16-11-2021
مقالات مختارة
إنحدر المستوى الصحي في لبنان، حتى بيع حبّة دواء - وهو أمر مخالف للقانون- بالمفرّق كرسالة إنسانية. هكذا يكون لبنان شرعياً دخل عصر "ثقافة الفقراء"، الذي يفرض على الفقير أن يبتدع أساليب للتكيف مع الظروف الاقتصادية، محرّضاً بذلك صاحب الصيدلية على كسر القاعدة.
لا يطرد صاحب الصيدلية المريض طوعاً، بل جوني (كسروان) مريض قلب يدور طوعاً بين تلك الصيدليات علّه يجد دواء القلب، وقد لا يصل الى مبتغاه الا في المتن أو في جبيل وربما النبطية ان استعان بمواقع التواصل الاجتماعي لينادي على مراده. وفعلاً هذا ما حدث مع مارتين (جبيل)، التي احتاجت دواء لمرض السرطان وقد عممت الأمر على كل معارفها. وبعد أخذ ورد، استطاع احد الأصدقاء بالتعاون مع ساعي خير طرابلسي، ان يبتاع لها مغلفاً لن يكفي الا لأسبوع. بعض الاوجاع تتطلب ادوية غير مدعومة باعتبارها فقدت هذه الميزة، مثل مرض النشاف، او تصلب الشرايين، لتصل فاتورة هدى (المتن) الى 700 الف ليرة شهرياً ثمن الادوية بين مسكنات تضاعف سعرها، وبين ما هي بحاجة اليه، لتعرف النوم بعد ان يصمت ألم رجليها. وان صمت الوجع يصحو البؤس. فكل ذلك، يحتاج الى وصفات طبية، وبعض الأطباء "يشرّجون" على الوصفة، حتى لو كانت من حق المريض.
فقدان الادوية او غلاؤها "لامناطقي"، مع ذلك يحصر المواطن دائرة بحثه، ضمن حارته. وحده الفيسبوك يكسر الحدود الوهمية بين المناطق التي ترسمها الخطوط السياسية، التي تنخر في الرؤوس على الرغم من انف الدستور، الذي وحّد الأراضي اللبنانية، فارضاً التضامن الاجتماعي بين المرضى.
انعكاس فقدان القدرة الشرائية للمواطن، كبير على أصحاب الصيدليات. فالمواطن الذي يمتلك اليسير من المال، من المرجح الا يجد ما يبحث عنه في الصيدلية قرب المنزل، التي كان يتصرف معها كأنها "دكانة" الحيّ. هكذا جالت "نداء الوطن" على أصحاب صيدليات في المتن الساحلي (الذي يحوي 250 صيدلية) وكسروان (180 صيدلية) لتقف على آرائهم.
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
تعقيدات المنطقة... والأزمة اللبنانية
أسرار الصحف
أسرار الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس
مقالات مختارة
الدولار يرتفع مع تطبيق التداول الحرّ والشفاف
أبرز الأخبار