فيما تتفاقم أزمة الغذاء العالمية جراء عدم قدرة كييف شحن ملايين الأطنان من الحبوب والمنتجات الزراعية بسبب الحرب الروسية، ألقت موسكو باللوم على "العقوبات" الغربية.

ورفضت بريطانيا المزاعم الروسية متهمة موسكو بمحاولة "فرض فدية على العالم"، مؤكدة أنه لن يكون هناك أي تخفيف للعقوبات.

وتعتبر أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري القمح والذرة وزيت عباد الشمس في العالم، لكن الحرب والحصار الروسي لموانئها أثر على سلاسل توريد الغذاء، وعرض الإمدادات العالمية للخطر، خاصة وأن العديد من شواطئ الموانئ التجارية الأوكرانية أصبحت مزروعة بالإلغام.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حديث مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي إن "موسكو مستعدة لتقديم مساهمة كبيرة في التغلب على أزمة الغذاء من خلال تصدير الحبوب والأسمدة، بشرط رفع القيود ذات الدوافع السياسية التي فرضها الغرب".

من جانبه قال ماريو دراغي خلال مؤتمر صحفي إن "الغرض من هذه المكالمة الهاتفية هو معرفة ما إذا كان من الممكن القيام بشيء ما للإفراج عن القمح الموجود في المخازن في أوكرانيا".

واقترح "تعاونا بين روسيا وأوكرانيا لفتح موانئ البحر الأسود" حيث يوجد القمح المعرض لخطر التعفن، وذلك "من جهة لإزالة الألغام من هذه الموانئ ومن جهة أخرى لضمان عدم وجود اشتباكات أثناء إزالة الألغام".

وأوضح دراغي أنه لمس لدى الجانب الروسي "استعدادا للمضي في هذا الاتجاه"، وأنه سوف يتصل بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لمعرفة ما إذا كانت هناك إرادة مماثلة".

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف إن الغرب "يجب أن يلغي القرارات غير القانونية التي تعيق استئجار السفن لتصدير الحبوب".

ونفى مسؤولون غربيون المزاعم الروسية، وأشار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن في تصريحات الأسبوع الماضي إلى أن "المواد الغذائية والأسمدة والحبوب معفاة من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية".

وأكد أن واشنطن تعمل على ضمان استمرار تدفق السلع الغذائية.

واتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، جون كيربي روسيا "باستخدام الغذاء سلاحا".

وقال "إنهم يستخدمون الطعام سلاحا"، وأضاف "نجري نقاشات مع... شركائنا وحلفائنا الدوليين حول أفضل السبل للرد على كل هذا".

ومع دخول الحرب شهرها الرابع، كثف زعماء العالم دعواتهم لإيجاد حلول لأزمة الغذاء، وقال المدير العالم لمنظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكنجو أيويالا إن حوالي 25 مليون طن من الحبوب الأوكرانية مخزنة، ويمكن حصاد 25 مليون طن أخرى الشهر المقبل.

وسعت الدول الأوروبية إلى تخفيف الأزمة عن طريق نقل الحبوب خارج أوكرانيا باستخدام السكك الحديدية، لكن القطارات لا يمكنها حمل سوى جزء صغير مما تنتجه أوكرانيا، وهناك حاجة لشحنها ونقلها بالسفن.