيع الماضية، أكثر من ١٢ هجوما بارزا ضد قوات موسكو، وهو ما يصفه محللون بـ"زيادة النشاط الذي يستهدف الاحتلال الروسية"، وفقا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
في 22 مايو، شهدت مقاطعة زابوريزكا، واقعة تغذي هذا التحليل، بعد تعرض عمدة مدينة إنيرهودار المدعوم من الكرملين، أندريه شيفتشيك، لانفجار قوي، أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
وبعد أسبوع وتحديدا في 30 مايو، وعلى بعد حوالي 121 كيلومتر، هزت سيارة مليئة بالمتفجرات مكتب المسؤول الأوكراني الموالي لموسكو، يفغيني باليتسكي، في مدينة ميليتوبول بمنطقة زابوريجيا، في جنوب شرق أوكرانيا.
وتضم المقاطعة، محطة زابوريجيا النووية، وهي أكبر محطة نووية في أوكرانيا وفي أوروبا أيضا، وفقا لـ"فرانس برس".
ويبدو أن كلا التفجيرين كانا من عمل ما يقول المحللون إنها حركة "مقاومة متنامية يغذيها القمع الروسي الوحشي المتزايد والأوضاع الإنسانية المتدهورة"، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
وفي الشهر الماضي، ظهرت مزاعم أوكرانية أن مسلحين هاجموا قطارات روسية وقتلوا العشرات من الجنود الروس، في المناطق التي تحتلها روسيا، بينما انتشرت منشورات تهدد القوات الروسية والمتعاونين معها، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن "منشآت تخزين النفط الروسية وخطوط السكك الحديدية ومباني وزارة الدفاع الروسية، بالقرب من الحدود الأوكرانية، مستهدفة منذ بدء الحرب في فبراير".
وتشير بعض المزاعم إلى أن عدد الجنود الذين قتلوا على أيدي المقاومة قد يكون بالمئات، حسب الصحيفة البريطانية.
وأنشأ أوكرانيون مراكزاً افتراضياً للمقاومة الوطنية، والذي يعرض تعليمات لكيفية نصب الكمائن للقوات الروسية، وتقديم نصائح حول كيفية التصرف عند عمليات التوقيف والأسر.
وتعليقا على ذلك، قال المؤرخ والخبير الأوكراني في جامعة روتجرز، ألكسندر موتيل، إن هناك بيانات تشير لـ"تمرد محتمل متزايد ضد القوات الروسية"، وفقا لتقرير سابق .
وأضاف: "من الممكن بالطبع أن تكون القوات الخاصة الأوكرانية قد شاركت في بعض هذه الأعمال"، مستدركا" لكن عدد تلك العمليات يشير إلى نشاط حرب عصابات".
وفي وقت سابق، كشف عمدة مدينة إنيرهودار المعترف به من أوكرانيا، دميترو أورلوف، أن "الروس يحاولون مواجهة التمرد الناشئ من خلال استهداف المدنيين".
وقال ، إن "عدد عمليات اختطاف السكان المحليين قد ازدادت بشكل ملحوظ" منذ انفجار استهدف العمدة المدعوم من موسكو"، مشيرا إلى أن "الأزمة الإنسانية قد تفاقمت في المدينة".
وأضاف أورلوف أن التقارير التي تتحدث عن "نهب الجنود الروس للمنازل المهجورة في الغالب آخذة في الازدياد، بينما قطعت القوات الروسية الاتصالات داخل وخارج المدينة".
وأعتبر أن ذلك سيؤدي إلى نمو صفوف الثوار، مضيفا "حتى هؤلاء المواطنين الذين اتخذوا موقفا محايدا من الغزاة في البداية بدأوا في إظهار عدم الرضا عن الاحتلال الروسي".
ويسمح الاستيلاء الروسي على ساحل بحر آزوف الذي يضم خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك وميناء ماريوبول، بأن يكون لموسكو جسر بري بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها في العام 2014 والمنطقتين الانفصاليتين المدعومتين منها في شرق أوكرانيا، وفقا لـ"فرانس برس".