14-07-2021
محليات
أوساط ديبلوماسية مطّلعة أكّدت أنّ مستشار الرئيس الفرنسي للشأن اللبناني باتريك دوريل الذي يزور بيروت حالياً يحمل في جعبته ورقة الضغط الأخيرة على المسؤولين اللبنانيين للإسراع في تشكيل الحكومة قبل أن يقوم الإتحاد الأوروبي بفرض العقوبات على كلّ من يجده «معطّلاً» للتأليف، وقبل حدوث انفجار أمني ضخم، يخشى منه البعض، إذ يصعب بعده على لبنان أن يقف مجدّداً على قدميه. كما ســيُكرّر موقف الرئيس ماكرون حول ضرورة تأليف حكومة إنقاذية قادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة من الداخل والخارج، من دون أن يكون لفرنسا أي انحياز للرئيس المكلّف سعد الحريري بترؤسها، أو لأي شخصية سنيّة أخرى في حال قرّر تقديم اعتذاره عن التكليف.
وعن قيام دوريل بالكشف عن أسماء السياسيين الذين ستطالهم العقوبات الأوروبية، أشارت الاوساط الى أنّ الإتحاد الأوروبي سيقوم في غضون أسبوعين بوضع آلية نظام العقوبات الذي سيُتخذ قبل حلول الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي فاقم الأزمة الإقتصادية في لبنان سوءاً. وبعد التوافق على هذه الآلية سيكون لكلّ حادث حديث. وفيما يتعلّق بالأسماء فلا أحد يدري حتى الساعة، إذا ما كان دوريل سيتحدّث خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عن الأسماء الواردة على لائحة العقوبات الأوروبية أم لا. غير أنّ بعض الشخصيات، بحسب المعلومات، تعرف نفسها خصوصاً وأنّ تحذيرات عدّة سبق وأن وصلتها على لسان موفدين أوروبيين بهدف تغيير أدائها السياسي القائم على تعطيل وعرقلة ولادة الحكومة، لكنّها لم تفعل.
وتقول الأوساط نفسها بأنّ دوريل لا يأتي لتقديم أي حلّ أو مخرج جديد للسياسيين الذين لم يُقرّروا بعد مساعدة أنفسهم ليستحقّوا مساعدة دول الخارج لهم، إذ لم يعد لدى فرنسا أي اقتراحات جديدة فيما يتعلّق بتشكيل الحكومة بعد أن جعلت المبادرة الفرنسية «تتأقلم» مع الظروف والمتطلّبات اللبنانية الداخلية من دون الوصول الى أي نتيجة ملموسة. غير أنّه سيضغط على السياسيين للتقدّم في تشكيل الحكومة وإجراء الإصلاحات المطلوبة قبل فوات الأوان.
والمهم بالنسبة لفرنسا اليوم، على ما أضافت الاوساط، أن تولد الحكومة الموعودة منذ 11 شهراً، لكي يُصبح بإمكان المجتمع الدولي التعاطي والتنسيق معها لحصول لبنان على مساعدات وقروض مؤتمر «سيدر» التي باتت حالياً تُشكّل الأمل الأخير لتحسين الوضع الإقتصادي المتردّي فيه. علماً بأنّ التنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الإقتصادية الخالصة التابعة للبنان، من شأنها في مرحلة لاحقة أن تُنقذ البلد من جميع ديونه، في حال لم تتمكّن الأطماع الداخلية والخارجية من وضع يدها على هذه الثروة النفطية.
وبرأي الاوساط إنّ فرنسا التي لم تتمكّن بمفردها من الضغط على المسؤولين اللبنانيين طوال الأشهر الماضية رغم كلّ المحاولات التي قامت بها والتسهيلات التي قدّمتها، لتنفيذ المبادرة الفرنسية التي فشّلوها وجعلوها تحتضر كونهم أعطوا ولا يزالون الأولوية لمصالحهم الفردية على حساب مصلحة الوطن، فلجأت الى الإتحاد الأوروبي. فالدول الأوروبية مجتمعة بإمكانها الضغط أكثر، من دولة أوروبية واحدة، وإن كانت بحجم فرنسا ولها صداقات وعلاقات تاريخية مع بعض العائلات السياسية في لبنان، فضلاً عن مؤيّدين ومناصرين قدامى لها في البلد.
أخبار ذات صلة