28-02-2022
محليات
طانيوس عبود، في معراب، بحضور النائب انطوان حبشي، الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل ابو جودة، مديري قسم العلاج الفيزيائي في جامعة الحكمة فادي مندلق والجامعة الانطونية ايلي عاقوري، المدير السابق لقسم العلاج الفيزيائي في جامعة القديس يوسف شاكر ابو عبدالله، اعضاء مجلس نقابة المعالجين الفيزيائيين في لبنان بشارة غلام وكارلو سعد وفادي حنا، رئيسة جمعية خريجي العلاج الفيزيائي في جامعة القديس يوسف جويل بستاني، رئيس مصلحة المعالجين الفيزيائيين في "القوات" روي الراعي، اعضاء المصلحة ومعالجين فيزيائيين.
جعجع
وألقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كلمة قال فيها: "التشويش والتجارة في موضوع الأحزاب ومفهوم العمل الحزبي بسبب وجود خنفشاريين ووصوليين ومتنطحين وفوضويين يظهرون في الازمات، ونراهم اليوم في كل المناطق من بيروت الى بشري، يسوقون لفكرة ان كل الاحزاب "ما بتسوا"، متجاهلين انه على الأقل يوجد حزب واحد لا ينتمي الى المجموعة التي "ما بتسوا" وهو حزب القوات اللبنانية".
أضاف: "الكلام بهذا الاسلوب ينم اما عن جهل مطلق ام عن سوء نية، وهذا على الأغلب، ويعود ذلك لانهم اما من الطامحين او المتنطحين. فواحدة من مشاكلنا في المجتمع هي التنطح بهدف الرغبة لتحمل مسؤولية، لا مقومات لديهم اصلا لاستلامها، لم ينجحوا بالوصول اليها على خلفية تواجد احزاب كبيرة، فاستغلوا الوضع الذي يمر به لبنان والتي تتحمل نتيجته بعض الاحزاب لتحميل المسؤولية الى كل الاحزاب عن سابق تصور وتصميم، محاولين بذلك ازاحة الاحزاب وايجاد مكان لهم على الساحة السياسية".
وتابع: "الى جانب الطامحين والمتنطحين، هناك ايضا من يرغب بمهاجمة طرف او حزب معين ولكن خوفا من اتهامه بأنه مع الطرف الآخر يلجأ الى مهاجمة الجميع، ناهيك ان هناك فئة تسعى للشعبوية وبالتالي هذا المنطق يؤذي الشعب اللبناني اكثر من المنظومة الحاكمة في البلد".
وإذ أسف أن "الحملة التي شنت على الأحزاب تحت راية "كلن يعني كلن"، ضربت مبدأ اساسيا في المجتمع وهو العمل الحزبي"، شدد على أن "ما من مجتمع ينجح بالنهوض من دون الأحزاب، فالعمل السياسي في كل المجتمعات المتحضرة قائم عليها وذلك امر طبيعي باعتبار ان الاحزاب هي مدارس وجامعات السياسة. فالسياسة مسار تحتاج الى تدريب اكبر بكثير من المهن الاخرى، ولا يقوم بهذا التدريب الا الاحزاب التي تحتاجها المجتمعات لخوض غمار السياسة فهي تضم مناصرين ومؤيدين ومحازبين، من مختلف شرائح المجتمع ومن كل المناطق، تطلع على مشاكلهم وهمومهم كما على حاجات مناطقهم فتقوم فرق عمل فيها بدراسات حول هذه المشاكل بهدف ايجاد حلول لها ووضع تصور لكيفية معالجتها، وهكذا يحضر الفرد للشأن العام. الامر الذي ينطبق على حزب القوات اللبنانية المتواجد في كل المناطق ويعيش مشاكل شرائحها كافة ويتابع همومها".
وعن تكريم عبود، أشار جعجع الى أنه "كان نقيبا في مرحلة صعبة، وتوقع مساعدة اكبر من وزراء ونواب القوات ولكن "العين بصيرة واليد قصيرة" والعمل داخل الحكومة صعب جدا خصوصا اذا كانوا اقلية فيها"، لافتا الى ان "ملف الكهرباء خير دليل على ذلك، فالقوات اللبنانية منذ عام 2016 حاولت استدراك ما حصل في هذا الملف لكنها لم تفلح رغم كل الدراسات التي عمل عليها نوابها ووزراؤها".
وقال: "نخوض الانتخابات النيابية كي ننجح بتحقيق امور اكبر واكثر في السنوات المقبلة. اذ ان النتيجة التي وصل اليها اللبنانيون اليوم سببها خيارهم في الإنتخابات عام 2018، بمنح الثنائي الشيعي والمقربين منه اكثر من 40 نائبا والتيار الوطني الحر 27 نائبا اي اكثرية المجلس النيابي".
ونوه بمصلحة المعالجين الفيزيائيين في "القوات"، معتبرا انها "من المصالح المثالية من ناحية تداول السلطات، فمنذ تأسيسها اتبع اعضاؤها هذا الموضوع وبات تقليدا متبعا حتى اليوم".
حبشي
بدوره، حدد حبشي مفهوم العمل النقابي والعمل السياسي، مشيرا الى أنه "مبني على تحقيق مشروع له أهداف ويخضع للمشارب الثقافية والفكرية التي ينتمي إليها صاحبه، وفي صلبه، قيمة الإنسان وكرامته، مهما كان لونه أو طبقته الإجتماعية أو دينه أو انتماؤه". وقال: "أما العمل النقابي فهدفه تحسين وحماية اشخاص ينتمون الى مهنة محددة، هدفهم حماية معايير هذه المهنة اجتمعوا في جسم هو النقابة، التي بدورها تهدف الى حماية وتطوير الانسان الذي ينتمي إلى مهنة واضحة المعالم. وبالتالي غاية العملين السياسي والنقابي خدمة الإنسان ولا بد ان يتلاقيا".
أضاف: "مسرح الصراع هو الإنسان الفرد أو الإنسان النقابي ويتحمل نتيجة هذا الصراع الحزب والنقابة. كل شخص منكم لديه وجهة نظر سياسية وينتمي للنقابة بالوقت نفسه. وبالمعنى الفعلي بات لكل شخص هويتان اجتماعيتان، وإذا حدث صراع بين المشروعين يصبح هذا الشخص مسرح الصراع. وإذا أخطأ هذا الفرد بالتصرف فإنه يؤذي الحزب كما النقابة".
وتابع: "هذه المعضلة كانت موضوع نقاش طويل داخل حزب القوات اللبنانية خلال العديد من المؤتمرات النقابية، وتوصلت فيها الى ان الحل يكمن في المقاربة الآتية: الصراع السياسي مسموح، لأنه في الوطن ومرتبط بمشارب ثقافية، اما العمل النقابي فلا يخضع لهذه الاخيرة ومهما كانت مشارب الفرد الثقافية او انتماءاته يجب الا يؤثر ذلك على الرؤية النقابية، لان عملها ينطلق من مسألة تقنية تتم معالجتها بالعقل والمنطق".
وأكد أن "أقسى الامنيات في بلد ديمقراطي ان يخضع المشروع السياسي لنقاش وحوار عبر المؤسسات الدستورية الضامنة للديمقراطية، وما يعبر فعليا عن هذا المشروع هو الانتخابات، لأن الثورة الأكبر في العالم هي تلك التي تحدث في صناديق الاقتراع". وقال: "لا يمكننا اليوم اعتبار لبنان بلدا ديمقراطيا لان المعيار الديمقراطي يقاس في غياب الترهيب بالعنف والترغيب بالفساد، لذلك تعد الديمقراطية في بلدنا منقوصة".
أضاف: "العمل النقابي في لبنان كان أساسيا قبل الحرب، وتشرذم كثيرا خلالها، ففي بدايتها، تأثر العمل النقابي بتاريخية نشأته، وانحرف صوب الدفاع عن مشروع سياسي، وبعد الطائف ومع سلطتي الاحتلال والوصاية، وغياب العمل ديمقراطي بالمعنى الفعلي تم إنبات نقابات، مما هب ودب، لإيجاد تمثيل نقابي صوري لخلق اتحادات وتجمعات تتحكم بها السلطة السياسية".
وتابع: "واحدة من أهم مشاكلنا في الدفاع الفعلي عن مصالح النقابات والعمال تكمن بأن عددا كبيرا منها مرهون للسلطة السياسية، بدل أن تسخر النقابة العمل السياسي لتحسين وضع الإنسان".
وختم: "المطلوب اليوم من النقابي، أيا كان إنتماؤه السياسي، خلق مساحات مشتركة مع الآخر جوهرها المصلحة النقابية وبعيدا من أي تصنيف لان التصنيف وسوء إدارة الدولة أديا إلى الإنهيارات التي نعيشها اليوم".
كلمات
واستهل حفل التكريم بكلمة ترحيب للمعالجة الفيزيائية والاعلامية ريتا بيا أنطون، وكانت كلمات لرئيس مصلحة المعالجين الفيزيائيين روي الراعي استعرض فيها مراحل المصلحة منذ العام 2005، وعضو مجلس النقابة فادي حنا الذي عرض انجازات المصلحة.
عبود
وفي نهاية الحفل، منح جعجع المكرم درعا تكريمية تقديرا لأدائه في النقابة، وكانت كلمة شكر لعبود أعرب فيها عن امتنانه لرئيس حزب "القوات"، معتبرا إياه "ملهم مسيرته وقراراته السابقة والحاضرة والمستقبلية".
وشكر النائب حبشي ورفاقه في الحزب وزميلاته وزملائه المعالجين الفيزيائيين على "وقوفهم إلى جانبه ومساندتهم لتحقيق كل بند من بنود المشروع الذي منح الثقة على أساسه".
وسرد إنجازات عهده بدءا من "تطوير النقابة إداريا وبنيويا، تحديث الأنظمة والقوانين، تحديث مناهج الكولوكيوم، إطلاق المشاريع والدراسات، خلق موقع إلكتروني وصولا إلى المؤتمرات الدولية واعتماد الـ E-VOTE في الانتخابات النقابية" وغيرها من الأمور.
كما تحدث عن الخلفية الثقافية التي عمل على أساسها "ثقافة الديموقراطية، ثقافة العمل والاستقامة، ثقافة الإيمان بالعلم، ثقافة بناء الدولة، ثقافة قبول الآخر أي ثقافة القوات اللبنانية".