12-02-2022
مقالات مختارة
خالد أبو شقرا
خالد أبو شقرا
بقدر ما كانت زيارة رئيس الوفد الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين سلسة، بقدر ما حملت تحديات غير مسبوقة. فلبنان لم يعد يملك ترف الوقت لتمديد جلسات المفاوضات أشهراً إضافية بل عليه حسم موقفه من الدخول في لعبة الغاز العالمية، أو الانتظار لجولة ثانية لن تبدأ قبل عدد من السنوات. في الأثناء تكون اسرائيل قد بدأت الحفر والانتاج.
تقدّر ثروة لبنان في هذه المنطقة الحدودية «بما لا يقل عن 25 تريليون قدم مكعب من الغاز، تساوي مليارات الدولارات»، برأي الخبير الاقتصادي في مجالي النفط والغاز فادي جواد. و»هي تستمد أهميتها بحكم تواجدها في منطقة تمت دراستها وحفرها من قبل 3 شركات نفطية كبيرة. وتم اعتبارها منطقة واعدة، وليس wild cut التي عادة ما تكون مبهمة ولا يوجد معطيات سابقة عنها». الفرصة المؤاتية من دون أدنى شك، يشكل الضغط على هذه المنطقة دليلاً على وجود كميات غاز ضخمة تتخطى ما وجد في حقل « ظَهَرْ « المصري. وبالتالي، «يجب حسم المشكلة فيها وإنهائها بسرعة من أجل عدم فقدان السوق الأوروبية المتعطشة لغاز بديل عن الغاز الروسي»، من وجهة نظر جواد. فـ»أوروبا تبحث عن مصادر مختلفة تكون قادرة على سد نسبة 40 في المئة التي تزودها بها روسيا». ولكن، هل تفي الكمية المتوقع استخراجها بمتطلبات أوروبا؟ «بالتأكيد لا»، يجيب جواد. و»لكن سوف تشكل حقول المنطقة أحد المكامن التي سوف تُستغل من مختلف دول العالم لتأمين الأمن القومي الاوروبي المعرض للخطر بسبب خط «نورد ستريم 2 Nord Stream»، والاتفاق الروسي الصيني. فهذا الخط الممتد بحراً من روسيا إلى إلمانيا، ومنها إلى بقية الدول الأوروبية لم يتم تشغيله بعد لسببين: الأول، يتصل بمعاملات قانونية ونيل رخص على صعيد ألمانيا. والثاني، عرقلة أميركية لتأخير الأمور القانونية المتعلقة بالطرف الروسي. فتشغيل هذا الخط في نهاية المطاف سيحرم أوكرانيا من رسوم عبور الغاز الروسي في أراضيها إلى أوروبا بقيمة 3 مليارات دولار سنوياً، ويعطل عدداً كبيراً من المنشآت لديها. إلى جانب العراقيل التقنية في خط نورد ستريم 2، أبرمت الصين منذ أيام قليلة مع روسيا اتفاقاً يقضي بتصدير الأخيرة إلى الصين 10 مليارات قدم مكعب من الغاز. الامر الذي سيؤدي حكماً في المستقبل القريب إلى تقصير روسي في تزويد أوروبا بالغاز. وإذا كانت هذه التطورات تشكل وسيلة ضغط روسية على أميركا وأوروبا، فان الاخيرة لن تشعر بالأمان الطاقوي ما لم تؤمن مكامن غاز تضمن تزويدها بهذه المادة في القادم من السنوات»، برأي جواد. و»لبنان سيكون إحدى المناطق الواعدة. وذلك على الرغم من تواضع الكميات بالمقارنة مع الطلب الأوروبي». السيناريوات المحتملة أمام كل هذه التحديات التي تحمل فرصاً واعدة للبنان جاء هوكشتاين بسيناريو واحد، وهو: «وضع المنطقة بين خطي 1 و 29 تحت السيطرة الاميركية لحل الموضوع»، يقول جواد. و»أعطي الطرفان اللبناني والاسرائيلي بضعة أسابيع لحسم موقفهما والاتفاق النهائي على التفاصيل بمباركة أوروبية. حيث عرّج قبل وصوله الى بيروت على اوروبا لوضع زعمائها في صورة الحل المطروح» .
أخبار ذات صلة
محليات
لا أزمة غاز تلوح في الأفق
أبرز الأخبار