مباشر

عاجل

راديو اينوما

Logo
ositcom-web-development-in-lebanon

أهم من الانتخابات ان حصلت...اي دولة يريد اللبنانيون؟

10-03-2022

محليات

None

 قبل الغوص في الحالة الانقسامية التي تخيم على الساحة السياسية اللبنانية وتشقاقاتها التي لا تبدو قابلة للعلاج، وبعيدا من المشاريع الانتخابية التضليلية بمعظمها لكثرة ما فيها من الكلام المنمّق والوعود الرنّانة التي تتبخر لحظة يحمل المرشح صفة نائب في الندوة البرلمانية، ثمة سؤال جوهري يطرحه مراقب سياسي للوضع اللبناني عبر "المركزية" عنوانه اي دولة يريد شعب لبنان؟ وهل ان نظرته الى مفهوم الدولة موحدة ام لكل فئة وطائفة وحزب دولته؟

 

الواضح حتى اللحظة ان للشعب لبنانين لا لبنان واحدا. ثمة من يريده دولة سيدة حرة مستقلة، دولة قانون ووطنا للحريات وحاميا للتنوع، يتعايش فيه مجتمع قائم على العدل ، يعترف بحقوق الجميع ويؤمنها، يتمتع بالسيادة بعيدا من أي صراع مسلح لا تستدعيه مصالحه الاستراتيجية، من دون أن يتناسى محن شعوب المنطقة المضطهدة ويتعاطف معها، ولكن ليس على حساب شعبه وسيادته. دولة يشهد العالم لغناها الديني والثقافي والاجتماعي والعلمي والفكري، دولة لا تخلو بقعة في العالم، من تواجد لبناني متألق على أرضها لكثرة انجازاته. هذه الدولة التي تقاطر اكثر من نصف شعب لبنان الى ساحاته في 17 تشرين الاول 2019 مطالبا بها، لا تشبه الدولة الاخرى التي تريدها فئة اخرى من شعب لبنان.

 

تلك الدولة لا تشبه لبنان وتاريخه. دولة التبعية وتغليب مصالح الغير. دولة مأكلها ومشربها وسلاحها وقرارها من الولي الفقيه. دولة تصدر شبابها لاستخدامهم وقودا في حروب الاخرين وتقديمهم ذبائح على مذابح الدول الكبرى. دولة ترفع شعارات وصورا لقادة ومسؤولين يستخدمونها وقودا في حروبهم، في مدنها وقراها وشوارعها وفي معارضها الثقافية فتضرب وتنكل بمن يرفض ويرفع الصوت، وحادثة الاعتداء على الناشطين في معرض بيروت للكتاب اعتراضا على صورة عملاقة لقاسم سليماني دليل ساطع. دولة تريد لبنان مجتمعا اسلاميا، ، مجتمع حرب يتعهد دوام التعبئة والشهادة والانقياد لسياسات اقليمية، لغة نوابها ووزرائها البندقية والمدفع ، يجاهر مرشحوها للانتخابات بـ"تسلم سيف الامام علي من قائده وسيده ومرشده وابيه، حسن نصرالله"، كما اظهر فيديو متداول لمرشح حزب الله في زحلة رامي ابو عدوان، وقد طلب الحزب وقف تداوله امس. دولة لا تنفك تشن هجماتها على القادة الوطنيين ووتخوّن كل مطالب بدولة لبنان من دون دويلة الحزب التي تدك كل يوم اسس الدستور والقانون فيما توهم جمهور مقاومتها بأنها تناضل في سبيلهم وتستشهد لاجلهم،وهي ليست الا مجرد حرس حدود واداة لتنفيذ مشروع اقليمي. دولة تربي اطفالها في مدارسها على الشهادة عوض العلم والمعرفة وتغسل ادمغتهم بمساحيق "عشق الموت" وحمل نعوشهم .

 

تلك هي الصورة الواقعية في لبنان اليوم، فكيف يمكن بناء دولة واحدة بنظرتين مختلفتين، وهل من امكانية لاعادة الزمن الى الوراء حينما كان شعب لبنان بكل طوائفه وفئاته يجتمع حول مفهوم واحد لدولته، يسأل المراقب السياسي، فيجيب، "طبعا، وعلى اهمية وقوة الضغط الذي يمارسه حزب الله على بيئته سياسيا ومعنويا وماديا ونفسيا، فإن البيئة هذه ستعود عاجلا ام آجلا الى جذورها اللبنانية ومدرسة الوطنية التي رفدت جيش لبنان بكم هائل من ابنائها. واذا كانت استراتيجية الحزب بغسل ادمغة الاطفال خطوة مدروسة لضمان مستقبله، فإن حالات سياسية وعسكرية كثيرة مشابهة مرت على لبنان وانتهت الى التخلي عنها والانخراط في مشروع الدولة، فلا احد اكبر منها مهما بلغ جبروته وبطشه.

 

قد لا تحمل صناديق اقتراع ايار، ان فُتحت، التغيير المنشود لمصلحة الدولة السيدة بمفهومها الحقيقي، لكنها لا بد ستزرع بذوره، ولوائح قوى التغيير التي تعلن من عقر دار دويلة حزب الله، دليل الى عطش شريحة واسعة من ابناء البيئة هذه الى الخروج من عباءة الدويلة الى كنف الدولة. الدولة النموذجية التي يتطلع اليها معظم اللبنانيين الاحرار، لا دولة منظومة الفساد التي لا بد لليلها المخيم على اللبنانيين منذ عقود ان ينجلي.

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما