05-09-2021
محليات
أحيا حزب "القوات اللبنانية" القداس السنوي لراحة انفس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب، تحت شعار "مقاومة مستمرة"، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ممثلا بالمطران حنا رحمة. وحضره اعضاء تكتل "الجمهورية القوية" النواب: ستريدا جعجع، جورج عدوان، بيار بو عاصي، جوزيف اسحق، فادي سعد، زياد الحواط، شوقي الدكاش، إدي ابي اللمع، عماد واكيم، انيس نصار، أنطوان حبشي، جورج عقيص، أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم، نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، الوزراء السابقين مي شدياق، كميل ابو سليمان، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" ريشار قيومجيان، ملحم رياشي، جو سركيس، طوني كرم، النواب السابقين: انطوان زهرا، ايلي كيروز، انطوان ابو خاطر، الأمين العام لحزب "القوات اللبنانية" غسان يارد، مساعد الامين العام لشؤون الإدارة وليد هيدموس، مساعد الامين العام لشؤون المناطق جوزيف ابو جودة، مساعد الامين العام لشؤون الإنتشار مارون السويدي، اعضاء المجلس المركزي في الحزب، رؤساء المصالح والاجهزة، منسقي المناطق وحشد كبير من الاغتراب اللبناني والمحازبين من المناطق كافة، اضافة الى مشاركة كبيرة من مصلحة طلاب "القوات اللبنانية".
وألقى جعجع كلمة توجه فيها إلى شهداء حزب "القوات"، قائلاً، "رفاقي الشهداء، وأسأل كلّ يوم: أين هي القوات؟ وماذا تفعل لنا في خضمّ كلّ ما نعانيه؟ وجوابي لهم: لقد وجدتمونا عندما احتجتمونا، في المراحل الماضية كلها، واليوم أيضاً وأيضاً نحن معكم ولكم صوت صارخ في البريّة يناضل ويقاتل ليل نهار لئلاّ ينفد الأمل في مجتمعنا وفي وطننا مع نفاد الأدوية والبنزين والمازوت ومتطلّبات الحياة الأساسيّة. صوت صارخ في بريّة دولة غير موجودة، وسيادة منتهكة، وحدود سائبة، وإدارة مسيّبة، وفساد وهدر من دون حدود. صوت صارخ في برّيّة الخيانة الوطنيّة، والجريمة، والجهل، والفساد، والتّبعيّة وسوء الإدارة، وبالأخصّ الأخصّ في برّيّة المصالح الشّخصيّة والأنانيّة البغيضة. ولكن ولكن إذا كانت جولة جماعة الظّلم والقهر والمعاناة والإفقار والتّدمير ساعة، فجولات قوات الحقّ والحريّة والإنسان ستكون حتّى قيام السّاعة".
وأضاف جعجع، "أن يحرمونا المحروقات صعب جدا، لكنّ الشعب اللبنانيّ يجد دائما بعض الحلول. أن يحرمونا الدواء غاية في الصّعوبة، ولكن يبقى له دواء. ولكن أن يحرمونا الأمل، فهذه تكون نهاية الكون: القوات صوت صارخ في بريّة لبنان هذه الأيّام العصيبة وفي كلّ الأيّام، حتّى يكون الأمل الباقي محميّا مصانا بعيدا عن أيدي العابثين السّارقين السّالبين الفاسدين، مصّاصي طاقة الشّعب اللّبنانيّ ودمائه. نحن هنا، نحمل شمعة صغيرة بأحلام كبيرة، تضيء طريق الأمل للّبنانيين، ليتمكّنوا من اجتياز هذا النّفق الجهنّميّ الذي رموهم فيه، والعبور الى رحاب النّور والخلاص".
وتابع جعجع، "لا يختلطنّ الأمر على أحد. فنحن ما زلنا القوات اللبنانية التي تعرفونها، قوات ولبنانيّة لن نقبل مجرّد أن يحترق شعبنا في جهنّم التي أوجدوها. لن نقبل أن نختفي في القعر الذي حفروه للبنان واللّبنانيين. لن نقبل أن نستسلم، لا بسهولة ولا بصعوبة. لن نقبل أن نختفي، ولا أن يختفي لبنان، ولا أن تتغيّر معالمه، ولا أن يجوع شعبه، ولا أن يقضي حريقا أو غرقا.
لن نقبل بأن يسلب شعبنا سيادته ولا كرامته ولا حريّته، وسنقاوم. نحن القوات اللبنانيّة مثلما قاومنا ليبقى لبنان مرّات ومرّات، هكذا هذه المرّة ايضاً، ومن يعش يرى.
وقال جعجع، "يا شعب 17 تشرين، القوات اللبنانيّة منكم ولكم، فلا تفرّطوا بها حتّى لا تساهموا عن قصد أو عن غير قصد بتطويق آخر حصون الثورة والمقاومة والبطولة في لبنان، فتفقدوا آخر أمل لكم بالتغيير الحقيقيّ. القوات اللبنانيّة منكم ولكم فلا تفرّطوا بقوّتها وتنظيمها وعصب وجودها جريا وراء أحلام رمليّة وشخصيّات مسرحية تتنطّح وتعدكم بأنّها ستنتشل الزّير من البير، ولكن سرعان ما تتبيّن هشاشتها عند اولّ استحقاق مفصليّ أو خطر وجوديّ، فتكونون كمن اشترى سمكا في البحر. إنّ القوّة الحقيقيّة والتّحدّي الفعليّ ليس في تحطيم كل ما هو قائم، وإنّما في التّمكّن من استبدال السيء بالجيّد. وإلّا نكون قد هدمنا السّيّء والجيّد، ولكن من دون أن نبني مكانهما شيئا. المطلوب هو التغيير العاقل والهادف والمحصّن والمتين، وهذا ما تعدكم القوات به، لا التصرّف العبثيّ العدميّ الفوضويّ الذي يؤدّي إلى مزيد من الضعف، والتّلاشي والشّرذمة والتّحلّل. مثلما قاومنا ليبقى لبنان مرات ومرات، هكذا هذه المرّة ايضاً، مقاومة مستمرة.
وتوجه إلى جمهور 14 آذار قائلاً، "يا شعب 14 آذار، ثورتكم قدّمت أرقى تجربة حضاريّة لمقاومة سلميّة انتصرت على أعتى الأنظمة الديكتاتوريّة.
ومن ينجح بتحرير لبنان من نظام الأسد، لن يقوى عليه أي خاطف أو فاسد أو مستقو أو ظالم. لو قيّد لمشروعكم أن يترجم واقعا ملموسا ومعيوشا لكان تجنّب اللبنانيون المآسي التي يعيشونها اليوم، والذلّ الذي أصبح ملازما لحياتهم، والخوف على المصير الذي ينتابهم. لو قيّد لمشروعكم أن يتحقّق لكنّا انتهينا من لبنان السّاحة، ولبنان المزرعة، لبنان الفساد، ولبنان عدم الاستقرار، ولبنان الفشل، ولبنان المعزول. لو قيّد لمشروعكم أن يترجم على أرض الواقع لكنّا أحيينا نموذج سويسرا الشرق، وأعدنا لبنان إلى هويّته التّاريخيّة ودوره وتألّقه وازدهاره ونمط عيشه. لو قيّد لمشروعكم أن ينجح لكنّا في الدولة القويّة التي تطبّق دستورها وقوانينها على الجميع وتحمي سيادتها واستقلالها وتعزّز علاقاتها الخارجيّة العربيّة والغربيّة".
وأردف جعجع، "يا شعب 14 آذار، ثورتكم لم ولن تنتهي قبل تحقيق الأهداف التي من أجلها انتفضتم وكسرتم حواجز الخوف ووحّدتم السّاحات في ثورة عابرة للمناطق والطوائف. ثورتكم هي الأمل بلبنان المستقبل، لبنان الإنسان.
لن نفقد الأمل في وطن انتفض شعبه في 14 آذار وعاود الكرّة في 17 تشرين. وعدي لكم اليوم، أنّ القوات اللبنانيّة، وكما كانت على الدّوام، ستبقى رأس حربة مشروع 14 آذار الذي، وإن تصدّع هيكلـه الخارجيّ، سيبقى الشعلة التي تنير درب خلاص لبنان. مقاومة مستمرة".
اما عن نيّة "القوات"، فقال منسق "القوات اللبنانية" في السويد الياس سركيس: "اليوم أكثر من اي وقت آخر، "القوات اللبنانية" تتعرض لحملات التجني، لانها مؤمنة بالحق وقوية بالحق، والحق يحرر مثل ما قلت يا رب، ولأنها مقاومة مستمرة بوجه الفساد والارتهان للخارج، كما كانت مقاومة بوجه كل غاصب ومحتل ومتجبر ومستكبر. "القوات اللبنانية" اليوم حارسة الهيكل بوجه تجار الهيكل، ومناضلوها هم الحراس "اللي ما بينعسوا" عندما ينام المؤتمنون على الوطن وأهله. احفظ يا رب "الحكيم" الذي يحمل الأمانة ويتحمّل المرّائين، ولكن إلى حين، إلى حين ان تحل النعمة على بلادنا وننتهي من من على استعداد لقبض ثلاثين من الفضة مقابل بيع لبنان، وينتصر من يدفع عمره ثمن بقاء لبنان. لك يا رب نصلي".
وعن نية شهداء "المقاومة اللبنانية"، رفع عضو جهاز التنشئة السياسية في "القوات" الياس ملكي الصلاة، قائلا: "الشهداء الذين تخلوا بلحظة عن عمرهم وتركوا عدّ السنوات لغيرهم، هم شهداؤنا، الشهداء الذين وضعوا يدهم على المحراث "لما دق الخطر" ولم ينظروا خلفهم، هم شهداؤنا، الشهداء الذين انضم اليهم بشير الجميل رئيس الجمهورية القوية وصار رئيسا لجمهورية الشهداء، هم شهداؤنا، الأبطال الذين رووا بدمهم الحجر والشجر وانزرعوا بالتراب وفي القلوب والذاكرة إلى أبد الآبدين، هم شهداؤنا". وأردف: "سقطوا لنبقى واقفين، وارتفعوا الى السماء لنستمر على هذه الأرض، جسدوا أشرف المقاومات التي ما زالت مستمرة على خطاهم، امام شهادتهم يهون الاعتقال والتنكيل، والمنع والقمع، من المؤكد انهم "ما راحوا" كي نصل للجوع والعوز والإحباط. من ائتمن على تراث الشهداء لن يسمح بأن يقتلوا مرتين. يا رب القوات كن معنا.. ومعهم. لك نصلي".
عند المذبح الذي نفذ من صخرة كبيرة ترمز لثبات ايماننا ومسيرتنا في هذا الشرق، ارتفعت ثلاث أرزات بأحجام مختلفة، رمزا للأجيال المتفاوتة من الأجداد والأباء وصولا الى الأبناء، متجذرة على صخرة للتأكيد على الاستمرارية في المقاومة والوطنية والصمود مهما اشتدت العواصف وتفاقمت المحن. وفي المقابل وضعت صخرة كبيرة غرز عليها صليب خشب متواضع يرمز الى الصلبان المرفوعة على جبال لبنان والتي تؤكد على وجودنا الحر في هذا الشرق وعلى شهادة ابطال "المقاومة اللبنانية" الذين قاوموا للحفاظ على لبنان لنبقى فيه وعلى القيامة التي تشدد على ايماننا بأن شهداءنا لا يموتون.
وكانت "كشافة الحرية" وضعت اكليلا من الغار تحية لشهداء "المقاومة اللبنانية"، وتم تقديم البخور والقرابين. ونظمت القداس لجنة الأنشطة المركزيّة في حزب "القوّات اللبنانيّة" بالتعاون مع شركة "ICE". وعرض فيديو يتحدث عن كل مراحل نضال "القوات اللبنانية" على الاغنية التي اطلقت للمناسبة تحت عنوان "مقاومة مستمرة" من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، ألحان رواد رعد، واخرج الفيديو مارون ابي راشد. ورُفعت صورة للرئيس الشهيد بشير الجميل مع لائحة كبيرة بأسماء شهداء المقاومة اللبنانية.
وتسلم جعجع مشعل "المقاومة اللبنانية" من كشافة الحرية ووضعه على نصب الشهداء الذي اقيم في معراب، تأكيدا لاستمرار المقاومة، وتزامنا ضرب عدد من المحازبين التحية ورفعوا السيوف للحكيم والشهداء.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار