14-01-2022
مقالات مختارة
نجم الهاشم
نجم الهاشم
لم تكن مسألة بسيطة أن يصبح القاضي سهيل عبود رئيساً لمجلس القضاء الأعلى في زمن عهد الرئيس ميشال عون الذي يطمح ويريد أن تكون معظم التعيينات من حصته لأنه يعمل كأنه باقٍ أبداً وأنه مستمر بعد انتهاء ولايته بمن يعتبره تلميذه وتربايتو صهره الوزير جبران باسيل. وبالتالي لا يمكن أن يقبل بتعيين أي كان إذا لم يكن هذا التعيين يخدمه. فكيف إذا كان الموقع أعلى سلطة قضائية في لبنان. اعتمد هذا الإسلوب في قيادة الجيش مع العماد جوزاف عون وكان يعتقد أنه سيكون تابعاً له ومن حصته وفي خدمته لا في خدمة الجمهورية ولذلك فعل المستحيل لتطيير قائد الجيش السابق جان قهوجي ولكنه فشل في أن يكون صهره العميد شامل روكز محله. وفعل الأمر نفسه مع حاكم البنك المركزي رياض سلامة عندما قبل التجديد له في العام 2017. هو نفسه قال إنه طرح هذا البند على جدول أعمال مجلس الوزراء من خارج البنود الواردة فيه بعدما طلبه وزير المال علي حسن خليل. لم يكن رئيس الجمهورية ليمرر هذا الأمر لو لم يكن مقتنعاً بأن سلامة في أعلى موقع مالي سيكون أيضا في خدمته وخدمة تمديد ولايته. ولكنه أيضاً وصل معه إلى صدام يتفاعل قضائياً من خلال تحريك الملفات ضده لإجباره على مجاراته في السياسة المالية ولإنقاذ بعض العهد من الإنهيار.
كان عون متحفظاً جداً وغير موافق على تسمية سهيل عبود رئيساً لمجلس القضاء الأعلى. طالما اعتبر، مع المؤثرين حوله في قرار الإختيار، أن عبود «مش معنا» أو بتعبير آخر ليس كله من حصتنا وهناك غيرنا له حصة فيه. أحد أفراد خلية السبت، التي كانت تجتمع إلى عون قبل انتخابه وفرطت بعده وتفرقت وتحول بعضها إلى عدو وخصم شرس، كان له كلام مع عون حول موضوع عبود على قاعدة أنه «مش محسوب على حدا غيرك».
لم تكن المسألة تتعلق بعبود وحده بل بتركيبة مجلس القضاء الأعلى وبمدعي عام التمييز وغيرهما من المواقع الأساسية الأعلى وبالتشكيلات القضائية حصراً. قبل أن يقبل عون بعبود وبتوقيع مرسوم تعيينه طلب لقاءه. وزيره سليم جريصاتي كان الواسطة. وكان ذلك هو اللقاء الوحيد بين الرجلين. في هذا اللقاء لم يَعِد عبود عون إلا في أن يكون على قدر المسؤولية التي يلقيها عليه موقعه.
لم يكن عبود ضيفاً جديداً على قصر العدل. كان يكفي أن ينتقل إلى مكتب رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي دخلت عليه تعديلات كثيرة بعدما أخذ دوراً كبيراً في عهد الرئيس الأول فيليب خيرالله وجلسات محاكمة رئيس حزب القوات اللبنانية ورفاقه الدكتور سمير جعجع.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار