ناشدت شخصيات رياضية أميركية بارزة السلطات التشريعية في البلاد لوضع حد لفلتان الأسلحة الفردية، وذلك بعد الحادثة المروعة التي شهدتها ولاية تكساس، حين أطلق مراهقاً النار في مدرسة ما أدى إلى مصرع 19 تلميذاً وبالغين اثنين.
ومن ولاية تكساس بالذات حيث كان فريقه يتواجه مع دالاس مافريكس في المباراة الرابعة من سلسلة نهائي المنطقة الغربية لدوري كرة السلة الأميركي، رفض مدرب غولدن ستايت واريورز ستيف كير قبل المباراة حتى التطرق الى المواجهة التي خسرها في النهاية فريقه، في ظل تأثره الواضح بالمأساة التي وقعت في مدرسة روب الابتدائية التي تستقبل أطفالاً دون العاشرة من عمرهم في يوفالدي.
وانتقد كير، المعروف برفعه الصوت في ما يخص القضايا الاجتماعية، بشدة المشرعين الأميركيين الذين يرفضون التصويت على قوانين أكثر صرامة في ما يخص الأسلحة، ضارباً يده على الطاولة ومتهماً إياهم بـ "احتجاز الشعب الأميركي كرهائن".
وقال كير للصحافيين قبيل المباراة الرابعة التي خسرها فريقه وتأجل بالتالي تأهله إلى نهائي الدوري، بعدما قلص دالاس النتيجة في السلسلة إلى 1-3: "لن أتحدث عن كرة السلة. أي أسئلة تتعلق بكرة السلة لا تهم".
وقال: "منذ أن أنهينا حصتنا التدريبية (في دالاس)، قُتل 14 طفلاً (قبل أن يرتفع الرقم لاحقاً) على بعد 400 ميل من هنا، ومُعلم. في الأيام العشرة الماضية، قُتِلَ أشخاص من أصحاب البشرة السمراء من كبار السن في سوبر ماركت في بافالو، وقُتِلَ مصلون آسيويون في كنيسة جنوب كاليفورنيا، الآن لدينا أطفال قتلوا في المدرسة".
وقال حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت في مؤتمر صحافي إنّ المهاجم "أطلق النار وقتل الضحايا بشكل مروّع ومجنون" في مدرسة ابتدائية في بلدة يوفالدي الواقعة على بعد 130 كيلومتراً تقريباً غرب سان أنطونيو.
ويدعى مطلق النار سالفادور راموس وقد قتل بدوره في الحادثة.
"متى سنفعل شيئاً ما؟ سئمت"
وتساءل كير بغضب كبير: "متى سنفعل شيئًا ما؟ سئمت. لقد سئمت من الاستيقاظ هنا لتقديم التعازي للعائلات المنكوبة. طفح الكيل. سنلعب مباراة الليلة (مساء الثلثاء)، لكني أريد أن يفكر كل شخص هنا، كل شخص يستمع الى هذا، بطفله أو حفيده، بأمه أو أبيه، أخته أو أخيه".
وتابع كير، الذي قُتِلَ والده على يد مسلحين في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1984: "كيف سيكون شعورك إذا حدث لك اليوم هذا الأمر".
ووجّه كير أشد انتقاد الى أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الذين رفضوا التصويت على التشريع الذي من شأنه أن يوفر عمليات فحص أكثر صرامة لخلفية مالكي الأسلحة.
"محتجزون كرهائن"
وأضاف: "نحن محتجزون كرهائن من قبل 50 عضواً في مجلس الشيوخ في واشنطن يرفضون حتى طرح المسألة للتصويت رغم ما نريده نحن الشعب الأميركي. هل تدركون أن 90 في المئة من الأميركيين، بغض النظر عن الحزب السياسي، يريدون التدقيق في الخلفيات (الخاصة بمقتني السلاح)...".
وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن الى وضع ضوابط لقطاع الأسلحة النارية، مشدداً والتأثر عليه من البيت الأبيض "حان الوقت لتحويل الألم الى تحرك".
وسأل: "متى، حبّاً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟"، مضيفاً: "أنا مشمئز وتعب" من حوادث إطلاق النار المتكرّرة في الأوساط المدرسية.
ويُغرق هذا الهجوم الولايات المتحدة مرة جديدة في مآسي عمليات إطلاق النار في الأوساط التعليمية مع ما يرافق ذلك من مشاهد مروّعة لتلامذة تحت تأثير الصدمة تعمل قوات الأمن على إجلائهم ولأهالٍ مذعورين يسألون عن أبنائهم.
وتعيد العملية إلى الأذهان مأساة مدرسة ساندي هوك الابتدائية في كونيتيكت حين قتل مختل عقلياً في العشرين من العمر، 26 شخصاً من بينهم اطفال تراوحت أعمارهم بين 6 و7 سنوات قبل أن يقدم على الانتحار.
وصدمت الولايات المتحدة أيضا بعملية إطلاق نار وقعت داخل مدرسة ثانوية في باركلاند في ولاية فلوريدا في 2018 حين قُتل 17 شخصاً غالبيتهم من المراهقين برصاص طالب سابق.
ومن شأن عملية إطلاق النار الجديدة أن تثير صدمة مضاعفة خصوصاً وأن الضحايا من الأطفال، وأن تجدّد الانتقادات حول الانتشار الواسع للأسلحة النارية في الولايات المتحدة مع غياب الأمل في إقرار السلطات التشريعية لقانون وطني طموح حول هذه المسألة.
تشهد الولايات المتحدة عمليات إطلاق نار شبه يومية في الأماكن العامة وتسجّل المدن الكبرى على غرار نيويورك وشيكاغو وميامي وسان فرانسيسكو ارتفاعاً لمعدل الجرائم التي ترتكب بواسطة أسلحة نارية، خصوصاً منذ بدء جائحة كورونا في العام 2020.
غضب ليبرون
ولم يكن موقف نجم لوس أنجلس ليكرز ليبرون جيمس مختلفاً عن كير، إذ دعا أيضاً إلى التغيير، كاتباً في "تويتر": "متى سيكون بإمكاننا القول كفى تعني كفى!!! هؤلاء أطفال ونواصل تعريضهم للأذى في المدرسة. هل أنتم جادون، "حقاً، في المدرسة" حيث من المفترض أن تكون المكان الأكثر أماناً!".
تابع: "ببساطة يجب أن يكون هناك تغيير. يجب أن يحصل!!".
كما طالب نجوم دوري كرة القدم الأميركية "أن أف ال" بالتغيير، حيث كتب لاعب بطل الدوري كنساس سيتي تشيفس، باتريك ماهومز الذي نشأ في تكساس، في "تويتر": "يجب أن يتوقف الأمر يا رجل. صلوات لجميع العائلات في تكساس".
ووجه النجم الدفاعي في دالاس كاوبويز ديماركوس لورنس تغريدة مباشرة في "تويتر" لحاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، متساءلاً: "من الذي سيقف ويطالب بأن نتمتع بأمان أفضل في كل هذه المدارس التي لا تستطيع تحمل تكاليفها؟؟؟؟".
وأضاف: "كيف لا تذهب أموال ضرائبنا الى أولئك الذين يحتاجون الى أكبر قدر من الحماية؟؟!! أطفالنا! كفى تعني كفى!"
أما أيقونة هيوستن تكساس السابق دجاي دجاي وات، فكتب: "(كلمة) مدمرة (نفسياً) لا تكفي حتى للبدء بوصف ما حصل. أخبار مرعبة، مرعبة من تكساس".