20-03-2022
عالميات
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد البلاد انقساما ملحوظا حتى بين الموالين للنظام الإيراني، بشأن الحرب في أوكرانيا، وتعمقت هوة هذا الانقسام على خلفية تعليق المفاوضات النووية التي كانت تنتظرها إيران بلهفة وذلك إثر طلب روسيا ضمانات خطية لكي لا تتأثر علاقاتها (التجارية والنووية والعسكرية) مع إيران بفعل العقوبات الغربية على موسكو. تفعيل ممرات العبور بين إيران وروسيا إلى ذلك قال المسؤول الإيراني أيضا إنه حدثت مؤخرا "عرقلة إعلامية دولية" على المنصات الاجتماعية لاستخدام روسيا الممر الإيراني، ولم يوضح ما طبيعة هذه "العرقلة"، لكنه أضاف أنه "بالرغم من أن إيران تسعى للحفاظ على كرامة الإنسان في هذه الظروف (الحرب الأوكرانية)، إلا أننا نسعى لتحقيق المصالح الوطنية"، معلنا أن طهران تعتزم تفعيل "ممرات العبور" مع روسيا. وتحدث لطيفي عن زيادة "بنسبة 20 في المئة في صادرات إيران إلى روسيا خلال الأشهر الـ11 الماضية وزيادة بنسبة 52 في المئة في واردات إيران من روسيا"، وواصل يقول "إن دولا مثل جمهورية أذربيجان بدأت مفاوضات مع موسكو للاستفادة من الظروف الجديدة التي تمر بها روسيا"، لكنه زعم أن "إيران تشكل أفضل ممر لروسيا". اتفاقية لاستيراد 20 مليون طن من السع من روسيا في غضون ذلك، أفاد موقع "نورنيوز"، المقرب من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن إيران وقعت اتفاقية لاستيراد 20 مليون طن من السلع الأساسية، بما في ذلك الزيت والقمح والشعير والذرة من روسيا، خلال الزيارة الأخيرة لوزير الزراعة الإيراني إلى موسكو. ووفقا لتقرير الجمارك الإيرانية، بلغ إجمالي واردات إيران من السلع الأساسية من مختلف البلدان في الأشهر الـ11 الأولى من العام الإيراني الذي ينتهي اليوم 20 مارس، نحو 30 مليون طن بقيمة 19 مليار دولار، وأن إجمالي واردات إيران من روسيا، من السلع الأساسية وغير الأساسية، في نفس الفترة أكثر بقليل من 3 ملايين طن بقيمة 1.4 مليار دولار، ومقارنة بالاتفاقية الجديدة لشراء "20 مليون طن من السلع الأساسية"، يلاحظ حدوث طفرة كبيرة في العلاقات التجارية بين البلدين. وتعد كل روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري القمح والشعير والذرة في العالم، لكن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا من جهة واستمرار الحرب في أوكرانيا من جهة أخرى، أثرت على تجارة هذه السلع الأساسية في مختلف أنحاء العالم وخاصة الشرق الأوسط، وإيران وحدها استوردت في الأشهر العشرة الماضية، 6.2 مليون طن من القمح حسب إحصاءات الجمارك الإيرانية. هل ستتخلص إيران من العقوبات عليها وتخترق عقوبات روسيا؟ لم يوضح المتحدث باسم الجمارك الإيرانية، هل تريد بلاده الخروج من دائرة العقوبات النووية المشددة المفروضة عليها وتنتهك العقوبات الدولية المشددة المفروضة على روسيا أم لا؟، لا سيما وأن التعاون النووي والعسكري بين البلدين يحظى بأهمية قصوى على قائمة التعاون بين الجانبين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأسبوع الماضي إن بلاده حصلت على ضمانات لكي لا يتأثر التعاون الاقتصادي والعسكري بين إيران وروسيا في حال إحياء الإتفاق النووي، وبالمقابل وصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، هذا الطلب بأنه "لا علاقة له بالاتفاق النووي وواشنطن لن تسمح لموسكو أن تستغل الاتفاق النووي للتملص من العقوبات المفروضة عليها بسبب حربها على أوكرانيا. ويقول مسؤولون روس إن الولايات المتحدة، تعتزم إحياء الاتفاق النووي بسرعة، من أجل إعادة النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية وخفض أسعار النفط و"معاقبة روسيا" التي تعد ثاني أكير مصدر للنفط بعد المملكة العربية السعودية. بالإضافة إلى إمكانية زيادة إنتاج النفط اليومي، تمتلك إيران نحو 110 ملايين برميل من النفط المخزن في منشآت برية وناقلات نفط ترسو في الخليج وبحر عمان، والتي يمكن أن تدخل السوق بسرعة وتعوض جزءا من صادرات النفط الروسية التي تتراجع رويدا رويدا.