25-01-2022
مقالات مختارة
دوللي بشعلاني
دوللي بشعلاني
تعليق الحريري عمله بالحياة السياسية في لبنان لا بدّ وأن يترك ذيولاً عديدة في الداخل اللبناني، ويؤثّر سلباً في مناصريه ومحبّيه، وإيجاباً في أخصامه السياسيين، على ما تقول مصادر سياسية عليمة، وخصوصاً أنّ الجميع كان في انتظار قراره النهائي ليبدأ المضي الجدّي في التحضير للإنتخابات النيابية المقبلة، لناحية اختيار الحلفاء والمرشّحين وتشكيل اللوائح الإنتخابية التي سيخوض بها المعارك المرتقبة.
ورغم تطمينات الحريري لـ «تيار المستقبل»، كما لأهله وشعبه ووطنه بأنّ «بيت رفيق الحريري لن يُغلق»، سرعان ما بدأ الحديث عن إمكان تشتّت السنّة في الإنتخابات النيابية المقبلة، كما أنّ مغادرة الحريري الساحة السياسية، بحسب المصادر، لا بدّ وأن تؤثّر سلباً في حلفائه المعتادين في الإنتخابات أو سواها من الإستحقاقات المقبلة، وعلى رأسهم حليفه الشيعي «حركة أمل» و»الحزب التقدّمي الإشتراكي»، فيما سيكون تأثيرها أقلّ ضرراً في حزب «القوّات اللبنانية» كونه لم يعد حليفاً قويّاً لـ «تيّار المستقبل» بعد التباعد السياسي الذي حصل بين الحريري ورئيس القوّات سمير جعجع على خلفية احتجاز السعودية للحريري وإرغامه على تقديم استقالة حكومته من الرياض وذلك في 4/11/2017.
إذا ما كان قرار الحريري سيغيّب الطائفة السنيّة عن الإنتخابات المقبلة، أوضحت المصادر أنّ قراره قد يؤدّي الى تدنّي نسبة إقبال الناخبين من الطائفة السنيّة عليها، غير أنّه لا يعني تغييب الطائفة ككلّ، إذ لا أحد يمكنه القيام بذلك، خصوصاً مع اعتماد القانون الإنتخابي النافذ، ومع وجود قوى سياسية سنيّة أخرى على الساحة تمثّل شرائح واسعة من أبناء الطائفة السنيّة. فإلى جانب القوى السنيّة التقليدية والمستقلّة المعروفة، فإنّ «الجماعة الإسلامية» قرّرت خوض الإنتخابات المقبلة والإستفادة من الوضع الحالي، على أن تعلن قريباً أسماء مرشّحيها في 9 دوائر إنتخابية، علماً بأنّها كانت تتحالف في السابق مع الحريري في بعض الدوائر، ولن تعلن بعد أي جهة سياسية ستكون بديلاً عنه. كما ستستفيد «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» (أو الأحباش) التي لها عقيدة متباينة مع عقيدة أهل السنّة والجماعة، ولهذا غالباً ما تتحالف مع حزب الله في الإنتخابات النيابية من خلال تأمين الحواصل الإنتخابية في بعض الدوائر، لا سيما في عكّار وطرابلس وصيدا حيث الأكثرية السنيّة.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار