18-12-2021
محليات
رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "ما يحصل اليوم في الواقع السياسي، يتخطى كل ما يمكن أن نفكر به، ففيما حجم المآسي التي يعيشها الناس يوميا لا يمكن تصورها، لا تجتمع الحكومة لكي تبحث المعالجات بحدها الأدنى وتخفف على المواطن"، مشيرا الى أن "تعطيلها اليوم أبعد من السياسة". وقال: "اعتدنا على حزب الله وعمله، ولكن هناك رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ووزراء عليهم مسؤوليات يجب تحملها. لا حل إلا بالانتخابات النيابية، وهي فرصة لن تتكرر للخروج من هذا الواقع الأليم، فإما يأخذ المواطن القرار الصائب أو يعمق الأزمة".
وقال خلال احتفال حزبي في بيروت : "فيما كل الأحزاب تصارع للحد من خسائرها، تجتمع القوات اللبنانية في بيروت لتسلم مئات بطاقات الانتساب، كما ستفعل في كل المناطق، مما يدل على ان الجيل الجديد لم يتأثر بالشعارات والحملات المغرضة التي شهدناها في السنتين الأخيرتين، تلك الحملات التي منها ما هو سلبي وآخر يساري بألوان وأنواع مختلفة، والتي أصلا غير موجودة في المجتمع، فهي حملات حاول أصحابها من خلالها الاستفادة من أوجاع الناس لكي يجدوا لأنفسهم موطئ قدم وخرجوا بشعارهم الشهير كلن يعني كلن".
وشدد على أن "هذا الاحتفال الحزبي يؤكد ما لا يقبل الشك والجدل بأن مقولة كلن يعني كلن غير صحيحة، فالتعميم الأعمى الذي حاول هؤلاء تسويقه في أوساط الشعب حين كان غارقا في مصائبه وبأصعب المراحل، هو جزء من المؤامرة على لبنان وجزء من الفراغ الذي يحاول البعض التسبب به". ولفت الى ان "خيار المنتسبين الجدد أكبر دليل على أن هذه الدعاية الخبيثة السلبية والعدائية لم تنجح، فهم يؤكدون أن هناك أحزابا جيدة كالقوات وأخرى سيئة".
وتوجه الى المنتسبين: "لا تظنوا أن شعار "مش هيني تكون قوات" مجرد شعار بل حقيقة ستلمسونها في كل لحظة. لا أعلم إذا كنتم تقدرون المسؤولية التي تحملونها مع هذا الخيار، لأنكم لا تنتسبون الى حزب بل الى تاريخ وقضية، مما يعني تضحية مستمرة وتجردا مستمرا والتزاما مستمرا".
وذكر بأن "القوات في عهد الوصاية، عانت الضغوط والحظر والمنع ولكنها بقيت، وأثبتت الحوادث والظروف أنها ضمير المجتمع ووجدانه، فهي هكذا كانت وما زالت وستبقى الى ابد الآبدين".
وشدد على أن "ما يحصل اليوم في الواقع السياسي يتخطى كل ما يمكن ان نفكر به"، وقال: "الحليب وهو حاجة أساسية للأطفال مقطوع وكذلك الأدوية، فيما الضغط مستمر لرفع سعر الخبز، وأسعار المحروقات ترتفع وكذلك الدولار، وبالتالي فلنتصور حجم المآسي التي يعيشها الناس يوميا، مقابل حكومة لا تجتمع لكي تبحث المعالجات بحدها الأدنى وتقوم ببعض الترتيبات، فيما اجتماعها واتخاذها أبسط القرارات يمكنه ان يخفض سعر الدولار وبالتالي يخفف عن المواطن. فالجزء الكبير من ارتفاع سعر الدولار مرتبط بفقدان الثقة".
وسأل: "ماذا يريد حزب الله اليوم؟ أسيستمر بهذا الأسلوب حتى موت آخر لبناني في البلد؟ إن تعطيل الحكومة أبعد من السياسة بل بات مرتبطا بتحقيقات انفجار المرفأ، التي ولأجلها يعطل البلد بشكل عام، كما لم يعجبه التحقيق في أحداث الطيونة فخرج بنظريات أظهر التحقيق انها خاطئة ومزيفة. حزب الله اعتدنا عليه وعلى عمله، ولكن هناك رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ووزراء عليهم مسؤوليات يجب تحملها. على الحكومة اتخاذ مواقف ولو انها لا تجتمع، وعلى كل وزير رفض أن يكون شاهد زور على ما نمر به. أما المسؤولية فتقع على الأكثرية النيابية الموجودة أيضا".
ورأى أن "الواقع يتخطى كل المقبول والمعقول فالبلد فلتان"، وجدد التشديد على أن "الحل فقط بالانتخابات النيابية، فهي فرصة لن تتكرر للخروج من هذا الواقع الأليم، فإما يأخذ المواطن القرار الصائب أو يعمق الأزمة". وأشار الى أن "نظرية أن التغيير في لبنان مستحيل، غير صحيحة، فالتغيير وارد في كل لحظة ولكنه يعود للخيارات الصحيحة التي على اللبناني اتخاذها متجنبا التقليد السياسي والمحسوبيات والزبائنية والرشاوى، وإلا ستبقى النتيجة عينها".
وتوجه إلى اللبنانيين: "خلاصنا بيدكم. خلاص البلد بيدكم. إذا اخترتم بشكل صحيح سنخرج من جهنم، أما إذا كان قراركم خاطئا ففي جهنم باقون. إمكانية التغيير موجودة في كل لحظة، والقوات ستكون لديها لوائح في كل المناطق بحثا عن التغيير المنشود."
وتمنى جعجع أن "يتفهم اللبناني أهمية المسؤولية التي تقع على عاتقه، فالأكثرية التي يمكن ان تتحقق مختلفة عن الأكثريات السابقة، إذ سيكون هدفها إحداث التغيير وتحقيق الإصلاحات وإخراج البلاد من أزمته، والأكثرية التي تكون ذات اتجاه واضح لا يمكن لأحد ان يقف بوجهها".