21-01-2022
محليات
في جولات على القدمين وبالسيارة، ليلاً ونهاراً في بعض شوارع بيروت، يظهر مشهد مدينة تحتضر وتسير إلى موتها وسط آلام مبرحة. حاولت «الشرق الأوسط» عبر تلك الجولات رصد تحوّل بيروت من حالة ازدهار إلى «مدينة أشباح». يصعب تحديد موعد دقيق لبداية نهاية المدينة مقابل اتفاق عام على تاريخ نهوضها وتألقها.
بداية الحرب الأهلية اللبنانية في 13 أبريل (نيسان) 1975 موعد مرجح لمسيرة الأفول العظيم.
يومذاك انتهت بيروت كمختبر للثقافة العربية وملجأ للحريات كما خسرت دورها كمركز مالي واقتصادي وسياحي.
غير أن الكارثة الاقتصادية - السياسية الحالية نزلت على لبنان، وخصوصاً على بيروت، نزول الصاعقة. أرجعت مستويات الحياة فيها عقوداً إلى الوراء وأصابت بُناها التحتية إصابات تحتاج إلى مليارات الدولارات وسنوات عدة لإصلاحها. والأهم أن الأزمة الحالية جلبت ما لا يحتمل من معاناة وآلام إلى ملايين البشر. عائلات تحطّمت وآمال خُنقت وأحلام وُئدت. ومستقبل بات رهينة المجهول والقدر الغاشم.
منذ الطلقات الأولى للحرب الأهلية، كان وسط بيروت التجاري مركز كل الصراعات والحروب. بعد الحرب شهد الوسط صراعاً من نوع آخر حول كيفية بنائه وحقوق قدامى المالكين والمستأجرين وحلّ المشكلات القانونية العويصة التي تراكمت أثناء مدة الحرب.
كان اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 2005 أحدَ المواعيد التي شكّلت بداية مرحلة جديدة من التراجع. حطّم الاغتيال الانتعاش الذي شهده لبنان في التسعينات ومشروع إحياء وسط بيروت، على الرغم من وقوع هذا المشروع ضمن التصورات النمطية لرجال الأعمال والمقاولين، وأدخل البلادَ في أزمة سياسية ظلّت تتفاقم حتى بلغت الانهيار الكبير في 2019.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار