قبل ان يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالته الى اللبنانيين مساء، وبعدما أفرغت الاحزاب والقوى المتقدمة للامتحان الشعبي البرلماني كل ما في جعبها من "اسلحة دمار شامل سياسية" للمناهضين والمنافسين انتخابيا، والتزمت الصمت مرغمة قانونا، انصرف المرشحون ومن رشحهم الى العمليات الحسابية لتلمس امكانات الربح او الخسارة المحسومة للبعض في دوائر محددة والضبابية في اخرى نتيجة الاصوات الرمادية غير المحددة توجهاتها حتى الامتار الاخيرة من فتح صناديق الاقتراع السابعة صباح غد.
لوجستيا بدأت منذ الصباح، عملية تسليم صناديق الاقتراع إلى رؤساء الاقلام والكتبة المكلفين إدارة العملية الانتخابية الذين سينطلقون الى المراكز المخصصة للإقتراع، بإشراف قائمقام المنطقة او المحافظ، وبمراقبة وتنظيم من عناصر الأجهزة الأمنية المستنفرة لليوم الكبير وقد انتشرت وحدات الجيش في كل المناطق اللبنانية لحفظ الامن. في حين أكد وزير الاتصالات جوني القرم "ان الاتصالات مؤمنة نهار الانتخابات وسنواجه اي عطل بسرعة فائقة".
كلمة "انتخابية" لعون: وعشية المنازلة التي من شأن نتائجها ان ترسم خريطة طريق لبنان المستقبلية، يوجه رئيس الجمهورية ميشال عون في الثامنة مساء، رسالة الى اللبنانيين، يتناول فيها اهمية الاستحقاق الانتخابي وضرورة مشاركة اللبنانيين فيه نظرا للدور المناط بالسلطة التشريعية في الاستحقاقات المقبلة.وستذاع الرسالة عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
لبنان عربي: وكان رئيس الجمهورية نبه إلى خطورة الخلافات العربية - العربية وتأثيراتها السلبية على كل الدول والشعوب العربية، معربا في الوقت عينه عن التزام لبنان بموقف التضامن والوحدة بين الدول العربية، ومؤكدا الحرص على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص.وقال في حديث لوكالة الانباء القطرية "قنا": "لبنان بلد عربي، لا بل من صلب الأمة العربية، وهو ركن أساسي في الدعوة الدائمة إلى اللحمة والتضامن والوحدة بين الدول العربية، لإيمانه بأن في ذلك مصلحة لكل هذه الدول، وقد شهدنا جميعاً تأثير الانقسام والخلافات العربية وانعكاساتها السلبية على كل الدول الأخرى وشعوبها". وأضاف "لا يمكن لأي غيمة سوداء قد تعتري هذه العلاقات في يوم ما، أن تسود وتستمر، لأن مصيرها الطبيعي أن تنقشع، فلا لبنان يجد نفسه بعيداً عن محيطه العربي ولا العرب بمقدورهم الاستغناء عن لبنان. وكشف أن هدف الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي ليس فقط الحصول على مبلغ ثلاثة مليارات دولار، ولا أي مبلغ آخر، بمقدار ما هو وضع خريطة طريق صالحة لرؤية مستقبلية اقتصادية ومالية تؤمّن الاستقرار على هذين المستويين وتسمح للبنانيين بالتعافي والاطمئنان إلى مستقبل واعد.. وردا على سؤال حول تطبيق لبنان "الاستراتيجية الدفاعية الموحدة" التي ترتكز على حصر السلاح بيد الجيش اللبناني قال عون: "إن معالجة قضية بهذا الحجم، تتطلب توافقاً شاملاً من قبل كل الأطراف اللبنانية لأن انعكاس المسألة يطاول الجميع من دون استثناء، كما أن مسألة الاستراتيجية الدفاعية لا يمكن تبنيها وتطبيقها من قبل طرف واحد"، مبينا "أنه طرح سابقاً على الأطراف اللبنانية رؤيته الموضوعية للوصول إلى أرضية صالحة للنقاش حول موضوع السلاح وكيفية مواجهة التهديدات والأطماع الإسرائيلية خصوصاً في ظل التفوق الإسرائيلي في ميزان القوى من ناحية السلاح."
نداء الراعي: من جهته، وساعات قبل انطلاق الانتخابات، وجّه البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي الذي التقى في بكركي وفدا من بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات نداءً إلى الشعب اللبنانيّ، والمرشّحين للنيابة والناخبين. وقال الراعي :حريٌّ بالشعبِ اللبنانيِّ أن يتوجّهَ غدًا إلى الانتخاباتِ عفويًّا ووطنيًّا من دونِ تدخّلاتٍ ومن دونِ ترغيبٍ ماليٍّ وترهيبٍ أمنيّ. فالكرامةُ هي صنوُ السيادةِ، واستقلاليّةُ القرارِ تَنبعُ من الحِسِّ بالمسؤوليّةِ الوطنيّةِ لا من مسايرة هذا أو ذاك، وهذه الدولة أو تلك. أيّها الشعبُ اللبنانيّ: أنْــفُض عنكَ غبارَ التبعيّة، واسْتعِد عنفوانَك، وحَرِّر قرارَك، وأعِدْ بناءَ دولتَك على أساسِ القيمِ التي تأسّستَ عليها، وسار على هَدْيها الآباءُ والأجداد". وأضاف: "في سياقِ الانتخابات، نُطالب المؤسّساتِ الرَقابيّةَ اللبنانيّةَ والمراقبين العربَ والأوروبيّين والأمميّين متابعةَ العمليّةِ الانتخابيّةِ بكلِّ تفاصيلِها والجهرَ الفوريَّ والمباشرَ بالأخطاءِ والتجاوزاتِ والثغراتِ والتدخّلات في حال حصولِـها، فلا تُميَّعُ وتَضيعُ في التقارير البيروقراطيّة. نعرفُ صعوبةَ الوضعِ اللبنانيِّ وتعقيداتِه، ونعرفَ أنَّ التغييرَ لا يَتمُّ بعصا سحريّةٍ. لذلك، فلتَكُن هذه الانتخاباتُ بدايةَ الطريقِ المستقيم التي تُخرج لبنانَ من اللُجّةِ التي أوقَعه فيها المسؤولون والسياسيّون ولا يزالون حتى هذه الساعة. والغريبُ أنَّ كلّما فكّرت الحكومةُ بمشروعِ إصلاحاتٍ، تصوِّبُ على الشعبِ وتحاولُ تحميلَه تَبعاتِ إجراءاتِها وتدابيِرها من دون اعتبارِ الأوضاعِ الصعبةِ للناس... مهما كانت نتائجُ الانتخاباتِ وشكلُ الحكومةِ المقبلةِ ونوعيّةُ الإصلاحات، يظلُّ اعتمادُ نظامِ الحِيادِ الناشِط الحلَّ المحوريَّ الذي يَضمَن وجودَ لبنان ويَحفَظَ استقلالَه واستقرارَه ووِحدته التاريخيّة والوطنيّة. "
ايران..."الحزب" رمز الصمود: في المقابل، أكد رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران ابراهيم رئيسي لوزير الثقافة محمد المرتضى الذي استقبله في المقر الرئاسي الإيراني، ان "لبنان بلد قوي في المنطقة والعالم وقوته نابعة من شعبه الصامد والصلب والطامح للحرية والعزة، وان لبنان اليوم بلد قرر شعبه أن يبقى قويا وصامدا أمام الصهاينة وأميركا والأعداء وأثبت قوته في الصمود والمقاومة". واعتبر رئيسي أن "حزب الله بات نموذجا ورمزا للمقاومة والصمود في المنطقة بأسرها، وقد أعطى درسا تاريخيا للشعوب الحرة في منطقتنا وفي العالم اجمع"، مضيفا "هذه هي الحقيقة التي علمنا إياها إمامنا الراحل الخميني ويؤكد عليها الإمام الخامنئي فبالمقاومة والصمود يمكن مواجهة العدو ودحره وإحباط مؤامراته". واعتبر ان "ما أوقف الكيان الصهيوني وجعله عاجزا هي روح المقاومة والصمود عالية لدى الشعب اللبناني، وهذه الروح موجودة اليوم ومتجلية لدى السنة والشيعة والمسيحيين وجميع الطوائف اللبنانية، وقد باتت رمزا للمقاومة ضد الأعداء" مضيفا "هذا الأمر يؤدي إلى أن يكون عملكم في المضمار الثقافي أكثر صعوبة وحساسية وينبغي عليكم الاستعانة بالله من أجل المحافظة على روح المقاومة وتعزيزها لدى الشعب اللبناني".
رئيسي يزور لبنان: وفيما سلمه الوزير المرتضى دعوة الرئيس ميشال عون لزيارة لبنان، اعلن الرئيس الايراني بأنه "سيقوم بهذه الزيارة في الوقت المناسب وانه يرغب بذلك بكل تأكيد لتعزيز العلاقات بين البلدين".
ميقاتي الى الامارات: في مجال آخر، غادر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بيروت ظهرا الى الامارات العربية المتحدة لتقديم واجب العزاء بوفاة رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ورافق ميقاتي وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب وسفير لبنان في الامارات فؤاد دندن.
محمد بن زايد رئيسا: وفي السياق انتخب المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات الشيخ محمد بن زايد رئيسا للدولة، وعلى الاثر توالت التهاني، فغرّد الرئيس سعد الحريري عبر "تويتر": "من التأسيس الى التمكين فإلى الريادة، وتبقى دولة الإمارات العربية المتحدة في أيد أمينة مع سمو الشيخ محمد بن زايد الذي يقود البلاد الى مزيد من النجاح والتقدم والازدهار ويرسخ مكانتها عالميا".
اضراب المستشفيات؟ على الخط المعيشي، حذر نقيب اصحاب المستشفيات سليمان هارون من بلوغ قدرة المستشفيات على الاستمرار الخط الاحمر ان لم تعالج المشاكل التي تواجهها. وقال لـ"المركزية": النقابة "في انتظار انتهاء الانتخابات ودعت إلى جمعية عمومية الخميس المقبل لبحث هذه المسألة والخطوات الممكن اتّخاذها"، معلناً ان "احتمال الاتجاه نحو الإضراب وارد في حال ظلّت الأمور على ما هي عليه، لأن لم يعد بإمكاننا تأمين اي من حاجيات المستشفيات سواء أدوية أو حتّى الطعام وأدوية الغسيل...".