07-03-2022
مقالات مختارة
بولا اسطيح
بولا اسطيح
يتحدث نائب لبناني من «التيار الوطني الحر»، وسيكون مرشحاً أيضاً إلى الانتخابات النيابية في مايو (أيار) المقبل، عن تحديات كبيرة وجديدة يواجهها المرشحون الذين اعتادوا في الاستحقاقات النيابية الماضية أن يلتقوا بالناس بشكل دائم في مهرجانات على مستوى القرى والبلدات، وفي مناسبات اجتماعية شتى، بخاصة في الأعراس والمآتم. فجائحة «كورونا» التي أدت في الأعوام القليلة الماضية لوقف كل أنواع النشاطات والمناسبات، وانتفاضة 17 تشرين الأول (أكتوبر/ تشرين الأول) 2019 التي امتنع كل السياسيين على أثرها من الوجود بين الناس وفي الأماكن العامة خوفاً من ملاحقتهم من قبل المعترضين على الطبقة السياسية، باتتا عاملين أساسيين صعبا مهمة المرشحين في التلاقي مع ناخبيهم المعتادين ومحاولة اجتذاب ناخبين جدد، ما يجعلهم قبل أقل من 3 أشهر على موعد الانتخابات يستنفرون للتواصل مع الناس وضمان تأمين أكبر عدد ممكن من الأصوات الانتخابية.
ويكشف النائب «العوني»، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، عن حفلات عشاء ينظمها بشكل أسبوعي في منزله لناخبيه المعتادين.
واستبدل عدد كبير من النواب في العامين الماضيين اللقاءات مع ناخبيهم باجتماعات «افتراضية»، أي من خلال التطبيقات عبر الإنترنت، كان خلالها هؤلاء النواب يجيبون على أسئلة واستفسارات وهواجس الناس الذي صوتوا لهم في الانتخابات الماضية التي جرت عام 2018.
ويتحدث الدكتور ميشال دويهي، الأستاذ الجامعي، عن «ممارسة تاريخية خاطئة من قبل القوى السياسية التقليدية للعمل الانتخابي، إذ طالما كان السياسيون، بخاصة زعماء الطوائف والمناطق، يدعون الناس إلى منازلهم وبيوتهم في موسم الانتخابات، كما يحصرون التواصل مع الناخبين بالمشاركة في الأعراس والمآتم، وتقديم بعض الخدمات، متفادين التلاقي معهم بشكل دوري في قاعات المجالس البلدية، أو في مراكز ثقافية واجتماعية في البلدات والقرى للإجابة عن أسئلتهم، خوفاً من أن يكتشف الناس أنهم غير مؤهلين للعمل النيابي، أو لا يملكون إجابات عن سبب فشل مشاريع سياسية وإنمائية وعدوا بها ولم ينفذوا شيئاً منها». ويشير دويهي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «بعد انتفاضة 17 تشرين، باتت أسئلة الناس كبيرة والأجوبة بمعظمها حساس، لذلك يتفادى معظم مرشحي قوى السلطة الإجابة عنها»، مضيفاً: «قوى السلطة لا تزال تفرض مرشحيها على الناس من دون العودة إليهم».
وتعتبر الدكتورة منى فياض، الأستاذة في علم النفس بالجامعة اللبنانية والناشطة السياسية، أن ما يحصل من متغيرات على صعيد الحملات الانتخابية للمرشحين وطريقة تواصلهم مع الناخبين «إنما هو جزء من تغيير جذري يطال لبنان والعالم بعد الأزمات الأخيرة، أبرزها جائحة (كورونا)، ما يدفعنا لترقب ردود فعل الناس التي من الصعب حسمها من الآن والتي لن تظهر إلا خلال الاستحقاق النيابي المقبل، خصوصاً أن هناك حالة من اليأس المسيطر على قسم كبير الناخبين». وتشير فياض في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الواقع الجديد يجعل المرشحين غير قادرين على تقدير واقع الأرض لأنهم لا يحتكون كفاية بالناخبين لتبيان في أي اتجاه سيصبون أصواتهم».
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
الخطر يداهم الإستحقاق... باريس تتحضّر لتبادر
أبرز الأخبار