مباشر

عاجل

راديو اينوما

قمة الديمقراطية.. سهام النقد تنهال على "وعد بايدن"

09-12-2021

عالميات

None

من الشرق والغرب، جاءت الانتقادات لقمة الديمقراطية التي يعتزم الرئيس الأميركي، جو بايدن، تنظيمها، الخميس والجمعة، ويجمع فيها ممثلي أكثر من 100 دولة.

 

ولم تقتصر قائمة المنتقدين على الصين وروسيا فقط، بل جاءت الانتقادات من قلب واشنطن ولندن على حد سواء.

 

وتعقد القمة التي دعا إليها بايدن، في نوفمبر الماضي، ضمن مساعيه للدفاع الديمقراطية في العالم، وهو الوعد الذي قطعه أثناء حملته الرئاسية.

 

وتقوم القمة على 3 أهداف رئيسية هي: الدفاع ضد الاستبداد ومكافحة الفساد وتعزيز احترام حقوق الإنسان، بحسب ما يقول موقع وزارة الخارجية الأميركية على الإنترنت.

 

ومن المقرر أن يدعو بايدن إلى قمة ثانية بعد مرور عام، لاستعراض التقدم المحرز مقارنة بالتعهدات التي يقطعها ممثلو الدول في القمة الأولى.

 

"أميركا ليست الأفضل"

 

لكن حتى قبل انعقاد القمة الأولى، طاردتها الانتقادات من كل حدب وصوب، فمجلة "فورين بوليسي" الأميركية اعتبرت أن القمة قد تأتي بنتائج عكسية.

 

وأضافت أن هناك مخاطر تنطوي عليها القمة لجمع دبلوماسيين من عشرات الدول دون هدف واضح.

 

ومن حيث المبدأ، ترى المجلة الأميركية أنه لا يوجد خطأ في عقد الديمقراطيات الموجودة في العالم قمة لتعزيز الأفكار الليبرالية، وربما قد يعتبرها المرء مهمة ملحة في وقت تعيش الديمقراطية تحت الحصار في أماكن عدة وتواجه تحديات كبيرة مثل شبكات التواصل الاجتماعي.

 

ومع ذلك، على المرء أن يتساءل على جدوى المضي قدما في هذه الفكرة حاليا، خاصة أن الهدف النهائي من الاجتماع يبدو غير واضح.

 

وتساءلت "فورين بوليسي": هل من المفترض أن تسفر القمة عن نتائج ملموسة والتزامات جديدة أو برامج ذات تأثير قابل للقياس على قوة الديمقراطية حول العالم؟ أم هل هي عبارة عن حلقة نقاش يصدر عنها تصريحات براقة، ولكنها تؤدي إلى القليل من النتائج؟".

 

واعتبرت المجلة أن الولايات المتحدة ليست أفضل مكان لاحتضان هكذا قمة، فأميركا مصنفة حاليا على أنها في فئة "الديمقراطية المعيبة" حتى قبل انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ولم يحدث شيء لتصويب ذلك الوضع، فأحد الحزبين الرئيسيين في البلاد يرفض القبول بنتائج انتخابات 2020.

 

من جانبها، ترى مجلة "الإيكونومست" البريطانية أن المدعوين إلى قمة الديمقراطية ليسوا جميعا ديمقراطيين.

 

وقالت إن قائمة المدعوين التي أصدرتها الخارجية الأميركية تضم 110 دول، مشيرة إلى أن الاختيار اعتمد على المصالح الأميركية أكثر من المعايير الموضوعية.

 

وعلى سبيل المثال، تصدر مؤسسة "فريدم هاوس"، وهي مؤسسة مقرها واشنطن وتصدر قائمة سنوية منذ عام 1973، بشأن تقييم حالة الحقوق السياسية والمدنية لدول العالم.

 

وتصنف قائمة "فريدم هاوس" دول العالم إلى دول: "حرة أو حرة جزئيا أو غير حرة".

 

لكن قائمة الدول التي دعاها بايدن للحضور تضم دولا صنفتها "فريدم هاوس" على أنها حرة جزئيا أو غير حرة على الإطلاق، مثل أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

وفي تفسير الأمر، قالت "الإيكونومست" إنه يتعلق بحاجة إدارة بايدن إلى التنوع الإقليمي، لذلك تمت دعوة مثل النيجر، والاعتبارات الاستراتيجية لعبت دورا أيضا، فدول مثل باكستان وأكرانيا لديهما سجل باهت في مجال الديمقراطية، لكنهما شركاء استراتيجيون للولايات المتحدة.

 

ورغم تراجع الديمقراطية كثيرا في الهند والبرازيل، إلا أنهما ستحضران القمة، لا لشيء إلا لأهميتها السياسية للإدارة الأميركية.

 

الأولويات متباينة 

 

أما مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي فقد ركزت على تفاوت أولويات الدول المشاركة في القمة، فلكل منها تحديات خاصة مختلفة عن الأخرى.

 

وتضرب المؤسسة في تقرير لها بقارة إفريقيا مثالا على تباين الأولويات، وهي التي تشارك بـ17 دولة في القمة، فدول منطقة الساحل التي تستفحل فيها التحديات الوجودية التي تواجه دولا مثل بوركينا فاسو والنيجر ومالي، بسبب الحركات الإرهابية وتدفق الأسلحة خصوص من ليبيا الغارقة بالفوضى. وفي جنوب إفريقيا الأمر مختلف، فهي تشهد تدهورا اقتصادي وسياسيا مستمرا.

 

وفي أوروبا، ثمة تردد في تبني عودة القيادة الأميركية العالمية، فالشعار الأوروبي الشهير "الاستقلال الاستراتيجي" يظهر رغبة الاتحاد الأوروبي لتحرير نفسه من الخضوع تحت قيادة واشنطن أو بكين، علاوة على مخاوف البعض بأن تؤدي قمة بايدن وتوجهه إلى تقسيم العالم إلى ديمقراطيات وأخرى غير ديمقراطية لا يأخذ في الاعتبار الوضع المعقد للعالم.

 

روسيا والصين تنتقدان

 

وكانت أولى الانتقادات قد جاءت من الصين وروسيا، فقد كتب سفيرا الدولتين لدى واشنطن مقالا مشتركا نددا فيها بالقمة واستبعاد دولتهما منها.

 

واعتبر أن السفيران الروسي أناتولي أنتونوف والصيني تشين جانغ القمة بأنها "نتاج واضح لعقلية الحرب الباردة"، وستثير مواجهة إيديولوجية وانقساماً في العالم".

 

وأكدا أن "تحقيق الديمقراطية بطرق عدة، لذلك لا يوجد نموذج مناسب لجميع البلدان".

 

وشدد السفيران على أنه "لا يحق لأي بلد الحكم على المشهد السياسي والمتنوع للعالم بمعيار واحد".

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.