03-04-2022
عالميات
حقّق الباحث اللّبنانيّ الشّاب الياس عايدي (33 سنة) إنجازاً علميّاً نادراً تبنّته وكالة الفضاء الأميركيّة “ناسا”، فمنحته زمالة “هابل” (NASA Hubble Fellowship) الّتي تمكّنه من تطوير أبحاث اقترحها على الوكالة، ليكون أوّل باحث عربي لبناني من طرابلس-الميناء يتأهّل لهذه المنحة المرموقة على مستوى العالم. خطوة تضيف إلى سماء لبنان المعتمة نجماً جديداً من شبابه الذين بجهودهم ومؤهلاتهم العالية يمنحون الوطن بارقة أمل. بجدّيته وتفانيه في مشاهداته وبحوثه العلميّة، يجسّد الياس عايدي طموحَ من “وضعوا عينيهم على النجوم وقدميهم على الأرض” (روزفلت)، لا بالمعنى المجازي فقط، إذ تدوّي هذه المقولة في معناها الحرفيّ أيضاً
مُنحت هذه الفرصة لــ24 باحثاً من مختلف أنحاء العالم يشكّلون نخبة علماء الفيزياء الفلكيين وعلماء الفضاء، فتُمكّنهم بمتابعة وتمويل الأبحاث تحت جناح وكالة “ناسا”، بما تتضمّنه من أقمار صناعيّة وتسهيلات ومرافق يستفيدون منها لمدّة 3 سنوات.
ويحدّد الباحث عايدي لـ”النهار” موضوع دراسته في “مجال الفيزياء النوويّة والذريّة الخاصّة بالانفجارات النجميّة. وتقضي بجمع بيانات الرّصد من مختلف المراصد الأرضية والأقمار الصناعية الّتي تراقب هذه الانفجارات عند وقوعها في الكون، فأقوم بتحليلها لفهم واستخراج خلاصات الفيزياء النووية الّتي تحدث طوال عملية الانفجارات”، معتبراً أنّ “هذه الانفجارات بمثابة مختبرات لا نمتلكها على الأرض، لأنّنا في كوكبنا نعجز عن محاكاة كمية الطاقة ومستويات الحرارة الّتي ترافق هذه الظواهر”.
وستساعد هذه الانفجارات النجمية إلى استخلاص نظريات جديدة في الفيزياء النووية والذرّيّة. وفي حال ثبوتها، سيتمكن في وقت لاحق من تطبيقها على الأرض.
والياس المقيم حاليّاً في الولايات المتحدة الأميريكة، يعمل باحثاً وأستاذاً في جامعة ولاية مشيغن في مجال الأبحاث في الفيزياء الفلكية وعلم الفضاء.
بدأ رحلة الشغف منذ تخرّجه سنة 2007 من مدرسة مار الياس في الميناء. وتخرج من الجامعة اللبنانية سنة 2011 بشهادة ليسانس في الفيزياء، ثمّ تابع تخصص الماجستير في الفيزياء الفلكية في برنامج مشترك مع جامعتي القدّيس يوسف USJ وسيدة اللويزة NDU ليتخرّج في سنة 2014. بعد محطّات دراسيّة كلّلها بنجاح كبير في وطنه، انطلق الياس في مشواره خارج لبنان، فحصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية سنة 2018 من جامعة “كايب تاون”، ثم انتقل إلى جامعة “ميشيغن” ليكمل أبحاث ما بعد الدكتوراه ويزاول تدريس الفيزياء الفلكية.
ويعبّر عن “فرح عظيم بهذه الجائزة، وخصوصاً لأنّه تكافىء للمرّة الأولى باحثاً عربيّاً ولبنانيّاً، وأفتخر لكوني ابن الميناء في طرابلس، حيث ربيت وتعلّمت في المدرسة”، موجّهاً امتنانه لـ”دعم الأهل والأحباء والأصدقاء والوالدة والوالد رحمه الله”، آملاً بأن تصل به هذه المرحلة الجديدة إلى إنجاز يرفع به اسم لبنان.
يتطرّق الياس عايدي إلى المشهد القاتم الّذي يطبق على الشباب اللبناني والعربي إجمالاً، موجّهاً رسالة صمود ومساندة: “نعيش أوضاعاً شديدة القساوة في أوطاننا، ولكن فسحة الأمل لا تزال متّقدة وهي مسؤوليتنا. علينا نحن الشّباب تحيّنها لصنع نجاحاتنا سواء في لبنان أو خارجه. أنا من الشباب المغترب الموجود في خارج لبنان والذي يريد مساندة الشباب المكافح في وطنه”.
ويختم بأنّ لا مناص من التعب والكدّ لتحقيق الطّموح، وعلينا الإيمان بأنّ الأمل موجود “أعلم أنّ الأزمة ألقت بالجميع إلى شفير اليأس، لكن علينا التمسّك بأحلامنا. لا تيأسوا”.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار