08-02-2022
محليات
بالتزامن مع المفاوضات النووية في فيينا، يتحرّك الاسرائيليون على اكثر من خط دبلوماسي وسياسي واقتصادي وعسكري، لإبقاء عيون العالم مفتّحة على نشاطات ايران ووكلائها "المزعزعة" للامن في المنطقة، ولإبقاء "تطويق نفوذها" في قائمة الاولويات الدولية، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".
في هذا الاطار، اعلنت تل ابيب منذ يومين أنها ستلاحق أصول ونشاطات 3 شركات لبنانية مدنية على صلة بحزب الله في الخارج. وأعلن أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صدور "أمر "مصادرة" من وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بحق ثلاث شركات مدنية لبنانية "لصلتها بحزب الله ومشروع الصواريخ الدقيقة" التابع له. وقال أدرعي عبر حسابه على "تويتر"، إن هذه الشركات، وهي شركة الطفيلي وشركة المبيض وشركة بركات، تبيع معدات تساعد ميليشيا حزب الله على "تعزيز قوتها العسكرية وبناها التحتية". وأضاف أن حزب الله يعتمد على مصدرين للحصول على المواد الخام لبناء بنية تحتية تابعة له ولتسليح نفسه ولإنتاج الأسلحة، هما "تهريب المعدات الإيرانية إلى لبنان براً وبحراً والشراء من الشبكات والمحال المدنية تحت ستار الاستخدام المدني". من جهتها، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان، إن هذا الأمر يأتي في إطار "مضاعفة الضغوط الاقتصادية على مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله". كما يأتي القرار في أعقاب قرار آخر صدر في آب الماضي ضد شركة لبنانية شبيهة. وبحسب البيان، سيتيح هذا الإجراء إدراج الشركات اللبنانية على القائمة السوداء في الأنظمة المالية العالمية بهدف فرض عقوبات على أنشطتها.
تزامنا، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، يبحث هاتفيا الاحد، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، قضايا إقليمية من بينها ملف إيران النووي. وقال بينيت "بحثت هاتفيا مع الرئيس بايدن خطوات كبح برنامج إيران النووي". وأضاف أن الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأميركي تناول "عدوان إيران المتزايد في المنطقة العربية". وفي وقت سابق، اشار إلى أن "أي إتفاق مع إيران بالشروط الراهنة لن يساعد في الإستقرار"، موضحاً أن "أي إتفاق مع إيران بالشروط الراهنة سيجعل المنطقة تدفع ثمناً باهظاً". وشدد على "أننا سنفعل كل شيء وأي شيء، من أجل حماية أنفسنا من التهديد الوجودي الإيراني"، معتبرًا أن "إيران لا تمثل تهديدا علينا فقط، وإنما على المجتمع الدولي ككل". ودعا إلى عدم السماح لإيران بالإفلات من العقاب، لافتًا إلى ضرورة مواصلة الضغط على إيران، واستمرار التعاون والتنسيق الإقليمي والدولي بهذا الشأن.
وفي حين يأتي هذا التواصل عشية انطلاق محادثات فيينا مجددا اليوم، طمأن بايدن بينيت وفق بيان صادر عن البيت الابيض الى التزامه "الاستقرار في المنطقة، مع تمتع الإسرائيليين والفلسطينيين بإجراءات متساوية من الأمن والحرية والازدهار". واوضح ان "الجانبين ناقشا الأمن في الشرق الأوسط "بما في ذلك التهديد الذي تشكله إيران ووكلاؤها".
وفق المصادر، اسرائيل لن ترضى بأي اتفاق يطلق يد ايران في المنطقة. وعلى الارجح، المجتمع الدولي بدوره ليس في صدد اي تفاهم من هذا القبيل. لكن في حال لمس المتحاورون في فيينا ان ثمة ثغرات في الاتفاق (اذا ابصر النور)، قد تكون مزعجة لتل ابيب، فإنهم سيعطونها الضوء الاخضر المطلق، علنا او من تحت الطاولة، للتصرف كما تراه مناسبا وفي التوقيت والمكان اللذين تريد، لمواجهة تمدّد ايران واذرعها واي نشاط او حركة تعتبر الدولةُ العبرية انه يشكّل تهديدا لامنها القومي.. هذه هي الرسالة التي يسمعها الاسرائيليون من قيادات العواصم الكبرى، ما يؤكد ان امنها واستقرارها يبقى همّ هذه الدول الاكبر، تختم المصادر.
أبرز الأخبار